في تجاوز للصورة النمطية للمهاجر الذي يستقر ببلد المهجر، أصر الشاعر المغربي محمد همزان، ابن مدينة تيزنيت المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية، على خوض رحلة شعرية يسائل خلالها اللغة في تجربة عقد من الزمن، تجربة الكتابة المغتربة باللسان العربي، من خلال إصدار ديوانه الشعري الموسوم بـ"يوميات الوجد والغربة" عن مؤسسة دار الرحاب الحديثة (لبنان).
ويرى همزان، الذي تخرّج من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهـر بأكادير، تخصص اللغة العربية وآدابها، أن إصدار ديوانه "يوميات الوجد والغربة" نقلة نوعية من الإحساس بالهوية وتعويض النقص الذي سببته الهجرة في الابتعاد عن عوالم ألسنية متعددة في الوطن الأم المغرب إلى نوع من التآلف والتآزر اللغوي والثقافي متعدد الاثنيات والأعراق والمستويات الاجتماعية والمعيشية والدينية.
وبالنسبة إلى هذا الشاعر، فإن الكتابة كفلسفة حاضرة في عمق الديوان هي نقل روح الوطن إلى جسد الانتماء المادي في قالب اللغة العربية؛ وهي نوع من تحدي اللغة الداخلية لكشف ذاتي وجداني للعشق الممتد في الكيان حسب التطورات التي مرت منها الذات الكاتبة والشاعرة.
و"يوميات الوجد والغربة" هي كشف فني وأثرية لغوية، يبقى الشعر الذي تتضمنه القصائد المكتوبة في بطنه بالأجزاء الأربعة سر الحضور والتفاعل مع الحياة والعشق والوجد والاغتراب والنَّاس والعناصر.. وهو سر لغته ومبلغ فنيته وغاية مقصده.
وتستمر رحلة الشاعر مع دواوين قيد الدراسة للطبع كـ"الفراشة تنتحر" و"كلام في حضرة العاشق"، وأعمال ومشاريع أخرى باللغة الأمازيغية ما زالت مخطوطة.
عن موقع هسبريس