الجمعة، 05 يوليوز 2024 04:28

تستقبل مصر آلاف السوريين الفارين من جحيم العنف في بلادهم منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وطبقا لآخر إحصائيات الأمم المتحدة، يوجد قرابة ستة آلاف لاجئ سوري بخلاف أكثر من 150 ألفا آخرين غير مقيدين في مختلف المحافظات المصرية.

وفى ظل توقعات بتضاعف هذا العدد مع حلول منتصف عام 2013، يسعى العديد من هؤلاء اللاجئين للبحث عن فرص عمل ومصادر للرزق تغنيهم عن الاعتماد على المساعدات والمعونات التي تخصصها الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية في مصر.

وتعد "المأكولات السورية" إحدى الوسائل التي ابتكرها السوريون لإيجاد فرص عمل والحفاظ على هويتهم في مختلف المحافظات المصرية، فظهرت عشرات المحال للأطعمة والمشروعات الشعبية لأسر سورية، يقومون بصناعة الأكلات والتجارة بها، باعتبارها مصدرا للدخل، ومساعدة الشباب السوري في رحلة بحثه عن عمل في بلد مثل مصر يعاني من ارتفاع نسبة البطالة.

"الكبة" و"الشاورما" و"المحمرة" و"شيش طاووق" و"المحاشي" وغيرها من الأكلات التي اشتهر بها الشعب السوري، لاقت رواجا وإقبالا كبيرا من الزبائن المصريين، أو سوريين لاجئين، تهوّن عليهم غربة اللجوء وتعيدهم لنفس أجواء الألفة التي تركوها في بلادهم.

اكتفاء ذاتي

"اللقمة الشامية"، اسم اختاره مسلم برازي لمطعمه الذي يقدم الأكلات السورية، في أحد المناطق الحيوية على طريق الكورنيش في محافظة الإسكندرية شمالي مصر، ويقول برازي "افتتحت مطعمي منذ أسبوعين تقريبا بعد أن هربت أنا وعائلتي لمصر عن طريق مطار دمشق منذ أربعة أشهر، بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا".

وقرر برازي أن يكون كل العاملين في المحل من السوريين، كوسيلة لتوفير فرصة عمل للنازحين واللاجئين الذين هربوا عبر الحدود بسبب تردي الأوضاع الأمنية بسوريا.

وتعمد برازي -وفق ما يقول للجزيرة نت- أن يكون كل العاملين سوريين، لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، "ولا نكون سلبيين وننتظر الإعانات والمساعدات من أي جمعيات خيرية، التي نعرف أنها لن تستطيع توفير كل الاحتياجات اللازمة، مع طول المدة التي نقضيها في مصر".

ولدى مسلم أربع أبناء قدموا معه، تقع عليه مسؤولية إعالتهم والإنفاق عليهم وإدخالهم المدارس، ويقول إن السلطات المصرية مشكورة لأنها قامت بتقديم التسهيلات والإعانات للتخفيف من معاناتهم، لكنه أشار إلى أن هذه المساعدات لن تستمر طويلا، ولا بد من إيجاد وسيلة مناسبة للعيش بشرف وإخلاص في بلد عربي شقيق يستضيفهم.

مبادرات شعبية

وفضّل حسام -وهو شاب في العشرينيات من عمره- إخفاء اسمه خوفا من الملاحقات الأمنية، وهو يعمل في أحد المطاعم السورية ويقول إنه قدم إلى مصر منذ شهرين عبر تركيا، بعد تسلله عبر الحدود التركية السورية، وإنه بحث على عمل مناسب لفترة، إلى أن دله أحد الأصدقاء على هذه المطاعم التي تقوم بإعداد الأكلات السورية.

وعن الإقبال على هذه المطاعم، يقول حسام إنها فكرة ممتازة، لأن الشعب المصري "أكول" يحب تجربة ما هو جديد، فيقوم المطعم بإعداد الأكلات المشهورة مثل "الكِبة السورية" والزعتر" والمحمرة"، وأضاف أن هذه المطاعم تكون أحيانا فرصة لتجمع العائلات السورية اللاجئة واسترجاعها لذكريات بلادهم التي تركوها ورائهم.

"عبير أسعد" سيدة سورية في الأربعينيات من عمرها هربت مع عائلتها المكونة من 11 شخصا، ولجأت لمصر منذ عام تقريبا، فقررت مساعدة زوجها في القيام بمبادرة شعبية هي وعائلتها، حيث تصنع أكلات سورية في منزلها وتبيعها لجيرانها من المصريين.

وتقول عبير "الشعب المصري شعب ودود، قام باستقبالنا نحن وعشرات الأسر واحتضننا، ولكننا نعلم أن المساعدات التي ترسلها لنا الجمعيات الأهلية والمنظمات الإغاثية لن تستمر لفترة طويلة ولن تلبي لنا كل حاجتنا خاصة مع ارتفاع تكلفة الحياة، فأقوم بعمل أكلاتنا وأسوقها عن طريق شبكة علاقاتي مع صديقاتي المصريات اللاتي تعرفت عليهن".

وأشارت عبير في حديثها للجزيرة نت إلي أن مثل هذه المشروعات التي تشارك فيها العمالة السورية نجحت في إدخال أصناف جديدة من الطعام وجذبت الكثير من الزبائن، الذين يفضلون الطعام الشامي وأشهرها الحلويات السورية والتي تعد من من أكثر الأكلات التي عليها إقبال من زبائنها المصريين.

وتحلم عبير أن تعود لمدينتها إدلب في أسرع وقت، وتقول بصوت يملؤه التأثر والأمل "نحن نريد أن نعيش بكرامة في بلدنا، وبمجرد أن تنتصر الثورة السورية، ويستتب الوضع الأمني سنعود لها".

13-02-2013

المصدر/ الجزيرة نت

تعاني الأقلية الإسلامية في اليونان من عنصرية واضطهاد من قبل السلطات لإجبارهم على ترك البلاد، ووضعت قوانين تضيق الخناق عليهم، مثل حرمة بناء المساجد،ومنع تعليم الأطفال المسلمون أكثر من ساعتين للدروس الدينية أسبوعيا.

