السبت، 28 دجنبر 2024 14:31

عرض "روك القصبة" في لبنان

الأربعاء, 10 شتنبر 2014

"روك القصبة" فيلم مغربي من إخراج ليلى مراكشي، يشارك في تمثيله كل من عمر الشريف ونادين لبكي وهيام عباس ولبنى الزبال ومرجانة علاوي. هنا حديث خاص مع المخرجة ليلى مراكشي ونادين لبكي، وعن تجربتهما في هذا العمل.

ثورة نسائية

استضافت بيروت الفيلم المغربي، "روك القصبة"، ليلة الخميس 4 سبتمبر/أيلول الجاري، في صالات "سينما سيتي" وسط بيروت. العرض الأول كان بحضور المخرجة المغربية، ليلى مراكشي، ونادين لبكي بوصفها ممثلة في الفيلم، بالإضافة إلى حضور سينمائيين لبنانيين وعدد كبير من الصحافيين. الفيلم تمثيل: عمر الشريف ومرجانة علاوي، وهذا هو التعاون الثاني بين مراكشي وعلاوي، إذ تعاونتا سابقا في فيلم "ماروك" عام 2005.

يمكن القول إنه الفيلم العربي الأول الذي يمكن إدراجه تحت نوع "دراما-خيال"، وذلك لقصة الفيلم من جهة، ودور الممثل المخضرم، عمر الشريف، في النص من جهة أخرى. تدور أحداث القصة حول عائلة مغربية كانت قد خسرت رب منزلها (عمر الشريف)، الذي يبدأ الفيلم بمراسم جنازته، لكنه يرافقنا في الفيلم كـ"طيف" يحكي مع حفيده "نوا" ابن صوفيا. ابنته صوفيا أتت لعزاء أهلها من الولايات المتحدة الأميركية، إذ تعمل ممثلة في أفلام هوليوودية وأغلب أدوارها تدور حول أعمال إرهابية، وهي متزوجة من مخرج أميركي مشهور.

تمثل صوفيا الثورة النسائية في العائلة المحافظة، وتساندها في طريقة التفكير أختها ميريام، التي تقوم بتمثيلها نادين لبكي. رجوع صوفيا إلى البيت أدى إلى تكسير بعض العادات، وانتقاد بعض التصرفات الناتجة عن قمع النساء في المنزل. تجتمع الأخوات الثلاث (صوفيا، ميريام، وكنزة) في بيت العائلة مع أمهم، عيشة، التي تقوم بدورها الممثلة هيام عباس. يلفت نظرنا الرداء الأبيض في اليوم الاول من العزاء، إذ لا وجود للون الأسود. ربما هي عادة مغربية، وفي الواقع الأبيض مريح أكثر من الأسود، أقرب إلى الراحة النفسية للحي وللميت معاً.

على خط مواز، نتعرف إلى الخادمة "ياقوت"، ويتضح في نهاية الفيلم أنها كانت طرفاً في قصة حب سرية مع الزوج، نتج عنها ابنها زكريا، الحب الأول لصوفيا! ليُكشف عن الحقيقة عند توزيع الميراث، أنه ابن "حسن/عمر الشريف".

ليلى مراكشي والقضايا الاجتماعية

"دائما أحاول كسر التابو الاجتماعي، الذي يحاصر مجتمعنا العربي، من خلال معالجتي السينمائية للقضايا الاجتماعية. هذا ما فعلته في فيلم (ماروك) والآن في فيلم (روك القصبة)، إذ أحاول أن انتج مادة سينمائية سليمة لا تتعارض مع الرقابة الذاتية، كي لا يجتزأ أي حدث او مشهد من أفلامي".

وتضيف المخرجة " قصدت أن تكون هناك عدة جنسيات مختلفة، ضمن فريق العمل على صعيد التمثيل، إذ اجتمعت فيه أربع دول هي المغرب، فلسطين، لبنان ومصر. العمل مع نادين كان مريحاً جداً، وأنا أتيت إلى بيروت خصيصاً لمقابلتها، إذ إنها كانت في بالي منذ بداية كتابتي للنص. رأيت انها الأنسب لشخصية ميريام. أستطيع أن أتحكم بالعمل أكثر عندما أكون المخرجة والكاتبة في الوقت نفسه، إلا أنني لا مانع لدي في معالجة نص أو تصوير أية مادة سينمائية ليست من كتابتي. قصدت أن يكون لون الفيلم دافئاً لدعم أحداث القصة، فالجو ملؤه الحزن، كما أنه يمتزج بحنين أفراد العائلة"، تقول المخرجة المغربية ليلى مراكشي لـ"العربي الجديد".

نادين لبكي وعملها المقبل

أبدت المخرجة والممثلة، نادين لبكي، رأيها حول الفيلم بالقول: "أستطيع أن أؤكد ان وضع المرأة اللبنانية يشبه وضع المرأة في العالم العربي، علاقاتها العائلية والعاطفية ووجودها في المجتمع". وأضافت موضحة عن دورها "ربما مشاركتي ممثلة في أي عمل كان، يقلل من حمل المسؤولية، إلا انني أكون أكثر تمكناً من العمل عندما أكون في مكان المخرج، ولكن مع الوقت نتعلم الفصل بين الأدوار، ولا يخلو الأمر من اقتراحات للمخرج او للكاتب، في حال وجود أي من علامات الاستفهام. إلا انني أحترم رؤية المخرج.

تبقى التجربة هي الأهم في أي عمل شاركت فيه، فقد تعرفت على مخرجين وممثلين ومنتجين جدد بالنسبة إليّ، التجربة هي الحاكم الأول والأخير، فأنا ما زلت أتعلم أشياء جديدة في كل تجربة أخوضها. لا يمكن اعتبار وجود تاريخ سينمائي في لبنان، فعندما تخرجت من الجامعة قمت باختراع طريقتي، إذ لم يتوفر أي تدريب حينها، لأتعلم تقنية العمل على الأرض. لا شك في أنني أقوم بدراسة أي فيلم أشارك فيه ممثلة".

وتكشف نادين لبكي لـ "العربي الجديد" عن مشاركتها في فيلم عالمي بعنوان "ريّو أحبك"، وهو فيلم من عشرة أجزاء، يشارك فيه 10 مخرجين، لكل مخرج 8 دقائق، يصدر الفيلم في 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

صوت المرأة العربية

استطاع فيلم "روك القصبة" ان ينقل صوت المرأة المضطهدة في العالم العربي، فهي تعتبر أسيرة لعادات وتقاليد بسبب التابو الاجتماعي وتسلط المجتمع الذكوري. بالفعل قامت ليلى مراكشي بمعالجة هذه الآفة الاجتماعية عبر السينما، بجو لطيف يحمل رسالة واضحة وقاسية بسبب واقعيتها.

عن موقع العربي الجديد

Google+ Google+