وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة لإصلاح نظام الهجرة في كلمة ألقاها على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ليبعث برسالة الى الأمريكيين من أصول لاتينية الذين يحتاج إلى أصواتهم للفوز بالانتخابات لولاية ثانية في العام القادم.
وخلال الكلمة التي ألقاها يوم الثلاثاء 10 ماي، أوضح أوباما الذي تتوقف فرص فوزه بانتخابات 2012 إلى حد بعيد على سلامة الاقتصاد الأمريكي أن إصلاح نظام الهجرة ستكون له فوائد اقتصادية تعود على الطبقة المتوسطة وقطاع الأعمال وفي الوقت نفسه يحسن أوضاع الامن القومي.
وقال "أحد السبل لتعزيز الطبقة المتوسطة في أمريكا هو من خلال إصلاح نظام الهجرة بحيث لا يكون هناك اقتصاد سري ضخم يستغل موارد العمالة الرخيصة بينما يخفض رواتب الجميع في نفس الوقت".
واستطرد قائلا "لهذا فان إصلاح الهجرة ضرورة اقتصادية".
ويرفع الكثير من الجمهوريين شعار شن حملة لمنع جرائم المخدرات من الانتشار عبر الحدود ويدعون إلى تشديد قوانين الهجرة ويعارضون فكرة "العفو" عمن يخالفون القانون ويتسللون إلى الولايات المتحدة.
وسعى أوباما إلى تصوير مقاومة الجمهوريين لإصلاح المشاكل في نظام الهجرة الأمريكي كدليل على عدم مراعاتهم لمصالح الناخبين من أصول لاتينية.
لكنه لم يطرح مبادرات سياسية أو ملموسة أو جداول زمنية لوضع تشريع أوسع نطاقا مما يبرز أن من غير المرجح أن يقوم بأي إصلاح كبير قبل انتخابات الرئاسة عام 2012 .
وأوضح الرئيس الأمريكي أن جهود تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بما في ذلك مشروع قانون وقع في اغسطس اب لتخصيص 600 مليون دولار لتعيين 1500 من ضباط الدوريات الحدودية ومفتشي الجمارك ومسؤولي انفاذ القانون جاءت بنتائج.
وقال أوباما "الحقيقة أن الإجراءات التي اتخذناها تحقق نتائج. على مدى العامين ونصف العام الماضية صادرنا مخدرات اكثر بنسبة 35 في المئة وعملة اكثر بنسبة 75 في المئة وأسلحة اكثر بنسبة 65 في المئة من اي وقت مضى".
واستطرد أوباما قائلا أن معارضي الهجرة لن يشعروا بالرضا ابدا على الرغم من اتخاذ اي إجراءات مشددة.
وغضب كثير من الناخبين الأمريكيين من أصول لاتينية لإخفاق أوباما في أن يقر الكونجرس تشريعا أوسع نطاقا عن الهجرة خاصة وأن الولايات المتحدة رحلت نحو 400 الف مهاجر غير شرعي العام الماضي.
ويمثل الأمريكيون من أصول لاتينية في أمريكا وعددهم 50.5 مليون نسمة 16 % من السكان وهم الأقلية الأسرع نموا بالولايات المتحدة. وصوتوا لاوباما بهامش تجاوز اثنين الى واحد في عام 2008 وفقا لما ذكره مركز بيو هسبانيك.
ويعيش في الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي بينهم الكثير من امريكا اللاتينية الذين عبروا الحدود مع المكسيك البالغ طولها 3220 كيلومترا.
وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية ان تكلفة اجراء اصلاح واسع النطاق ستكون 54 مليار دولار لكن الزيادة في العائدات ستبلغ 66 مليار دولار من خلال ضم المزيد من دافعي الضرائب.
11-05-2011
المصدر/ وكالة روترز