الدكتور يوهان موليمان هولندي مسلم شارك كمستشرق وأكاديمي في أشغال الندوة الدولية حول السيرة النبوية في الكتابات الهولندية التي نظمها مختبر البحث في الأصول الشرعية للكونيات والمعاملات ومنتدى الجامعة الدبلوماسي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله فاس أيام 26،27و 28 ابريل الماضي .
ويعتبر يوهان من الهولنديين الذين يتقنون اللغة العربية التي درسها وهو ابن 21 سنة في دورات صيفية بمعهد بورقيبة للغات الحية بتونس ولارتباطه بدول عربية قضى فيها مدة ليست بالقصيرة وخاصة الجزائر التي تنحدر منها زوجته، كما احتك كثيرا بالجاليات الإسلامية بفرنسا واندونيسيا . ويعمل الآن أستاذا للتاريخ والفلسفة بالجامعة الحرة بامستردام يتولى تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين تخصص تربية إسلامية.
وللتعرف أكثر على هذه المهمة التي تهم الجالية المسلمة بهولندا عموما والجالية المغربية خصوصا طرحنا على الدكتور يوهان بعض الأسئلة فأجاب عليها بصدر رحب:
ماهو البرنامج الذي يهم تكوين الأئمة والمرشدين؟
إنه برنامج تم وضعه منذ 5 سنوات ندرس من خلاله مواد ذات علاقة بتاريخ الإسلام والفلسفة الإسلامية ودين المجتمع.
هل هو برنامج خاص بالمسلمين ؟
لاإنه يضم مواد مشتركة مع ديانات أخرى كاليهودية و المسيحية.
لماذا هذا البرنامج ؟
لاحظت الحكومة الهولندية ازدياد عدد المساجد والمدارس الإسلامية يؤطرها أئمة وأساتذة غير مؤطرين في الغالب ولا يعرفون اللغة المحلية لذلك، وخصصت إمكانيات هامة لسد هذا الفراغ .
ماهي شروط ولوج هذا التكوين ؟
التكوين مفتوح في وجه الشباب الحاصلين على الباكالوريا، كما يمكن لذوي تجربة ولوجه أيضا ويخضع الجميع لامتحان خاص بالمؤهلات في المعارف العامة واللغوية في الانجليزية والهولندية ولا تعتبر اللغة العربية شرطا للولوج.
كيف يسير هذا التكوين ؟
يستغرق التكوين أربع سنوات يتوج بإجازة لممارسة مهمة إمام أو مرشد روحي . كما يمكن للمتخرجين مواصلة التكوين للحصول على الماجستير.
هل هناك إقبال على ذلك ؟
هناك إقبال على ذلك، رغم ما نلاحظه من تحفظ لكون البرنامج بعيد عن البرنامج التقليدي أو عن مبادرة الجالية. لكننا حاولنا أن نجمع بين الحكومة وبعض الجمعيات المؤثرة في هولندا في تحضير البرنامج والإشراف على تطبيقه من طرف ممثلي مساجد الجاليات المختلفة كالمغربية والتركية والسورينامية. في الحقيقة الجمعيات تتعاون معنا. والآن يصل عدد المسجلين الخمسين.
كيف تقيمون الإرشاد الديني بهولندا عموما، وماذا عن دور المساجد في تأطير الشباب ؟
الأئمة الممارسون بصفة عامة لهم تكوين خارج هولندا لا يعرفون اللغة الهولندية، ولا يفهمون جيدا المجتمع ومشاكل الشباب، مما يؤدي إلى نقص في دور إرشاد الشباب المسلم الذي يتورط في بعض الأحيان في أعمال شغب أو جرائم، أما دور المساجد فيعتبر رئيسيا في تأطير الشباب بالإضافة طبعا إلى المنظمات والجمعيات الأخرى.
8-05-2011
المصدر/ جريدة العلم