في خضم "تورط" مهاجرين مغاربة في عمليات سرقة وتحرش واغتصاب نساء، شهدتها ساحة الكاتدرائية الشهيرة بمدينة كولونيا الألمانية، ليلة رأس السنة الجديدة، انتفضت جندية ألمانية من أصل مغربي ضد الاتهامات التي كالها كثيرون، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي بألمانيا، للمهاجرين المغاربة.
وكانت ألمانيا، المعروفة بثقافة الترحيب بالمهاجرين التي تسِم مواطنيها وحكومتها منذ سنوات خلت، استفاقت في مطلع السنة الجديدة على حوادث اعتداءات جنسية وسرقات، قام بها العديد من المهاجرين، أغلبهم عرب، ومنهم مغاربة وجزائريون وسوريون وإيرانيون، وبعضهم تقدموا بطلبات لجوء.
وبرز اسم نريمان رينكي، البالغة 36 عاما، وهي من أصول مغربية، وتعمل في صفوف الجندية الألمانية، في الأيام الأخيرة في البلاد، بعد أن تصدت بقوة لما وصفته، في حوار أجرته إحدى المنابر الإعلامية الألمانية معها، بـ"النكات السيئة التي أطلقها ألمان ضد المهاجرين المغاربة بالخصوص".
نريمان، من أبوين قدما من المغرب إلى ألمانيا منذ زهاء 50 عاما، أنشأت صفحة "فيسبوكية" خاصة للرد على الهجمات ذات الطابع العنصري ضد المهاجرين المغاربة، والتي تزايدت بسبب "الزلزال" الذي أصاب ألمانيا جراء الاعتداءات الجنسية التي طالت ألمانيات في ليلة رأس السنة الحالية.
وفيما أبدت نريمان رفضها الشديد للاتهامات التي كالها الكثيرون للمهاجرين المغاربة، واتهامهم بشتى النعوت السيئة والصفات المنحطة، وصلت إلى حد المطالبة بترحيلهم رفقة مهاجرين عرب آخرين إلى بلدانهم، شددت الجندية ذاتها على أن "أغلب المغاربة حققوا اندماجا إيجابيا في المجتمع الألماني".
وضربت الناشطة الألمانية المغربية المثال بحالتها ووضعيتها داخل المجتمع الألماني، إذ استطاعت بفضل جديتها ومثابرتها أن تعمل جندية في الجيش الألماني، تدافع عن ألوانه، دون أن تفرط في هويتها وجذورها المغربية، وذلك في انسجام مع قوانين ونواميس البلد المستقبل.
وأوردت نريمان، دفاعا عن المهاجرين المغاربة إزاء التهم التي وجهها لهم الكثيرون، أن ما جرى في كولونيا أمر مرفوض أيضا في المجتمع المغربي، رافضة الحرب الإلكترونية التي شنها ناشطون على المهاجرين العرب خاصة، ومشددة على أن اللجوء حق مضمون لكل شخص بغض النظر عن أصله والبلد الذي أتى منه.
ولفتت الجندية الشابة ذاتها إلى أنه بعد الهجمات العنصرية التي طالت المهاجرين الوافدين من بلدان البلقان، أتى الدور على المهاجرين القادمين من البلدان المغاربية، خاصة المغرب والجزائر، معتبرة أن الاندماج أمر ممكن ومتاح في المجتمع الألماني.
وبعد أن اقترحت الجندية المغربية توفير برامج لفائدة المهاجرين واللاجئين الجدد الذين قدموا إلى ألمانيا، تكون مرتكزة على لقاء المهاجرين القدامى والمخضرمين الذين حققوا الاندماج في ألمانيا، أو لاقوا النجاح المهني والأسري بالبلاد، خلصت نريمان إلى أن "الحياة في ألمانيا ليست فيلما رغم كل شيء".