الخميس، 26 دجنبر 2024 12:54

أجانب لم يرحلوا عن طنجة خلال 'موسم الهجرة إلى الشمال'

الأربعاء, 11 مارس 2015

عرف عقد الستينات وحتى السبعينات في طنجة هجرة عدد كبير من الأجانب إلى بلدانهم الأصلية بعدما تيقنوا أن جاذبية طنجة الدولية قد انتهت وأن طنجة الأمس ليس هي طنجة اليوم، اليوم الذي بدأ ببزوغ فجر الاستقلال.

وترجع في الغالب أسباب رحيل الأجانب عن طنجة بعد "عشرة عمر" طويلة على هذه الارض الفريدة، إلى أسباب لها علاقة بعالم المال والأعمال بعد تغير القوانين التي كانت سائدة في طنجة الدولية والعمل بقوانين أخرى "مغربية" قلصت من حرية المعاملات التجارية، وحتى حرية الأجنبي في العيش كما كان عليه الحال في السابق.

لكن من يعتقد أن جميع اجانب طنجة حملوا حقائبهم بعد الاستقلال ورحلوا، فإنهم مخطئون في هذا الأمر، بل عدد مهم منهم قرر البقاء والتكيف مع التغيرات التي طرأت على المدينة حتى صار لهم هنا أبناء وأحفاد يتكلمون بلغتهم الأصلية والدارجة "الطنجاوية".

التقت "طنجة 24" بشابة من أصول اسبانية تدعى "ماريا باتيستا" 23 سنة (الصورة أعلاه) ، جاءت أسرتها إلى طنجة في وقت مبكر قبل الحماية الدولية، وهنا ولد أبويها وازدادت هي في طنجة وتتكلم بالاسبانية والدارجة، وترى نفسها "طنجاوية" بدون شوائب.

تقول ماريا أن أسرتها – التي صار عدد أفرادها كبيرا الآن- كلهم يرون أنفسهم طنجاويون وأبناء هذه المدينة رغم كونهم إسبان ويعيشون جلهم في هذه المدينة ببطاقة الإقامة، وأغلبهم –تضيف ماريا- لديه رغبة في الاستمرار في العيش بطنجة إلى الأبد كما هو الحال معها.

وبخصوص سبب بقاء أسرتها في طنجة بعد الاستقلال، تقول ماريا، أن أسرتها تعد من الأسر العريقة التي استوطنت شمال المغرب (جدتها ولدت بالقصر الكبير)، وعندما حل الاستقلال كان أغلب أفراد أسرتها يرون في طنجة مدينتهم الأصلية وليس هناك ما يدعوهم إلى الرحيل عنها، كما لم يكن هناك أي شيء ينتظرهم في اسبانيا.

وبشأن عمل أفراد أسرتها بالقنصلية الاسبانية التي قد يكون من الاسباب التي أجبرت أسرتها على البقاء، صرحت ماريا، أن هذا السبب ليس من الأسباب القوية، بل أن عددا كبيرا من أفراد أسرتها يعملون في مهن أخرى قرروا البقاء في طنجة، كما أنها حسب قولها تعرف العديد من الاسر الاسبانية التي بقيت في طنجة بدون أسباب قوية تجبرهم على البقاء في طنجة عدا سبب واحد وهو اعتقادهم القوي أنهم طنجاويون وأبناء هذه المدينة.

وحياة هذه الشابة – التي بالمناسبة، أسرتها تربطها قرابة بأسرة السيدة الاسبانية التي بنت مسرح سيرفانطيس الشهير بطنجة – في علاقتها بالمغاربة "الأصليين" كما تصرح، لا ترى نفسها تختلف عنهم في شيء، كما أنها لا يمكن أن تتحدث عن الاندماج حسب قولها، لأنها لم تشعر أنها غريبة يوما ما عن باقي "الطنجاويين".

وأنهت ماريا باتيستا كلامها بالحديث عن عدد مهم، - دون معرفة الرقم الحقيقي- من الاسبان والأجانب الاخرين الذين لم يرحلوا عن طنجة في "موسم الهجرة إلى الشمال" وقرروا البقاء في هذه المدينة لاعتقادهم الراسخ بأنهم أبناء هذه طنجة، وكذلك سيظلون إلى الأبد.

عن موقع طنجة 24

Google+ Google+