عمت حالة من الحزن والأسى وسط مواطنين بلجيكيين بعد إعلان مقتل المهاجرة ذات الأصول المغربية لبنى الفقيري، التي تنحدر من مدينة سلا، وهي أم لثلاثة أطفال، في واقعة تفجيرات طالت محطة قطار الأنفاق بالعاصمة البلجيكية، وأفضت إلى مقتل 34 شخصا، وجرح العشرات.
ولجأ العديد من المواطنين البلجيكيين إلى بث حزنهم العميق بعد أن تناهى إلى علمهم خبر مقتل المغربية لبنى الفقيري، إذ أشاد من يعرفونها عن كثب باندماجها الإيجابي داخل المجتمع البلجيكي، وأثنوا على دماثة أخلاقها، وخصالها التي جعلتها محبوبة من طرف الكثيرين في بلجيكا.
وكتب رشيد حداش، محاضر ديني في فرنسا وبلجيكا، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن لبنى الفقيري، وهي أستاذة لرياضة الجمباز، كانت تُدرس ابنتيه منذ سنوات خلت، مضيفا أن "إحدى بناته قضت يوم الاثنين الذي سبق الهجمات مع الراحلة لبنى".
وقالت "نانو بييترس"، وهي أستاذة بلجيكية، إنها كانت تُدرس لبنى لما كانت فتاة صغيرة، ولم تعرف عنها وهي طفلة ومراهقة، ثم وهي امرأة، سوى أنها "كانت منفتحة ومحبة للحياة، كما أنها كانت سيدة استثنائية مليئة بالكرم والعطاء، وابتسامتها الساحرة تأسر الألباب"، وفق تعبيرها.
وأردفت المواطنة البلجيكية ذاتها أنها صُدمت كثيرا بعد أن تأكد خبر مقتل لبنى، أياما قليلة بعد التفجيرات التي هزت قلب العاصمة بروكسيل، مبرزة أن شريط الذكريات عاد أمام ذهنها لفتاة "مرحة ومؤدبة، كانت تتعامل مع الآخر باحترام، واستطاعت النجاح في مهنتها، وتأسيس عائلة صغيرة سعيدة".
وقالت "فابيين" بدورها إن حزنا عميقا تملكها بعد انتشار خبر مقتل لبنى المغربية، خاصة أنها أم لثلاثة أطفال، "ما يعني مأساة إنسانية ونفسية كبيرة سيتجرعها زوجها وأطفالها الصغار، كما سائر معارفها وأهلها في بلجيكا وفي المغرب أيضا"، حسب تعبيرها، متمنية أن يتحلى زوجها بالشجاعة والصمود في هذا الظرف.
واغتنمت معلقة بلجيكية أخرى تدعى "ريبيت" فرصة تقديمها التعزية إلى عائلة لبنى لتطلب دعما نفسيا ومعنويا لأسرتها، خاصة من أجل مؤازرة أطفالها الثلاثة الصغار في هذه المحنة العصيبة، داعية إلى عدم إلصاق التهم بالجالية المسلمة ببلجيكا، وأردفت: "يجب ألا نتمزق أو نتفرق، فالاتحاد يصنع القوة".
وكانت مصادر دبلوماسية مغربية ببروكسيل أفادت يوم الجمعة الماضي بأنه تم تحديد هوية أول مغربية من بين ضحايا الاعتداءات التي ضربت العاصمة البلجيكية الثلاثاء الماضي، وهي لبنى الفقيري، التي لقيت حتفها في الهجوم الذي استهدف محطة لميترو الأنفاق ببروكسيل.
ووجه الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحومة لبنى، معبرا لهم، ولاسيما زوجها وأطفالها، وكافة أهلها وذويها، عن أحر تعازيه، وأصدق مواساته في هذا الرزء الفادح، ضارعا إلى الله تعالى أن يتغمدها بواسع رحمته وغفرانه، ويتقبلها في عداد الشهداء.