وعند الاقتراب وتسليط الضوء على الأقلية المسلمة في اليونان نجد أن الحكومة اليونانية تتعمد تدمير كل التراث الثقافي الذي يعود للحقبة العثمانية بشكل ممنهج.

وللإسلام في اليونان تاريخ طويل، ترجع بداياته إلى أوائل القرن الثالث الهجري، وبالتحديد عام 210 هـ، حين قام المسلمون بغزو عدد من الجزر اليونانية.

وكان ذلك الفتح إيذاناً بدخول الإسلام إلى اليونان، وقد عاش الإسلام في اليونان فترات زاهية، حتى شكل المسلمون غالبية السكان ووصل عددهم إلى 68% من سكان البلاد، في فترة المد العثماني في اليونان قبل الحرب العالمية الأولى، لكن وبالنظر إلى الواقع الحالي، يبدو جليا ما حاق بالمسلمين من انتكاسات هناك، فتحولوا إلى أقلية لا تزيد نسبتها عن 1.3% من تعداد سكان اليونان.

وتعتبر فترة الحكم العثماني لليونان، أزهى فترات الإسلام هناك، حيث نشأ مجتمع إسلامي وانتشرت المساجد في كل مكان، لكن وفي القرن الثالث عشر الهجري، ناصرت الدول الأوروبية اليونان ضد تركيا.

استقلال اليونان

وبعد عدة حروب بين الأتراك واليونانيين تم استقلال اليونان عن الدولة العثمانية، وتم توقيع ما عرفت بمعاهدة " لوزان" لتبادل السكان بين الجانبين، حيث تم طرد المسلمين، وهاجر مئات الآلاف منهم إلى تركيا ليصل عدد المهاجرين المسلمين مليون و200 ألف مسلم ، ولم يتبق في اليونان من المسلمين، منذ توقيع الاتفاقية عام 1344هـ - 1924م، سوى 200 ألف نسمة فقط.

ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم تزد أعداد المسلمين في اليونان سوى 50 ألف نسمة فقط، ليصبح إجمالي عدد المسلمين في اليونان اليوم 250 ألف نسمة فقط، وفقاً للإحصاءات الرسمية اليونانية، فيما تشير تقديرات أخرى غير رسمية إلى أرقام تتجاوز نصف المليون مسلم بإضافة أعداد المسلمين الأجانب في اليونان.

وبعد أن كانت اليونان تضم عددا كبيرا جدا من المساجد أيام الحكم الإسلامي، انخفض عددها إلى 300 مسجد، وهو العدد الذي ينخفض يوما بعد يوم، بسبب التقادم وعدم الصيانة، وتستحوذ مقاطعة تراقيا الغربية على العدد الأكبر، ففي مدينة كوموتيني عاصمة المقاطعة يوجد 14 مسجدًا، وفي رودس 5 مساجد، وهناك عدد آخر من المساجد في مقاطعة أيبروس في الغرب، وفي جزر بحر إيجة، وفي مقدونيا ويوجد الآن مشروع مسجد ومركز إسلامي في أثينا.

مشكلات وتحديات

ووفقا لموقع " رسالة الإسلام " يعتبر الفقر من أهم المشكلات التي يواجهها المسلمون في اليونان، مقارنة بالحالة الممتازة لليونانيين غير المسلمين الذين يعيشون في تركيا، ويعمل غالبية مسلمي اليونان بالزراعة، ومن محصولاتهم (القمح والشعير والعنب والزيتون) بالإضافة إلى الثروة الحيوانية، فيما يخلو قطاع التجارة والصناعة من وجود أصحاب عمل مسلمين.

وتكاد بعض المناطق تكون معزولة تماما عن الإسلام، مما يهدد بضياع هوية مسلميها، ففي تراقيا الغربية تفتقر بعض المناطق إلى الدعاة، خاصة تلك المحاذية لبلغاريا، وهي قرى جبلية من المناطق العسكرية التي يحظر فيها التجول.

كما يعاني المسلمون من عنصرية واضطهاد ممنهجيْْن من قبل السلطات اليونانية، لإجبارهم على الهجرة، فمثلا يحظر على المسلم أن يبيع أرضه أو مسكنه لمسلم مثله، ولا تسمح السلطات بالبيع إلا لليونانيين.

كما تحرم عليهم زيادة مساكنهم عن طابق واحد، وتحرمهم من بناء المساجد، واستخدام الوسائل العصرية في الإنتاج، ليظلوا متخلفين، لهذا يعيش المسلمون وضعا اقتصاديًّا متدهورًا، كما يمنع قانون التعليم في اليونان، تعليم أطفال المسلمين أكثر من ساعتين للدروس الدينية أسبوعيا.

وصدر ضد أكثر من إمام أحكام قضائية بالغرامة والسجن، وهو ما حدث مع "أبي يوسف صبي إمام" كوتيلي في تراقيا، بسبب قيامه بتعليم القرآن الكريم لأطفال المسلمين أيام الجمع، كما حكم على إمام آخر وهو الشيخ حافظ نيازي بالغرامة والسجن.

قانون يثير الجدل

وعلى جانب أخر من معاناة الأقلية المسلمة في اليونان، لا تزال تداعيات قانون بخصوص تعيين مدرسين مسلمين لتدريس القرآن الكريم لأبناء الأقلية المسلمة شمال اليونان، تتفاعل، حيث يطالب فريق من الأقلية بإلغائه، فيما تقول جهات أخرى إنه مناسب وليس فيه أي إشكال.

ووفقا للجزيرة نت كان القانون قد طُرح عام 2007 ولم يطبق، ثم طرح وأُقر من جديد منتصف الشهر الماضي في البرلمان اليوناني، لكن فريقًا من أبناء الأقلية -بينهم نوابها الثلاثة في البرلمان اليوناني- اعترضوا عليه، معتبرين أنه تدخل في شئون الأقلية.

