استطاعت مهاجرات مغربيات ولوج عالم السياسة بكندا، إحداهن تقلدت منصب نائبة رئيس البرلمان، بمحافظة كيبيك، ويتعلق الأمر بفاطمة هدى بيبان، فيما خاضت مروى رزقي عضو الحزب الليبرالي الفيدرالي، منافسة شرسة خلال الانتخابات الأخيرة، واحتلت الرتبة الثانية بفارق ضئيل عن منافستها ممثلة الحزب الكيبيكي.
فاطمة هدى بيبان، المنحدرة من ضواحي مدينة مكناس، قضت أكثر من 20 سنة عضوا في برلمان كيبيك، وكانت واحدة من أشرس السياسيين على صعيد المحافظة الفرانكفونية الوحيدة بكيبيك، وخولت لها تجربتها الطويلة، تقلد منصب نائبة رئيس البرلمان الكيبيك.
لم تكن كل مواقف فاطمة بيبان، تلقى إقبالا وسط الجالية المغربية، خصوصا ما تعلق منها بقضية الحجاب، ومشروع القيم الذي تقدمت به حكومة بولين ماروا، وكان سببا في خروج فاطمة بيبان من الحزب الليبرالي، الذي أبدى معارضة شرسة للمشروع، مكنته من الفوز في الانتخابات.
ومن جهتها، خاضت مروى رزقي غمار الانتخابات التشريعية الكندية الأخيرة، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الفوز، لتكون أول برلمانية كندية من أصل مغربي، ونظرا لكونها شابة في مقتبل العمر، فالمستقبل السياسي لا زال أمامها، ومن الطبيعي أن تكون تجربتها السابقة، قد أكسبتها تجربة كبيرة، ومنحتها عزيمة على المواصلة.
في المقابل، تبقى المشاركة الرجالية شبه منعدمة على صعيد كندا، باستثناء بعض المساهمات المحتشمة لبعض المغاربة، لا تتعدى مهمة ملئ الفراغ في لوائح انتخابية، لا ينتظر منها تحقيق نتائج تذكر، خصوصا مع الأحزاب الصغرى التي لا يتعدى مجموع المقاعد التي تتحصل عليها مقعدين.
المرأة المغربية في كندا، تركت بصمتها في السياسة سواء على الصعيد الفيدرالي، أو على صعيد المحافظات، وتعتبر تجربة هدى بيبان، ومروى رزقي نموذجا أفرزه الجد والمثابرة لسيدتين، لم تساهم الجالية المغربية في صنعه ولو بقسط يسير، بل إن الشهرة التي اكتسباها، إنما جاءت بمجهودات شخصية.
هسبريس استقت مجموعة من الآراء بخصوص شح المشاركة السياسية لمغاربة كندا، وعلق خالد من مونتريال قائلا، "تعيش الجالية المغربية بكندا، حالة من الشتات، تتسبب فيه بعض الوجوه القديمة، والتي تتنافس على كسب ود الجهات المسؤولة بالمغرب، وبالتالي تدفع مكونات الجالية المغربية المقيمة بكندا، إلى النفور".
ويضيف المتحدث "لو أن الجهود تضافرت لمساندة مرشحين من الجالية المغربية، لكانت النتائج أفضل، ولكن كثرة النفعيين، الذين يسعون لاستغلال الجالية لمصالحهم الخاصة، تتسبب في ما تعيشه الجالية من شتات وإخفاق" وفق تعبيره.
أما كمال أبو آدم فيقول، "جاليات مثل الهندية، واللبنانية، والإيطالية تفوقت سياسيا بكندا لأنها ملتحمة، وتشتغل من أجل الصالح العام، والأجدر بالريادة هو من يتم ترشيحه ليمثل الجالية، أما الجالية المغربية، فكل من هب ودب يتكلم باسمها، وأغلبهم يسعون لتحقيق أهدافهم المادية على حساب الجالية".