الخميس، 26 دجنبر 2024 11:02

تحذير دولي من أزمة إنسانية في ليبيا مع استمرار إجلاء الأجانب

الإثنين, 28 فبراير 2011

حذرت هيئات إغاثة دولية من تدهور الوضع الإنساني في ليبيا جراء الأحداث التي تشهدها، وسط حركة نزوح كثيفة للآلاف من الأجانب من هذا البلد برا وجوا وبحرا هربا من أعمال العنف.

فقد حذرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس الأحد من "وضع إنساني طارئ"، وأشارت إلى أن نحو 100 ألف شخص فروا من أعمال العنف في ليبيا، متحدثة عن "أزمة إنسانية" حقيقية.

ودعا انطونيو غوتيريس المفوض الأعلى للاجئين الأسرة الدولية للتجاوب بسرعة وسخاء لتمكين هذه الحكومات من التعامل مع هذا الوضع الانساني الطارئ

وأعلنت الأمم المتحدة عن سقوط أكثر من ألف قتيل في ليبيا حيث تجري انتفاضة شعبية يواجهها القذافي بقمع دام.

ومن جانبها، وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء عاجلا بتوفير 6 ملايين فرنك سويسرى (6.4 مليون دولار امريكى) لتلبية الاحتياجات الطارئة للمتضررين من الاضطرابات الدموية فى ليبيا، حسب ما جاء في بيان للجنة.
وأبرزت اللجنة أن الهدف من هذا النداء الاول هو ضمان الرعاية الطبية والجراحية المناسبة للجرحى ومساعدات الطوارئ للناس الذين هربوا من ليبيا الى تونس ومصر.

وقال دومينيك ستيلهارت، نائب مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان "التقارير التى حصلنا عليها تؤكد ان الوضع الانساني داخل ليبيا يزداد سوءا ساعة بعد ساعة، مضيفا "نعبر عن بالغ قلقنا إزاء العدد المتزايد من المواطنين الذين غادروا منازلهم بحثا عن الأمان ويحاولون عبورالحدود."

وقال سيامون بروكس الذي يقود الفريق المرسل إلى بنغازي إن "المستشفيات في بنغازي بحاجة إلى جراحين وأخصائيين في تقويم الأعضاء وأدوية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة".

وأعرب الصليب الأحمر عن قلقه للوضع الإنساني في غرب البلاد لأن فرقه لم تتمكن بعد من الوصول إليها حتى الآن.
وكان فريق طبي من الصليب الأحمر في طريقه إلى بنغازي لمساعدة الأطباء المحليين. كما سيتم نقل معدات طبية عن طريق البر من مصر خلال الأيام المقبلة.

ولمواجهة الوضع الإنساني في ليبيا، أعلنت فرنسا على لسان رئيس الوزراء فرنسوا فيون صباح اليوم أن طائرتين تنقلان مساعدات إنسانية وطواقم طبية ستغادران "خلال ساعات" إلى بنغازي شرق ليبيا التي يسيطر عليها معارضو الزعيم الليبي معمر القذافي.

وأمام هذا الوضع الذي ينذر بكارثة إنسانية في هذا البلد، فر، حسب المفوضية العليا للاجئين "حوالي 100 ألف شخص" معظمهم من العمال المصريين والتونسيين من ليبيا خلال الأسبوع الماضي، فيما لا يزال العديدون عالقين على الحدود التونسية الليبية بعدما أخلت عناصر الجمارك الليبية مراكزها الحدودية بين ليبيا وتونس.

يشار الى أن العديد من الأجانب يعملون في ليبيا التي تعد من كبار منتجي النفط في إفريقيا، ولا سيما في مجالات البناء والصناعة النفطية والخدمة المنزلية.

ووصلت عبارتان ليلة الأحد إلى مالطا في البحر المتوسط تحملان حوالي 300 شخص بينهم سفيرا مالطا والبرتغال في ليبيا.

وكانت سفينة تحمل 1800 عامل آسيوي معظمهم من تايلاند وفيتنام والفيليبين والصين وباكستان مع عدد من المصريين والمغاربة، وصلت ظهر الأحد إلى مالطا التي باتت وجهة رئيسية في ظل مساعي إجلاء الأجانب من ليبيا لكونها أقرب دول الاتحاد الأوروبي إلى هذا البلد الذي تبعد عنه 350 كلم شمالا.

وأعلنت بكين اليوم الإثنين إجلاء حوالي 29 ألفا يمثلون الغالبية الكبرى من رعاياها العاملين في ليبيا بواسطة عملية ضخمة بحرية وبرية وجوية.

كما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إجلاء جميع الرعايا الأتراك الراغبين في مغادرة ليبيا في عملية بدأت الجمعة، بعدما كانت الوزارة أعلنت في بيان صدر اليوم إعادة 132 تركيا في طائرة شحن عسكرية.

وباشرت الحكومة الفلبينية اليوم الإثنين إجلاء الآلاف من رعاياها العالقين في ليبيا بعدما واجهت انتقادات حادة لتقاعسها.

كما تمكن مئات الفيتناميين والفيليبينيين من الفرار من ليبيا برا إلى الجزائر المجاورة، إضافة الى 109 ليبيين وثلاثة بيلاروسيين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية.

وأجلت إيطاليا الدولة المستعمرة السابقة في ليبيا، حتى الآن، 1400 من رعاياها ال1500 المقيمين في هذا البلد.

كما وصلت سفينة استأجرتها شركات روسية تعمل في ليبيا "سفيتي ستيفان 2" إلى مرفا راس النوف بوسط ليبيا لإجلاء 1126 شخصا، فيما توجهت طائرة تابعة لوزارة الأوضاع الطارئة الروسية إلى طرابلس.

وقامت ثلاث طائرات حربية بريطانية الأحد بإجلاء 150 أجنبيا كانوا عالقين في مجمعات نفطية في مواقع نائية من الصحراء الليبية، بعد مهمة مماثلة جرت السبت.

وأوردت الأسبوعية الألمانية "بيلد ام زونتاغ" أن طائرتي ترانسال سي 160 حطتا على مدرج في النافورة حيث حقل نفطي في الصحراء الليبية وأجلت 133 شخصا، غير أن وزارة الخارجية أفادت أن عشرات الألمان ما زالوا عالقين في الصحراء.

المصدر: وكالة المغرب العربي

Google+ Google+