المعلومات التي رشحت عن القانون تقول إنه يمكن للمدرسين المعينين تدريس القرآن للطلاب المسلمين في المدارس الحكومية، خلال حصة الأديان، في حال طُلب منهم ذلك، وهؤلاء سيتلقون رواتبهم من الدولة اليونانية.

كما ينصّ على تشكيل لجنة خماسية مكونة من المفتي الرسمي وموظف من وزارة التربية اليونانية وأكاديمي مختص في الدراسات الإسلامية ورجلي دين مسلمَين تعيّن الدولة أحدهما ويعين المفتي الآخر.

وكما كان متوقعاً، فقد اهتمت الحكومة التركية بالموضوع، حيث قالت معلومات صحفية إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان طلب من نظيره اليوناني أدونيس ساماراس، العمل على إلغاء القانون، خلال الزيارة التي قام بها كلاهما مؤخراً للدوحة.

ومن جانبه قال حاجي عثمان، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي (باسوك)، إن هناك أولويات أكثر إلحاحا بكثير من هذا التعديل، وهي حل مشكلة ضعف التعليم لدى التلاميذ من أبناء الأقلية، حيث يتعلمون في مدارسهم التركية واليونانية والعربية، وغالباً ما يكون لديهم صعوبات في متابعة دراساتهم في الجامعات اليونانية.

وأضاف أن من الأولويات كذلك لدى الأقلية حل مشكلة ازدواجية المفتين في مدينتي كسانثي وكوموتيني، حيث يطالب أبناء الأقلية بمنحهم حق انتخاب المفتي، كما يطالبون بانتخاب إدارة الأوقاف الإسلامية من طرفهم كذلك، معرباً عن اعتقاده أن القانون لن ينفذ في النهاية لأن الكثير من الاعتراضات صدرت ضده من داخل الأقلية وخارجها، كما أن اتفاقية لوزان بشأن الأقليات بين اليونان وتركيا تنص على حق الأقلية في إدارة شؤونها الداخلية.

قانون مناسب

أحد الأئمة المؤيدين للقانون اعتبر في تصريحات للجزيرة نت أن القانون مناسب تماماً لأبناء الأقلية، لأنه سيحسن أوضاع الأئمة في المنطقة، حيث لا يتمتع هؤلاء برعاية الضمان الاجتماعي الحكومية، وهو أمرٌ مهم جداً لأي مواطن في اليونان.

وقال الإمام الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الموضوع سياسي بامتياز، وإن هناك استغلالاً من عدة أطراف لحاجات الأقلية وقضاياها، معتبراً أن الكثيرين من المعترضين عليه خائفون على مصالح شخصية لا أكثر، كما اعتبر أن تدريس الدين في المدارس الحكومية اليونانية فرصة جيدة تتاح للمرة الأولى، وإن كان بعض المدرسين المعينين سيكونون دون المستوى.

أما دار الإفتاء في مدينة كوموتيني، فقد رفضت التعليق على القانون إلى حين نشره في الجريدة الرسمية، موضحة أنها في صدد التشاور مع الأئمة والمدرسين بخصوصه خلال الفترة الراهنة.

ويعتبر مراقبون أن خطوة الحكومة موجهة نحو تحجيم نفوذ القنصلية التركية في المنطقة، ودليل على الصراع على النفوذ هناك، حيث إن معظم مدارس تحفيظ القرآن هناك على علاقة بالقنصلية، فيما يحتفظ موالو الحكومة اليونانية بمدارس ومساجد أقلّ. ويتبادل الطرفان المؤيدان للسياسة التركية والسياسة اليونانية الاتهامات بتلقي أموال ومساعدة من القنصلية التركية والدولة اليونانية لتسيير المؤسسات التابعة لكل منهما.

ويطالب أبناء الأقلية الموالون للسياسة التركية بتمكين أبناء الأقلية المسلمة من انتخاب المفتين المسلمين وإدارات الأوقاف في المناطق الإسلامية بأنفسهم، فيما تقول الدولة اليونانية إن المفتين في العالم الإسلامي يتمّ تعينهم من الدولة ولا يتمّ انتخابهم، كما أن المفتي في اليونان لديه صلاحيات أخرى مدنية غير مهمة الإفتاء.

أغراض سياسية

وعلى صعيد أخر قررت الأكاديمية التربوية الخاصة بأبناء الأقلية المسلمة في يناير 2012 في منطقة ثراكي بشمال اليونان إنهاء نشاطها، تمهيدًا لإلحاق الطلاب بالأقسام التربوية في الجامعات اليونانية، قياسًا على ما يجري مع بقية الطلاب اليونانيين.

وجاء إغلاق الأكاديمية تحت دعاوى وقف جميع الفوارق التي كانت تمنع خريجيها من التوظيف، ومتابعة دراساتهم العليا.

وكانت الأكاديمية قد تأسست عام 1968 أيام الحكم العسكري في اليونان (1967-1973)، وكانت مخصصة لتأهيل المدرسين الذين يدرّسون أبناء الأقلية المسلمة في منطقة ثراكي، واختيرت مدينة سالونيك (500 كلم شمال أثينا) مقرا لها.

جدير بالذكر أن البرامج التعليمية في الأكاديمية تتضمن دروسًا تربوية، ودروسا في العلوم الطبيعية وعلم النفس واللغة اليونانية، كما تشمل تدريس اللغة التركية، التي تعتبر اللغة الأم لأبناء الأقلية المسلمة في منطقة ثراكي.

وفي أي المنتقدين فإن الأكاديمية وأداءها، أثارا مجالاً للجدل حول فعالية التعليم فيها، ومستقبل المتخرجين منها، ومدى ملاءمتها لمتطلبات وحاجات المدرسين في المنطقة.

