الأربعاء، 03 يوليوز 2024 10:34

الإرهاب لا يفرق أبدا بين مسلم أو غير مسلم، فكل ادعاءات القائمين على الحركات الدينية الإرهابية بشتى أنواعها كونها تحارب الكفار والمارقين عن اتباع دينهم هو ادعاء مغلوط ووهمي. ولا أدل على ذلك الضرر والسخط اللذين لحقا بالجالية المسلمة في أوروبا جراء الهجمات الإرهابية، التي وإن لم تعد بالوبال على صورة الإسلام والمسلمين في أوروبا، فإنها تودي بحياة المسلمين أنفسهم، مثل حالة الشرطي عماد المسلم الذي راح ضحية عملية محمد مراح الإرهابية.

قلة قليلة من المفكرين والباحثين والإعلاميين الفرنسيين التي اجتهدت في أخذ مسافة من الاعتداءات الإرهابية التي طالت العاصمة الفرنسية مؤخراً، وهذا أمر ليس هيناً بالمرة، عندما يظهر هذا القلم أو ذاك، أن يأخذ مسافة من تمرير أي تعليق أو تفاعل، في فورة الغضب الفرنسي، الرسمي والشعبي من هول ما وقع.

يعدّ محمّد بلهيبة، المغربي الدنماركي الملقب بـ"الهيبة"، واحدا من أكثر الفاعلين نشاطا بالمجال الجمعويّ الإنساني على مستوى أوروبا عموما، ودول المنطقة الاسكندينافية بشكل خاصّ.. مستمرّ في أداء إيجابي، بوتيرة متناميّة يوما بعد يوم، منذ ترؤسه جمعيّة Danish relief group سنة 2003.

إن الهالة الأسطورية المحيطة ب (جهاديي داعش) تكشف بعد دراسة متفحصة غالبا عن مراهقين مختلين، يعانون من اضطرابات سلوكية حادة. يهمس المحلل النفسي دافيد كنينج (David Kenning) في أذن بلدية أمستردام. من هذا النوع من الجهاديين تعرف بلادنا أمثلة عديدة. من سلطان بيرزيل، الذي فجر نفسه في بغداد، إلى مغني الراب من أرنهم مروان ب، الذي ارتمى بدوره في أحضان داعش. والذي يخشى من أن يقوم هو أيضا بتفجير نفسه.

مع بداية الألفية الثالثة شهدت القارة الإفريقية وضعا خطيرا لا على المستوى السياسي والإنساني فحسب؛ بل على المستوى الديني والروحي؛ ففي الوقت الذي تعرف فيه فئات الشباب زيادة في العدد واتساعا، وتنسد أمامهم آفاق الاندماج الاجتماعي الطبيعي، وجدت الحركات الأصولية المتطرفة الأرضية الصالحة لاستنبات الفكر التكفيري ونشر ثقافة العنف والإرهاب. ولا غرابة في ذلك؛ فشبكات تهريب المخدرات والهجرة السرية وتجارة السلاح تشتبك لتكون عضدا ورافدا للإرهاب والتطرف، كما أن الحركة التبشيرية تجد هي الأخرى ضالتها المنشودة في هذا الوضع الشاذ فتنشط في اكتتاب المتنصرين الجدد وإشاعة الثقافة المسيحية، هذا بالإضافة إلى التوسع الملحوظ في قاعدة التشيع والنشاط القوي لدعاته الذين زادوا الطين بلة وزادوا الأزمة الدينية والروحية تعقدا وحدة.

ونحن على مشارف اليوم الوطني للمهاجر تكثر الأنشطة حول الهجرة ومغاربة العالم، والتي تناقش مجموعة من القضايا التي تهم خمسة ملايين أو أكثر من الجالية.. عبر هذا المقال أريد أن أتوقف عند سؤال يطرح بشدة، و يتعلق الأمر بما ينتظر منا كجالية لخدمة الوطن، إذ يتزايد الحديث مؤخرا عن ضرورة إشراك جميع المواطنين المغاربة في كل الأوراش المفتوحة كيفما كانت نوعيتها.

Google+ Google+