هل يمكنها البقاء؟ أم ترى سجبرونها على العودة لموطنها؟ هذا هو السؤال الذي يواجه الآلاف من الفتيات الصغيرات في هولندا اللواتي تبحث أسرهن عن لجوء في هولندا.
سحر إبراهيم القادمة من إيران واحدة من هؤلاء الفتيات . تلقت سحر أخبارا سارة هذا الأسبوع حيث سمح لها وأسرتها بالبقاء في هولندا.
الجديد في الأمر أن وزير الهجرة خيرد ليرز سيستخدم حالة سحر كنموذج يبني عليه سياسات وزارته في مجال الهجرة، إذ تقرر السماح لكل الفتيات القادمات من أفغانستان واللائي يواجهن ظروفا مماثلة لتلك التي واجهتها سحر، سيسمح لهن بالبقاء في هولندا.
المزيد من الأسئلة
ولكن السياسة الجديدة التي يتوقع منها الإجابة على السائلة المتعلقة بمصير عدد من الفتيات، لم تؤدي إلا إلى تزايد الأسئلة حول السياسة الهولندية المتعلقة بأطفال طالبي اللجوء. أثناء نقاش بالبرلمان الهولندي يوم الأربعاء وجهت أحزاب المعارضة الكثير من الأسئلة للوزير خيرد ليرز للدرجة التي لم يكفي معها الوقت التمام النقاش في الوقت المحدد. يقول المحامون والمنظمات العاملة في مجال اللجوء بان السياسة الجديدة لا يمكن الدفاع عنها. ذهب أمين ديوان المظالم الى أبعد من ذلك بوصف السياسة الجديدة في مجال اللجوء بأنها غير قانونية وتتعارض مع القانون الدولي.
يشعر الوزير ليرز بان النقد الموجه له لا يتسم بالعدل. يقول بأنه حاول سن سياسة إنسانية حول مسألة محددة وهي حماية الفتيات اللائي قدمن إلى هولندا وعشن فيها لفترة من الوقت من المصاعب النفسية الناجمة عن إعادتهن مرة أخرى إلى أفغانستان ، البلد المعروف بعدم احترامه لحقوق المرأة. لهذا فقد جاء الوزير بمعايير موضوعية للذين يحق لهم البقاء في هولندا:
الفتيات الأفغانيات في سن العاشرة إلى الثامنة عشره اللواتي عشن فترة لا تقل عن ثمانية سنوات في هولندا.
تغرب
يبدو الأمر شديد التحديد هنا. الشئ الذي يصعب قياسه في سياسة سحر الجديدة يتعلق بمعيار آخر يجب أن تستوفيه الفتاة وهو معيار " التغرب" أي أن تكتسب الفتاة الطباع الغربية. ليس من المعروف بعد الكيفية التي يتم بها قياس مثل هذا المعيار. يقول تريس واين من المجلس الهولندي للجوء بأنه يعرف ما يعنيه الوزير ولكنه لا يعرف كيفية قياسه:
" يعني بالمعيار أن ينشأ الشخص الشخص المعني في هولندا ويطور طرائق تفكير هولندية، أن تكون طريقته في المشي والوقوف والتفكير لا تناسب أفغانستان".
محدد جدا
بالغض النظر عن الكيفية التي ستثبت بها الحكومة معيار التغرب فإن سياسة سحر التي ينتويها وزير الهجرة لا توفر الحماية الا للفتيات فماذا عن الأولاد؟ وماذا عن الأطفال من بلدان أخرى غير أفغانستان؟
هارام صبي في الثانية عشره من عمره من العراق يعتقد بأن له الحق أيضا في البقاء في هولندا طبقا للسياسة الجديدة
" الأولاد يصابون بالتغرب أيضا. إذا عشت هنا لفترة طويلة ، ينظر إليك في العراق أيضا كأجنبي. ليست أفغانستان البلد الوحيد الذي يعاني من الحرب".
غير شرعي
يقول أمين ديوان المظالم المخصص للأطفال بأن معيار سحر الذي استنه وزير الهجرة يكشف عن مدى سوء السياسات الهولندية إذا تعلق الأمر بالأطفال. تم توبيخ هولندا في السابق لعدم مراعاتها لاتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها هولندا في العام 1995 ويعتقد أن هولندا تبتعد من الإطار القانوني الشرعي في هذا المجال.
من ناحيته يجد وزير الهجرة الهولندي نفسه محاصرا في الوسط. من ناحية يحاول فعل الشئ الصحيح للسماح لفتاة مثل سحر بالبقاء في هولندا، من ناحية أخرى يشارك الوزير في حكومة يدعمها حزب الحرية اليميني بقيادة خيرت فيلدرز المعادي للهجرة ، حكومة تهدف في الأساس للحد من الهجرة من البلدان غير الغربية. يقول الوزير ليرز:
" محاولة للموازنة بين المعايير الصارمة وبين الجانب الإنساني والتأثيرات النفسية التي تلعب دورا في هذا الأمر، يجب علي أن أجد هذه الموازنة"
موازنة هشة بالتأكيد فعلى الوزير التحلي برشاقة من يمشي على الحبل للاستمرار في دفاعه عن سياسته الجديدة المسماة سياسة سحر.
1-05-2011
المصدر/ إذاعة هولندا العالمية