الخميس، 26 دجنبر 2024 15:28

حمزة عدنان..حكاية مغربي تحول الى مهندس الطائرات الحربية في روسيا

الجمعة, 26 دجنبر 2014

من ضفاف أبي رقراق حلق عاليا في سماء موسكو، إنه الطالب المغربي حمزة عدنان، ذو العشرين ربيعا، مهندس الطائرات الحربية في ورشة للطائرات المقاتلة في روسيا الاتحادية.. طموحه الأول العودة إلى المغرب والانضمام إلى إدارة الدفاع الوطني.

الطالب المغربي من أصول أمازيغية، ازداد في مدينة فاس، وعاش في سلا.. تلقى تكوينه الثانوي داخل ثانوية المواطنة الخصوصية في مدينة الرباط، وأمضى مراهقة عادية لم تمنعه من وصف نفسه بـ”الغبي".

ما وصل إليه اليوم يعود فيه الفضل الكبير إلى والده، حسب ما أكده في حديث مع “اليوم24″، هذا الأخير الذي كان يشتغل كثيرا من أجل توفير مصاريف الدراسة بالمدارس الخصوصية..”في مرحلة الإعدادي لم أكن أولي أهمية كبيرة للدراسة، كان همي الأول هو المرح واللعب” يقول الطالب المهندس في حديث مع الموقع.

لكن، في سنة أولى باكالوريا ستنقلب حياة الشاب المغربي رأسا على عقب، “بعد مرحلة الإعدادي، انتقلت إلى الثانوي تخصص علمي، نقطي كانت ضعيفة جدا، بعد وصولي مستوى السنة أولى باكلوريا أهداني والدي كتابين، الأول  يتحدث عن السيرة الذاتية لإينشتاين والثاني لطوماس أديسون وكيف نجحوا بعد سلسلة كبيرة من الفشل”..

حمزة الذي تأثر كثيرا بالسيرة الذاتية للشخصين العالمين، قرر لحظتها وضع نقطة نهاية لأيام “البسالة”، مؤكدا “بعد قراءتي للكتابين تغيرت نظرتي الشخصية للعالم وللحياة أيضا، وقررت أن أعوض جميع السنوات التي ضاعت من بين يدي، حيث بدأت سنتها بالنوم 5 ساعات في اليوم من أجل تعويض ما فات، والحمد لله سهري لم يذهب سدى حيث تحسنت نقطي بكثير وأضحت أفضل من السنوات التي سبقتها”.

حصل الطالب المهندس على الباكالوريا بميزة مستحسن، لكن المعدل لم يكن كافيا من أجل الدخول إلى مدارس خاصة بهندسة الطائرات، “كنت أبحث عن المدارس الخاصة بالهندسة، لكن دائما ما أصادف مؤسسات خصوصية .. الله غالب”، يضيف حمزة، الذي قرر التسجيل في جامعة محمد الخامس في الرباط، تخصص فيزياء “هناك وجدت عالما آخر، لم يكن أحد يفهمني.. بعد انتهاء الحصص الدراسية، كنت أذهب إلى المنزل وأبدأ في رسم مخطط طائرة تشتغل بمادة الهيليوم والغازات الخفيفة عوض البنزين”.

بعد انتهاءه من رسم المخطط، قرر الطالب الجامعي مشاركة مخططه مع أساتذه الجامعيين في جامعة محمد الخامس، لكن إجاباتهم كانت صادمة بالنسبة له “كانوا يستهزؤون مني، أو يخبرونني أنهم لا يملكون الوقت الكافي لمثل هذه الأمور” يشرح حمزة.

في ظل الرفض الذي كان يظهره الأساتذة، عثر حمزة على إعلان روسي يفيد أن روسيا تعطي فرصة للطلبة المغاربة من أجل الالتحاق بورش صناعة الطائرات المقاتلة، لتقدم الطالب المهندس بطلبه، ليتم قبوله بسهولة.

بعد وصوله إلى روسيا، أول ما تقدم به الطالب المغربي هو مخطط الطائرة الذي قدمه في المغرب واستهزئ منه أساتذه الجامعيين، “بعد تسليمي لمخطط الطائرة بدون بنزين حظيت بتشجيع كبير جدا وأصبحت طالبا متفوقا” يقول الشاب المغربي.

مرت اليوم سنتين تقريبا على تواجد حمزة في روسيا، ويتابع دراسته تخصص الطائرات المقاتلة، إلى جانب 24 طالب آخر روسيين.

وعن حلمه، أجاب “لا يمكنني مشاركة حلمي مع الناس، لأن والدي يقول لي دائما: لا تخبر حلمك لأي شخص وإلا سيبقى مجرد حلم".

الشاب المغربي، أكد في حديثه مع “اليوم24″، أنه يرغم في العودة إلى المغرب والانضمام إلى إدارة الدفاع الوطني، مضيفا “أحتاج إلى مساعدة المغاربة من أجل النهوض بالمغرب، ووضع ثقتهم الكاملة في المغرب .. نثيقوا في بلدنا ونخدموها، لأن بلادنا محتاجة لينا”..

كما وجه حمزة شكرا خاصا لإدارة صفحة “المغاربة لي ساكنين في روسيا” على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، حيث أن الصفحة تساهم في دعم المغاربة المتواجدين هناك، وتواكب جميع مستجداتهم.

عن موقع اليوم 24

Google+ Google+