ويقول المنتقدون إن أداءها متدنٍّ، وفرص خريجيها في التوظيف شبه منعدمة، لكن على الجانب المقابل فإن المدافعين عنها يرون أنها تقوم بعملها بالشكل المطلوب، وأن الانتقادات لا تخلو من أغراض سياسية.

13-02-2013

المصدر/ موقع محيط

"وداعا المغرب" هو الفيلم الروائي الرابع للمخرج الجزائري - الفرنسي نذير مقناش الذي بفضله حصل قبل أشهر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الدوحة ترايبيكا الأخير. الفيلم من بطولة المغربية لبنى الزبّال التي سبق وشاركت في بطولة فيلمه الثاني "تحيا الجزائر" عام 2004 إلى جانب الفنانة الجزائرية "بيونة".سيبدأ عرض الفيلم في الصالات الفرنسية ابتداء من 13 شباط/فبراير2013.

"وداعا المغرب" من إنتاج فرنسي بلجيكي مشترك، وهو فيلم تشويقي يتحلى بكل عناصر هذا النوع، كما أن الشخصيات مكبلة بواقع خارج عن إرادتها وتتخذ القرارات اليائسة.

"دنيا عبد الله" ( لبنى الزبال) امرأة مطلقة وأم لطفل تعيش في مدينة طنجة مع عشيقها الصربي " ديمتري برباروسا" رغم عائلتها التي تجد هذه العلاقة فاضحة، وصديق الطفولة والسائق علي (فوزي بن سعيد) الذي يحبها منذ زمن طويل من دون أن يفصح لها بذلك.

تعمل دنيا على إدارة ورشة بناء لشركة في جبل طارق مع صديقها المهندس المعماري الصربي وعدد من العمال السنغاليين، ويتم في هذا المكان اكتشاف جدران أثرية مسيحية تعود إلى القرن الرابع الميلادي. فتستغل دنيا الفرصة للمتاجرة بالقطعة الأثرية أملا في جمع المال الكافي من أجل مغادرة المغرب مع ابنها وعشيقها، ولكن ذات يوم يختفي غابرييل أحد عمال البناء النيجيري الذي يعمل في الورشة من دون أوراق.

من خلال شخصية "دنيا عبد الله"، المرأة العربية القوية والقاسية، يحث المخرج الجزائري نذير مقناش المشاهد على التساؤل حول وضع المرأة العربية اليوم وحول صراع الطبقات الاجتماعية والمحرمات المتعلقة بالزواج من غير مسلم. فهي رغم قوتها إلا أنها تعاني من بعدها عن ابنها، ولكنها تعرف أن خيارها العيش مع غير مسلم لا يترك لها فرصة استرجاع ابنها الذي لا تراه إلا تحت المراقبة.

أما اختفاء العامل النيجيري الذي كان على علاقة مثلية مع صاحب دار سينما فرنسي في طنجة سيقلب كل شيء رأسا على عقب، ولاسيما علاقة دنيا بسائقها علي الذي هو في الوقت نفسه ابن خادمة والدتها وصديق الطفولة. ثلاثة رجال يحبون نفس المرأة، الزوج السابق والعشيق والصديق، أما دنيا التي تكتشف أنها تنجذب لعلي ربما لأنها تعرف إلى أي مدى يستطيع أن يذهب من أجلها ـ وهذا ما سنراه في النهاية المفاجئة للفيلم ـ فستقوم بتدجين رغبتها لأن ما من شيء يستطيع أن يقف في وجه مشروع سفرها مع ابنها وعشيقها.

نذير مقناش عوّدنا في أفلامه على كتابة الأدوار النسائية الجميلة، وهو منذ بداية الفيلم لم يتنازل عن أي شيء مما عودنا عليه، أي حرية الجسد، الجنس، العنف، الأسئلة المتعلقة بالتفاوت الطبقي والمثلية، حيث أنه لا يستطيع تصوير طنجة من دون أن يتحدث عن المثلية.

يبدأ الفيلم داخل غرفة حيث امرأة شابة (دنيا) في سترة طويلة فوق جسد عار تدخن وتعد أوراقا مالية وتتحدث على الهاتف وتأخذ موعدا مع رجل في فندق. ولن نعرف إلا في ما بعد أسباب هذا الموعد، ذلك أن "وداعا المغرب" لا يبالي بالسرد الزمني والمشاهد، ويبقى طويلا في تساؤلات حول تصرفات وعلاقات الشخصيات ولا سيما دنيا عبد الله.

فالماضي يقتحم الحاضر في هذا الفيلم، كالقطعة الأثرية وصورة الطفولة لدنيا وعلي والزوج السابق. أما المرأة التي كسرت القواعد والقوالب والتقاليد فستعود إلى البداية، أي إلى ما قبل بداية الفيلم وربما في ما بعد الفيلم إلى ما تريده فعلا، وربما هذا من مؤثرات نتائج " الربيع العربي" على المخرج.

قد يبقى سؤال أخير حول اختيار نذير مقناش المغرب عنوانا وموضوعا لفيلمه الجديد بعد أن كانت مواضيعه جزائرية محض. ذلك أن بعد فيلم "ديليس بالوما" عام 2007 الذي صوره في الجزائر وتناول فيه الرشوة والفساد على أنواعها، قد منع من عرض الفيلم في الجزائر حيث تم اعتباره مسيئا لسمعة البلاد. ومنذ ذلك التاريخ لم تطأ قدما المخرج مصدر وحيه كما يقول، فقرر أن يقطع نفسه عنه والانتقال إلى مصادر وحي قريبة أخرى، وهكذا كان "وداعا المغرب" الذي استغرق العمل عليه خمس سنوات وتم تصويره بين طنجة والدار البيضاء في المغرب ومدينة ليون في فرنسا.

هل ستغير الجزائر رأيها وتعود لعرض فيلم ابنها نذير مقناش في موطن وحيه، أم سيطول وداع "نذير مقناش" للجزائر؟

ما هو أكيد هو أن "وداعا المغرب" سيبدأ عرضه في الصالات الفرنسية ابتداء من الثالث عشر من شباط/فبراير2013.

