الأحد، 29 دجنبر 2024 03:07

العثور على مهاجرين أفغان منهم أطفال في حاوية شحن ببريطانيا

الثلاثاء, 19 غشت 2014

قالت الشرطة البريطانية إنها عثرت على 35 مهاجرا أفغانيا غير شرعيا من طائفة السيخ بينهم 13 طفلا، تتراوح أعمارهم بين عام و12 عاما، داخل حاوية شحن في ميناء تيلبيري دوكس.

ووصل المهاجرون غير الشرعيين إلى بريطانيا السبت على متن سفينة شحن قادمة من بلجيكا. وقالت الشرطة إن الأفغان ضحية لشبكات الاتجار بالبشر.

وعثرت الشرطة على أحد المهاجرين ميتا داخل الحاوية، ثم نقلت الآخرين إلى مستشفى لتلقي العلاج من الجفاف الشديد وانخفاض حرارة الجسم.

وخرج 30 شخصا من المستشفى لتتسلمهم الشرطة، من بينهم تسعة رجال وثماني سيدات تتراوح أعمارهم بين 18 و72 عاما.

ووضع المهاجرون في مركز استقبال مؤقت جُهِّزَ داخل مباني محطة ميناء تيلبيري دوكس. وقالت الشرطة إنها تحدثت "إليهم عن محنتهم" قبل إرسالهم لشرطة الحدود البريطانية.

ومازال هناك أربعة أشخاص آخرين ممن كانوا في الحاوية يخضعون للعلاج في مستشفى ساوثاند. وقالت شرطة إيسيكس إنها ستجري مقابلات مع المتسللين لمعرفة كيفية وصولهم إلى داخل الحاوية.

وبدأت الشرطة تحقيقا في جريمة قتل عقب وفاة شخص في الحاوية، يعتقد أنه في الأربعين من العمر.

وأجريت عملية تشريح للجثة، الأحد الماضي، لكن الشرطة تقول إنه مازال هناك حاجة للمزيد من الاختبارات لتحديد سبب الوفاة، كما يقوم الطب الشرعي بفحص الحاوية.

الشرطة أغلقت ميناء تيلبيري وأجرت تفتيش لجميع الحاويات للعثور على متسللين آخرين

ويعمل ضباط شرطة بريطانيون مع الشرطة الدولية الانتربول وسلطات دولية أخرى في محاولة لمعرفة ما حدث.

محنة مروعة

وأكد تريفور رو من شرطة إيسيكس على أن إحاطة هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين بالرعاية والاعتناء بصحتهم هي الأولوية في هذه المرحلة.

وقال :"هم بصحة جيدة الآن، وضباطنا وزملاؤنا من شرطة الحدود سيتحدثون إليهم من خلال مترجمين، حتى يمكننا تحديد مع حدث بالضبط وكيف وصلوا إلى هذه الحاوية".

وكشف أن هؤلاء المهاجرين جاءوا من أفغانستان وهم من السيخ.

وأضاف رو :"لدينا اتفاق جيد مع شركاء من مجتمع السيخ في منطقة تيلبيري لمساعدة هؤلاء المهاجرين والتأكد من أن هؤلاء الفقراء، الذين مروا بمحنة مروعة، يحصلون على الدعم فيما يتعلق بديانتهم واحتياجاتهم من الملابس".

وقدم الصليب الأحمر الطعام والرعاية للمجموعة خلال الليل.

وقال هارجاب سينج بنجال، محامي متخصص في الهجرة لـ بي بي سي :"إن جماعة السيخ في أفغانستان اشتكت منذ فترة طويلة من مضايقات".

وأوضح أن عدد عائلات السيخ هناك تضاءل ويواجهون اعتداء لفظيا وجسديا.

وأضاف:"لهذا يترك السيخ أفغانستان ويشعرون أنهم مضطهدون ويغادرون إلى بلدان أخرى في أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا".

صراخ وطرق

سفينة نورستريم التي حملت الحاوية لبريطانيا

حملت سفينة نورستريم حاوية المهاجرين الأفغان من ميناء زيبروغي في بلجيكا إلى ميناء تيلبيري ببريطانيا

واكتشفت الواقعة بعد وصول الحاوية من قرية زيبروغي في بلجيكا مساء السبت الماضي، وسمع العاملون صراخا وطرقا من داخل الحاوية.

وفتشت جميع الحاويات الأخرى على السفينة، ولم يعثر على أي متسللين آخرين.

وقالت شرطة إيسيكس إنه كان هناك مخاوف أولية من وجود المزيد من الناس داخل حاوية وصلت إلى ميناء بورفليت ، لكن تبين عدم وجود أحد.

وأكدت الشرطة البلجيكية من جانبها أنه بالإمكان تحديد سيارة النقل التي أحضرت الحاوية إلى ميناء زيبروغي من خلال كاميرات المراقبة.

وقال رئيس المحققين بيتر دي فايل إنه من المتوقع أن هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين كانوا داخل الحاوية عندما وصلت إلى زيبروغي، لأنه يبدو من المستحيل أن يكونوا قد دخلوا إليها عندما كانت في الميناء.

ومن غير المعروف مصدر الحاوية، التي كانت من بين 64 حاوية أخرى على ظهر سفينة الشحن التجارية نورستريم، وكيف دخل المهاجرون إلى الحاوية وفي أي مكان.

استغلال العصابات

وأوضح توني سميث، رئيس شرطة الحدود البريطانية السابق، أن من كانوا بداخل الحاوية ضحايا لمنظمات الجريمة المنظمة الدولية.

وقال لـ بي بي سي :"يُستغلون لأن الجائزة هي الانتقال إلى الغرب كما يرغبون: إنهم يرغبون في الهجرة إلى بريطانيا أو أوروبا لكن العصابات الإجرامية تستغلهم، وربما تأخذ كل ما يملكون مقابل الوصول إلى الغرب".

وأضاف :"نريد حقا إيصال رسالة للمهاجرين: وهي أنهم إذا أرادوا القدوم إلى هذه البلاد فإنه توجد طرق شرعية يجب اتباعها وتقديم طلب للحصول على تأشيرة وإذن عمل".

ويرى أنثوني ستين، رئيس مؤسسة الاتجار بالبشر، أن هذا يكشف كيف أن ثمة أناسا يائسين يرغبون في تحسين وضعهم الاقتصادي، وكيف دفعهم اليأس لترك بيوتهم وبلدهم والذهاب إلى مكان آخر أكثر احتضانا لهم وكرما ويوفر لهم حياة جيدة، "لكنهم وللأسف عادة ما يكونون على خطأ".

وأعدت الشرطة "مكتب للضحايا" وزودته بخط ساخن لأي شخص قلق بشأن أقاربه، ويمكن الاتصال به من داخل بريطانيا وخارجها.

عن شبكة البي بي سي

 

Google+ Google+