يبدو أن مرشح حزب العمال البريطاني صادق خان في طريقه لأن يصبح أول عمدة مسلم للندن، فيما يجري فرز الأصوات عقب انتخابات المجالس المحلية والإقليمية في إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية التي أجريت يوم أمس الخميس.
وأظهر آخر استطلاع للرأي لمؤسسة "يوجوف" حصول خان على نسبة تأييد بنسبة 43% مقابل 32% لمنافسه الرئيسي زاك جولد سميث، بينما ذكر خان، وهو محامي حقوقي سابق، على حسابه بموقع "تويتر" بعد إدلائه بصوته: "سأكون عمدة لكل اللندنيين".
وتعيش العاصمة البريطانية لندن على وقع جدل سياسي بسبب اقتراب صادق خان، وهو سياسي بريطاني مسلم من أصل باكستاني، من الوصول إلى عمودية المدينة، وذلك لأول مرة في تاريخ بريطانيا، وهو ما دفع منافسيه السياسيين إلى اتهامه بمناصرة الخطاب المتطرف، الأمر الذي أثار حفيظة المثقفين والسياسيين البريطانيين، وتخوفاتهم من تفشي الخطاب العنصري في الممارسة السياسية البريطانية.
ورغم أن خان حاول بعث العديد من الرسائل التي تفيد بأنه منفتح على جميع الديانات والثقافات، إلى درجة أنه صرح بأن قام بجميع الطقوس اليهودية الدينية، وذلك في محاولة لاستمالة الناخبين اليهود في لندن، إلا أن منافسيه يحاولون التركيز على ديانته، واستغلال حالة العداء للإسلام التي تجتاح القارة الأوربية خلال الفترة الأخيرة.
وعمل منافس صادق خان على عمودية لندن، زاك كولد سميث، ابن الملياردير البريطاني سميت، على توجيه ضربات من تحت الحزام للسياسي من أصل باكستاني، إذ كتب مقالا في جريدة "ميل"، البريطانية، يتهمه فيه بأنه يتوفر على علاقات مع المتطرفين، وبأنه يشرعن الخطاب المتطرف في بريطانيا.
وفي وقت تعمل عدد من الأوساط السياسية البريطانية، مصحوبة ببعض وسائل الإعلام، على تضخيم الحدث والتهويل من وصول مسلم إلى عمودية العاصمة البريطانية، فإن دراسة صادرة عن جامعة إنديانا الأمريكية، نشرت مضامينها صحيفة "واشنطن بوسط"، تبين أن هذا الحدث يعتبر عاديا في مدينة يوجد فيها أزيد من مليون مسلم.
وتفيد الدراسة نفسها بأن منصب عمودية لندن هو منصب جديد نسبيا، تم إحداثه سنة 2000، ما يجعل منه ليس فقط أول عمدة مسلم، وإنما ثالث عمدة للعاصمة البريطانية. كما أن شخصية خان التي عرفت بمواجهتها للخطاب المتطرف في بريطانيا، وأيضا بوقوفه في وجه العنصرية، تجعل منه يحظى بالقبول في أوساط العاصمة البريطانية المعروفة بتنوعها.
وكشفت الدراسة أن وصول المسلمين إلى مناصب التشريع، وقيادة المدن، يتم تضخيمه، إذ يتواجد حاليا حوالي 70 إلى 100 برلماني في أوروبا لهم أصل مسلم، من بين 8000، مشيرة إلى أنه من بين البرلمانيين الذين لهم أصول مسلمة من يعتبرون أن الإسلام بالنسبة لهم انتماء ثقافي، أكثر من كونهم يعتنقونه.
وحاليا يتواجد 13 برلمانيا مسلما في مجلس العموم البريطاني، وهو أعلى رقم يتم تسجيله في تاريخ بريطانيا، ومع ذلك فالرقم لا يتلاءم مع عدد المسلمين الذين يشكلون 4 في المائة من الساكنة، في المقابل يمثلون 2 في المائة من البرلمانيين.
وأدلى ملايين الناخبين، يوم أمس الخميس، بأصواتهم لاختيار المرشحين الذين يتنافسون على 2700 مقعد في 124 مجلسا محليا وثلاثة مجالس إقليمية والعديد من عمد المدن و41 مفوضا بالشرطة، فيم يتوقع الانتهاء من فرز الأصوات في انتخابات عمدة لندن مساء اليوم، بينما ستعلن معظم النتائج الأخرى في وقت مبكر اليوم.
عن موقع هسبريس