بالموازاة مع دخول الملك محمد السادس، يوم أمس الأربعاء، إلى قصر "الشعب الكبير" في العاصمة الصينية بكين، ضمن زيارة رسمية إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وانطلاق مباحثات موسعة بحضور مسؤولين حكوميين كبار من البلدين، تتعزز الأجندة المغربية الصينية المكثفة بلقاء آخر تحتضنه العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الخميس، ويهم الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون العربي الصيني.
ومن المرتقب أن يستعرض المغرب، ممثلا بالوزيرة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، تجربته الناجعة في مجال تدبير الشأن الديني التي تقول الرباط إنها كرست "نموذجا فعالا في نشر قيم التسامح والإسلام المعتدل بمحيطه العربي والإفريقي.. مع الإشادة بتأسيس معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات".
اجتماع الدوحة مع الطرف الصيني تراه المملكة مناسبة "للإشادة بالدور الهام الذي يقوم به الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس، والتأكيد على أهمية دور وكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذي للجنة في تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني"، مع التذكير بدور المغرب في تسهيل اتفاق الصخيرات حول التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا، إلى جانب الرئاسة المشتركة للمملكة المغربية ومملكة هولندا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وباحتضان الدوحة الاجتماع الوزاري السابع، يكون منتدى التعاون العربي الصيني قد بلغ عامه 12 منذ تأسيسه بمبادرة من سلك السفراء العرب ببكين؛ حيث أعطيت انطلاقته عام 2004 إبان زيارة الرئيس الصيني الأسبق "هو جنتاو" إلى مقر الجامعة العربية، وهو الموعد الذي أعلنت فيه الصين سعيها إلى إنشاء شراكة جديدة وعلى جميع الأصعدة مع الدول العربية.
سياسيا، ترى بيكين أن علاقاتها وشراكاتها مع الدول العربية، بما فيها المغرب، يجب أن ترتقي إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، مع تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتكثيف التواصل بين قيادات الجانبين، فيما لا تخفي مشاركتها في الجهود الدولية متعددة الأطراف حول القضايا الإقليمية الساخنة.
وبحسب تقدير الصين، فالبلد الآسيوي، الذي بات اليوم أول قوة اقتصادية على المستوى الدولي، يعد ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية جميعا، إذ بلغت عقود المقاولات الهندسية التي وقعتها الصين في الدول العربية منذ عامين 64.6 مليار دولار، كما وقعت اتفاقيات التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع ستّ دول عربية، مع إنشاء صندوقي الاستثمار المشترك، وتوقيع اتفاقية بشأن إنشاء أول جامعة صينية عربية مشتركة، وأخرى تهمّ تشغيل نظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية في الدول العربية.
وبعد جولة خليجية دامت قرابة أسبوعين، افتتحها العاهل المغربي بأول قمة مغربية خليجية بالرياض، وصل الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الصينية بيكين، مرفوقا بوفد رفيع المستوى يضم مستشاريه وعددا من الوزراء، وباشر مباحثات موسعة مع رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، ومسؤولين حكوميين كبار في الحكومة الصينية، داخل قصر الشعب الكبير.