12-02-2013

المصدر/ شبكة فرانس 24

علم لدى منظمي مهرجان السينما والهجرة٬ الذي كان مقررا مابين 4 و 9 مارس٬ أن الدورة العاشرة من هذه التظاهرة الفنية ستنظم خلال شهر نونبر المقبل بأكادير.

وقال السيد إدريس مبارك٬ رئيس جمعية "المبادرة الثقافية" التي تسهر على تنظيم هذا المهرجان٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ "سننظم المهرجان في شهر نونبر القادم"٬ معتبرا أنه "سيكون من الحيف حرمان مدينة أكادير من مهرجان بمثل هذا المستوى".

وأوضح أن المنظمين اضطروا إلى اتخاذ قرار التأجيل بسبب "ضعف الإمكانيات المالية"٬ مؤكدا أن جميع الندوات والمحاضرات والأنشطة الموازية٬ التي كانت مقررة أصلا في الفترة ما بين 4 و 9 مارس المقبل٬ سيتم الاحتفاظ بها مع نفس المتدخلين.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة المغرب العربي للأنباء٬ أكد السيد حسن الصميلي رئيس لجنة دعم التظاهرات السينمائية أن ملتقى "السينما والهجرة" بأكادير٬ والمسجل ضمن مهرجانات الدرجة "ج"٬ يتوفر على "ملف جيد للغاية" و سيحظى باهتمام خاص اعتبارا "لسمعته الطيبة".

وشدد على أن "تنظيم مهرجان بأكادير يعتبر قيمة إضافية بالنظر إلى أهمية الجهة في استراتيجية اللجنة التي تعتمد في اشتغالها على مبدإ التقسيم الجغرافي والانصاف بين الجهات".

12-02-2013

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أطلقت كلية "انهولند" بأمستردام رصاصة الرحمة على شعبة تكوين (تأهيل) الائمة ليسدل الستار على مشروع فريد بأوروبا نتيجة اكراهات مادية وتراجع في عدد الطلاب. " نشعر بالحسرة لهذا الاختيار ولكن هذه النتيجة وصلنا اليها بعد مشاورات مع وزارة التعليم" يقول دوكل تيبرسترا الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة الكلية.

مشاكل مالية

يدرس في شعبة تكوين الائمة 150 طالبا موزعين على مختلف السنوات. وقد عرفت السنوات الاخيرة تراجعا كبيرا في عدد المهتمين بالتكوين ( الراغبين في الدراسة)على خلاف توقعات الكلية. ويعاني خريجو الجامعة من ندرة فرص الشغل كما تكلف الشعبة اموالا طائلة ترهق ميزانية الكلية. وأضاف تيبرسترا ان تقييم الشعبة خضع لمعايير لا تختلف عن تقييم أي شعبة اخرى وان النتيجة التي وصلنا اليها تفرض علينا ايقاف المشروع.

كلية انهولند ستوقف التسجيل بشعبة تأهيل الأئمة المسلمين بالكلية ابتداء من شهر شتنبر القادم والطلبة 150 الحاليون سيكملون دراستهم حتى يحصلوا على الشهادة. كما تعهدت الكلية بفتح قنوات تشاور مع ممثلي الجالية الاسلامية لدراسة طريقة نقل خبرات الكلية في تكوين الائمة الى الجمعيات الاسلامية المهتمة بالموضوع.

وبحسب ما تورده مدرسة أنهولند على موقعها على الإنترنت فإن تدريس شعبة تكوين الأئمة يهدف إلى "تطوير وتفعيل الجانب الديني لدى شريحة كبيرة من المسلمين بشكل علمي بما يفيد المجتمع ويحقق مشاركة أكثر فاعلية لهذه الشريحة من المسلمين". وتعتمد الكلية على أساتذة من تخصصات مختلفة في الفقه والمذاهب ومقارنة الاديان. يستغرق التكوين أربع سنوات يتوج بإجازة لممارسة مهمة إمام أو مرشد روحي كما يمكن للمتخرجين مواصلة التكوين للحصول على الماجستير.

أئمة غير مؤهلين

في تعليق على القرار قال الامام ياسين الفرقاني الناطق الرسمي بهيئة الاتصال الرسمية بين الحكومة الهولندية والمسلمين لإذاعة هولندا العالمية ان قرار انهاء الشعبة شيء مؤسف. وأضاف ان التحدي في المستقبل هو خلق جيل جديد من الائمة له دراية باللغة والثقافة الهولندية قادر على ملأ الفراغ المهول في عدد الائمة بهولندا. حيث تفيد احصاءات غير رسمية على أن 140 مسجدا حاليا في هولندا تفتقد الى أئمة أو تتوفر على أئمة غير مؤهلين. وهو ما يعتبره ممثلو المؤسسات الإسلامية خطرا يهدد باستقطاب الشباب المسلم إلى أفكار متطرفة.

أضاف الفرقاني ان الكلية كان عليها ان تشرك المنظمات الاسلامية في التكوين حتى يسهل على المتخرجين الحصول فرص عمل في المساجد. فان كانت المساجد التركية والسورينامية قد وظفت عددا قليلا من الأئمة من خريجي الجامعات الهولندية فان المغاربة يولون اهتماما كبيرا لشرط حفظ القران في الإمامة وهو شرط لا يتوفر في الغالبية العظمى من خريجي الكلية.

بعد حادثة اغتيال المخرج فان خوخ قررت الحكومة الهولندية انشاء منظومة تربوية للائمة تقطع مع ثقافة استيرادهم من الدول الإسلامية خاصة المغرب وتركيا.

وحول المخاوف من تزايد التطرف بين المسلمين في هولندا بسبب إغلاق هذه الشعبة والعودة لاستقدام الأئمة من الدول الإسلامية قال مدير الكلية إن الأمر لا يهمه وليس من مسئولياته ان يشارك في مكافحة التطرف. وان إدارة الكلية تتخذ قراراتها حول التخصصات الدراسية وفق أسس علمية تنطبق على كل الدراسات وليس من سبب لاستثناء تأهيل الائمة من هذه المعايير.

