في إطار الانفتاح على الفنانين والمبدعين المغاربة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، افتتحت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج رواقا بمدينة الرباط، ستُعرض فيه الأعمال الفنّية لمبدعي وفناني مغاربة العالم.
وافتُتحَ رواق مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والذي اختيرَ له اسم "ضفاف"، بعرْض لوحاتٍ تشكيلية للفنّان التشكيلي المغربي المقيم ببلجيكا، رشيد السبتي، ويستمرُّ المعرض إلى غاية 30 أبريل القادم.
وفضلا عنْ تنظيم المعارض الخاصّة باللوحات التشكيلية، تروم مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج إلى جعل "رواق ضفاف"، المخصص لمبدعي مغاربة العالم، رواقا للفنّ ومكانا لتنظيم تظاهرات ثقافية وفنية.
عمر عزيمان، الرئيس الشرفي لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، اعتبرَ، في كلمة افتتاحية لـ"رواق ضفاف"، أنَّ الرواق يعتبر علامة من علامات التغيير السريع الذي تشهده الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وأضاف المتحدث أنَّ مغاربة العالم اليوم صنعوا لأنفسهم مكانة متميّزة في مجتمعات بلدان الإقامة، سواء في مجال الفن أو السياسية أو الاقتصاد أو التجارة أو الثقافة أو العلوم، "عكس ما كان عليه الوضع قبل سنوات غير بعيدة، حيث لم يكن المغاربة المقيمون بالخارج يحكون سوى معاناتهم في بلاد المهجر"، يقول عزيمان.
الرئيس الشرفي لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج أردف أنَّ الدافع إلى إنشاء "رواق ضفاف"، هو مصاحبة هذه النقلة التي يعرفها نسيج مغاربة العالم، من خلال تمكينهم من فضاء يشكّل قناة لإبراز غنى إبداعهم في مختلف المجالات الفنّية والثقافية، والذي سيكون أيضا فضاء لتبادل الآراء والحوار.
من جهته ثمّن الفنان التشكيلي المغربي المقيم ببلجيكا، رشيد السبتي، مبادرة إنشاء "رواق ضفاف"، وقال في تصريح لهسبريس، إنَّ العاصمة بحاجة إلى مثل هذه الأروقة، خاصة بعد إعلان الرباط عاصمة للثقافة، من طرف الملك محمد السادس.
السبتي خصّصَ معرضه المنظم تحت شعار "نشيد من أجل المرأة"، لموضوع المرأة، وهُوَ الموضوع الذي كرّسَ له ريشته منذ أربعين سنة، حيثُ حرص على رسْم المرأة المغربية "في كلّ حالاتها". وعن رأيه في وضعية المرأة المغربية، قال السبتي: "هناكَ حَراك، لكن يجب تقديم مزيد من الدعم للمرأة المغربية لكسر بعض الطابوهات، وتشجيعها أكثر لتسير إلى الأمام".
واعتبر الفنان التشكيلي المغربي، أنّ "رواق ضفاف" سيكونُ أرضية توفَّر لفناني ومبدعي مغاربة العالم لإبراز أعمالهم، مضيفا: "في الماضي كانت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تعالج مشاكل مغاربة العالم التقليدية، واليوم تسايرُ المؤسسةُ التحوّل الذي تعرفه بنية الجالية المغربية بالخارج، وهذا الفضاء سيقدّم لنا خدمة كبيرة في المجال الثقافي".
ويُعتبر السبتي، المزداد بمدينة العرائش، من الفنانين التشكيليين المغاربة البارزين ببلجيكا، حيث نال وسام الحكومة البلجيكية، وجائزة مدينة بروكسل، وصممّ في سنة 2011 طابعا بريديا طبعت منه ستة ملايين نسخة، وكان قد هاجر إلى بلجيكا بعد إتمام دراسته بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، حيث التحق بالأكاديمية الملكيّة ببروكسل.