في فبراير 2005 خصصت وزارة التربية والتعليم ميزانية قدرها 1.5 مليون يورو لجامعة أمستردام الحرة لإنشاء دراسة الماجستير في شعبة المرشدين الروحيين المسلمين وبحلول نهاية السنة انشأت كلية تكوين الأئمة بكلية انهولند تلبية لحاجيات مسلمي هولندا الذي يصل عددهم لنحو مليون نسمة من مجموع ستة عشر مجموع ساكني هولندا.

كانت الحكومة الهولندية تهدف من خلق هذه المعاهد الى تكوين جيل جديد من الأئمة المدربين داخل هولندا لتحقيق الاندماج و ضمان ولائهم وإخلاصهم للقيم الثقافية والاجتماعية الهولندية مثل المساواة بين الرجل والمرأة. ودعت الائمة الى عدم التمييز بين المواطنين بناء على النوع و التأكيد على علمنة المجتمع والدعوة إلى إسلام معتدل.

12-02-2013

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية

أصدرت باحثة ألمانية في التغذية دليلا يساعد المطاعم المدرسية على تقديم وجبات غذائية تحترم الخصوصية الدينية للتلاميذ. أمر قد يزيد من الإقبال على الوجبات المدرسية ويجعل التلاميذ يجتمعون على مائدة واحدة رغم اختلاف معتقداتهم.

المعكرونة باللحم المفروم والدجاج بالإضافة إلى شريحة لحم بالبطاطس المقلية تعتبر من الأطباق المفضلة في المطاعم المدرسية. لكن انتماء التلاميذ لديانات مختلفة ينعكس أيضا على الوجبات التي يُسمح لهم بتناولها. وفي بعض الأحيان يتحول ذلك إلى مصدر خلاف حاد بين أولياء التلاميذ والمشرفين على المدرسة كما حدث مع مدرسة بيتسدورف في ولاية راينلاند بفالس عندما قدمت إحدى المدرسات لحم الخنزير سهوا لتلاميذ مسلمين بدل لحم الغنم. وقد اتخذت هذه المسألة منحا تصاعديا وكادت أن تتحول إلى أزمة.

خبيرة التغذية يوحنا إليزابت غيسنكامب ترى بأن عدم احترام نظام التغذية الديني للتلاميذ يجعل الإقبال على تناول الغذاء في المدارس محدودا. "فبالرغم من غياب أبحاث دقيقة بهذا الخصوص فإن هناك دراسات تؤكد على أن الخصوصيات الدينية والثقافية لا تحظى بالاهتمام الكافي في المطاعم المدرسية".

مراعاة الخصوصية الدينية

قرابة نصف المدارس الألمانية تقدم لتلاميذها وجبة الغذاء يوميا، ونادرا ما يتم أخذ بعين الاعتبار القوانين الغذائية للديانات المختلفة. وفي هذا الصدد تقول غيسنكامب:" الكثير من المدارس لا تعرف بالضبط ما تقدمه للتلاميذ المسلمين وهذا ما يجعلها تلغي نهائيا لحم الخنزير من قائمة الوجبات الغذائية، وهو أمر يشتكي منه بعض التلاميذ".

ومساهمة منها في تغيير هذا الوضع، قامت يوحنا إليزابت غيزنكامب، في إطار مشروع بحثي، بتأليف كتاب رفقة مجموعة من الكتاب، يتناول مجموعة من الوجبات الغذائية التي يمكنها أن تتلاءم مع الانتماءات الدينية المختلفة للتلاميذ. " فأطباق مثل حساء الخضروات هي وجبة مقبولة لدى المسلمين واليهود والبوذيين والهندوس وأيضا لدى المسحيين". وحسب غيسنكامب فإن تنوع الأطباق والوجبات الغذائية سيزيد من إقبال التلاميذ على الطعام المدرسي.

وجبة حساء بالخضر

الهدف من دليل الوجبات هذا، الذي أعدته غيسنكامب، هو التعرف على الوجبات المسموح بها في مختلف الديانات ومقارنتها مع بعضها البعض وبحث كيفية التوفيق فيما بينها. وتقول الباحثة في علم التغذية بأن قراء هذا الكتاب هم بالأساس أناس لهم دراية بالطبخ لكن معلوماتهم الدينية قليلة. وقد تم تزويد هذا الكتاب، الذي سيخرج للسوق منتصف فبراير الجاري، بأمثلة حية لوجبات غذائية متنوعة تراعي مختلف الانتماءات الدينية للتلاميذ. فعند اليهود مثلا، لابد من فصل أطباق الحليب عن الوجبات التي فيها لحوم. وحسب غيسنكامب، فقد حظي دليل الوجبات بإقبال كبير نظرا للزيادة الكبيرة لعدد المدارس في ألمانيا التي تقدم وجبات غذائية لتلاميذها.

غير أن التنوع في الوجبات الغذائية في المطاعم المدرسية سينعكس، حسب غيسنكامب، أيضا على المساهمة التي يدفعها أولياء الأمور لاستفادة أبنائهم من الوجبات المدرسية: "خبرتنا العملية بهذا الخصوص قليلة، لكن اللحم الذي يتماشى مع المعتقدات الإسلامية واليهودية سعره أكثر في السوق وهو ما سينعكس في الآخر على التكلفة النهائية".

وتضيف الباحثة في التغذية :" لكن انطلاقا من تجربة إحدى المدارس في مدينة أوسنابروك التي اعتمدت نظاما غذائيا مشابها لما طرحناه، فإن الأسعار لم تكن عالية كما كنا نتوقع". وهو أمر مشجع، قد يسمح للمدارس مستقبلا بتنويع وجباتها الغذائية، وتقديم، على سبيل المثال، طبق الخضر بلحم الغنم بالإضافة إلى معكرونة باللحم المفروم وشرائح الدجاج، وهو أمر قد يٌخلف رضا لدى جل التلاميذ باختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم الدينية والثقافية.

12-02-2013

المصدر/ شبكة دوتش فيله

باتت المدارس الإسبانية في المغرب تعرف إقبالا استثنائيا، بحيث ارتفع الطلب على التسجيل فيها بنسبة 200 في المائة عن إمكانياتها الاستيعابية. وتحتل اللغة الإسبانية - أو لغة «سرفانتيس» كما تسمى هنا - مكانة مهمة في الخريطة اللغوية في المغرب، إذ تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 10 في المائة من المغاربة يتحدثون بها، خصوصا أن عدة أجزاء من المغرب كانت محتلة من إسبانيا. والمغرب هو ثاني دولة في العالم من حيث عدد المعاهد والمدارس الإسبانية، حيث تلعب المراكز الثقافية - إضافة إلى المدارس الابتدائية والثانوية - دورا مهما في نشر اللغة الإسبانية.

وتوضح إدارة التعليم التي تعمل تحت إشراف السفارة الإسبانية في الرباط أن عدد مراكز التعليم وصلت هذه السنة إلى 11 مركزا في مختلف المدن المغربية. وتشرف هذه المراكز على 351 مدرسة، ويدرس بها 4735 طالبا، 80 في المائة منهم مغاربة. وبالإضافة إلى المعاهد الإسبانية والمراكز الثقافية، توجد في بعض الجامعات المغربية أقسام خاصة بشعبة الدراسات الإسبانية، ويسجل في هذه الشعبة مئات الطلبة سنويا.

تقول بيلار بلانكو باريلا، مسؤولة التعليم في السفارة الإسبانية في الرباط، لـ«الشرق الأوسط» إن اهتمام المغاربة بالنظام التربوي وباللغة الإسبانية يتبين من خلال الإقبال المتزايد على التعليم في المدارس الإسبانية، مشيرة إلى أن اللغة الإسبانية تمثل الماضي والتاريخ والثقافة المشتركة بين الضفتين، وتعتبر جسرا للعبور إلى أوروبا وأميركا اللاتينية.

وتضيف باريلا: «يحرص النظام التربوي الإسباني على توفير جودة عالية على مستوى التعليم وتلقين القيم، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الآباء المغاربة يفضلون تسجيل أبنائهم في المدارس الإسبانية»، مؤكدة في ذات الوقت: «نولي اهتماما كبيرا باللغة العربية لتمكين التلاميذ من الاندماج في مجتمعهم، على الرغم من تلقيهم لنظام تربوي مختلف».

وتتعدد أسباب إقبال المغاربة على تعلم اللغة الإسبانية، التي صارت تكتسب أهمية متزايدة على المستوى العالمي، حيث تعتبر اللغة الثانية في أميركا مثلا، إلى جانب انتشار استعمالها في المناطق الشمالية والجنوبية للبلاد، إضافة إلى وجود نحو مليون مغربي مقيم بإسبانيا. يقول هشام رشدي إنه تعمد إدخال أبنائه إلى المدرسة الإسبانية لأنها «تتبع منهجية تربوية محترمة جدا ومتطورة وذات جودة عالية، تعتمد على الفهم وليس على الحفظ، كما هو الشأن بالنسبة للنظام التعليمي المغربي. وهي تعتمد على الأنشطة الموازية وتحرص على المتابعة». وتلفت باريلا إلى أن التتويج الحقيقي الذي يوفره النظام التعليمي الإسباني هو إمكانية متابعة الطلاب المغاربة لدراستهم الجامعية في إسبانيا دون أية مشكلات.

ويرى محمد الصالحي، وهو أستاذ جامعي، أن المغاربة عموما يفضلون حصول أبنائهم على شهادات عليا من خارج الوطن، نظرا لمصداقيتها وقيمتها العلمية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المؤسسات التعليمة الأخرى، مثل المدارس الفرنسية، ضيقت الخناق على الطلبة بمنع حصولهم على منح للدراسة الجامعية، وإصدار قرارات تعقد إمكانية متابعتهم الدراسة في فرنسا، وهذا يعتبر من الأسباب التي جعلت بعض المغاربة يبحثون عن مؤسسات تعليمية أخرى، إضافة إلى موضوع العامل الجغرافي، لكون إسبانيا أقرب دولة أوروبية إلى المغرب.

لكن محسن ديفيلي، الذي يعمل مدرسا للغة الإسبانية في إحدى الثانويات في مدينة الدار البيضاء، يرى أن الإقبال على الجامعات الإسبانية قد يعرف تراجعا بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسبانية في الفترة الأخيرة، بعد تضررها من الأزمة الاقتصادية العالمية، إذ إنها قررت فجأة رفع رسوم الدراسة، خصوصا على المستوى ما بعد الليسانس، وهو ما سيؤدي إلى عزوف الطلاب عن الدراسة في الجامعات الإسبانية. وانتقد ديفيلي ما سماه بـ«إلزامية اللغة»، حيث إنه في المرحلة الإعدادية يتم تقسيم التلاميذ إلى قسم إنجليزي وقسم إسباني لضمان التوازن في الأقسام، وهو ما يستنكره بعض التلاميذ الذين يدرسهم.

من جهتها، تقول حياة السعدي، التي درست اللغة الإسبانية في مرحلتي الثانوي والجامعة، لـ«الشرق الوسط»: «تعلم الإسبانية ودراستها لم يكن منذ البداية هو اختياري، ولكني وجدت نفسي في قسم اللغة الإسبانية. وبعد حضوري لأول حصة أعجبت باللغة وبطريقة نطقها، وقررت حينها متابعة دراستي لها»، في حين تقول سكينة السوسي إنها كانت تحب اللغة الإسبانية من قبل، وإنها كانت تنوي متابعة دراستها في إسبانيا لتتخصص في شعبة الترجمة. وهي الآن حاصلة على الماجستير من جامعة مالقا الإسبانية، وتنوي متابعة دراستها للحصول على الدكتوراه في مجال تخصصها.

12-02-2013

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

"وداعا المغرب" هو الفيلم الروائي الرابع للمخرج الجزائري - الفرنسي نذير مقناش الذي بفضله حصل قبل أشهر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الدوحة ترايبيكا الأخير. الفيلم من بطولة المغربية لبنى الزبّال التي سبق وشاركت في بطولة فيلمه الثاني "تحيا الجزائر" عام 2004 إلى جانب الفنانة الجزائرية "بيونة".سيبدأ عرض الفيلم في الصالات الفرنسية ابتداء من 13 شباط/فبراير2013.

"وداعا المغرب" من إنتاج فرنسي بلجيكي مشترك، وهو فيلم تشويقي يتحلى بكل عناصر هذا النوع، كما أن الشخصيات مكبلة بواقع خارج عن إرادتها وتتخذ القرارات اليائسة.

"دنيا عبد الله" ( لبنى الزبال) امرأة مطلقة وأم لطفل تعيش في مدينة طنجة مع عشيقها الصربي " ديمتري برباروسا" رغم عائلتها التي تجد هذه العلاقة فاضحة، وصديق الطفولة والسائق علي (فوزي بن سعيد) الذي يحبها منذ زمن طويل من دون أن يفصح لها بذلك.

تعمل دنيا على إدارة ورشة بناء لشركة في جبل طارق مع صديقها المهندس المعماري الصربي وعدد من العمال السنغاليين، ويتم في هذا المكان اكتشاف جدران أثرية مسيحية تعود إلى القرن الرابع الميلادي. فتستغل دنيا الفرصة للمتاجرة بالقطعة الأثرية أملا في جمع المال الكافي من أجل مغادرة المغرب مع ابنها وعشيقها، ولكن ذات يوم يختفي غابرييل أحد عمال البناء النيجيري الذي يعمل في الورشة من دون أوراق.

من خلال شخصية "دنيا عبد الله"، المرأة العربية القوية والقاسية، يحث المخرج الجزائري نذير مقناش المشاهد على التساؤل حول وضع المرأة العربية اليوم وحول صراع الطبقات الاجتماعية والمحرمات المتعلقة بالزواج من غير مسلم. فهي رغم قوتها إلا أنها تعاني من بعدها عن ابنها، ولكنها تعرف أن خيارها العيش مع غير مسلم لا يترك لها فرصة استرجاع ابنها الذي لا تراه إلا تحت المراقبة.

أما اختفاء العامل النيجيري الذي كان على علاقة مثلية مع صاحب دار سينما فرنسي في طنجة سيقلب كل شيء رأسا على عقب، ولاسيما علاقة دنيا بسائقها علي الذي هو في الوقت نفسه ابن خادمة والدتها وصديق الطفولة. ثلاثة رجال يحبون نفس المرأة، الزوج السابق والعشيق والصديق، أما دنيا التي تكتشف أنها تنجذب لعلي ربما لأنها تعرف إلى أي مدى يستطيع أن يذهب من أجلها ـ وهذا ما سنراه في النهاية المفاجئة للفيلم ـ فستقوم بتدجين رغبتها لأن ما من شيء يستطيع أن يقف في وجه مشروع سفرها مع ابنها وعشيقها.

نذير مقناش عوّدنا في أفلامه على كتابة الأدوار النسائية الجميلة، وهو منذ بداية الفيلم لم يتنازل عن أي شيء مما عودنا عليه، أي حرية الجسد، الجنس، العنف، الأسئلة المتعلقة بالتفاوت الطبقي والمثلية، حيث أنه لا يستطيع تصوير طنجة من دون أن يتحدث عن المثلية.

يبدأ الفيلم داخل غرفة حيث امرأة شابة (دنيا) في سترة طويلة فوق جسد عار تدخن وتعد أوراقا مالية وتتحدث على الهاتف وتأخذ موعدا مع رجل في فندق. ولن نعرف إلا في ما بعد أسباب هذا الموعد، ذلك أن "وداعا المغرب" لا يبالي بالسرد الزمني والمشاهد، ويبقى طويلا في تساؤلات حول تصرفات وعلاقات الشخصيات ولا سيما دنيا عبد الله.

فالماضي يقتحم الحاضر في هذا الفيلم، كالقطعة الأثرية وصورة الطفولة لدنيا وعلي والزوج السابق. أما المرأة التي كسرت القواعد والقوالب والتقاليد فستعود إلى البداية، أي إلى ما قبل بداية الفيلم وربما في ما بعد الفيلم إلى ما تريده فعلا، وربما هذا من مؤثرات نتائج " الربيع العربي" على المخرج.

قد يبقى سؤال أخير حول اختيار نذير مقناش المغرب عنوانا وموضوعا لفيلمه الجديد بعد أن كانت مواضيعه جزائرية محض. ذلك أن بعد فيلم "ديليس بالوما" عام 2007 الذي صوره في الجزائر وتناول فيه الرشوة والفساد على أنواعها، قد منع من عرض الفيلم في الجزائر حيث تم اعتباره مسيئا لسمعة البلاد. ومنذ ذلك التاريخ لم تطأ قدما المخرج مصدر وحيه كما يقول، فقرر أن يقطع نفسه عنه والانتقال إلى مصادر وحي قريبة أخرى، وهكذا كان "وداعا المغرب" الذي استغرق العمل عليه خمس سنوات وتم تصويره بين طنجة والدار البيضاء في المغرب ومدينة ليون في فرنسا.

هل ستغير الجزائر رأيها وتعود لعرض فيلم ابنها نذير مقناش في موطن وحيه، أم سيطول وداع "نذير مقناش" للجزائر؟

ما هو أكيد هو أن "وداعا المغرب" سيبدأ عرضه في الصالات الفرنسية ابتداء من الثالث عشر من شباط/فبراير2013.

12-02-2013

المصدر/ شبكة فرانس 24

Google+ Google+