الجمعة، 27 دجنبر 2024 08:04

مغاربة أمريكا يتوقون إلى إنعاش العلاقات بين الرباط وواشنطن

الجمعة, 21 أبريل 2017

في الولايات المتحدة يعيش أزيد من 150 ألف مغربي من مختلف الأجيال التي هاجرت إلى بلاد "العام سام"، منهم 30 ألفا في ولاية فلوريدا وحدها، فيما يرتقب أن يصل العدد إلى نصف مليون في أفق 2020، وفق الإحصاءات الرسمية الأمريكية.

ومع تسجيل تفاوت في مستويات الاندماج داخل المجتمع الأمريكي المختلط الأجناس والأعراق، يتوق أبناء الجالية المغربية إلى تنشيط فعال للعلاقات بين الرباط وواشنطن، من شأنه أن يعود بالنفع المادي واللامادي عليهم، خاصة مع التحديات التي يفرضها نمط العيش في أمريكا والسياسات التي تتبعها إداراتها المتعاقبة، والتي تبقى مثيرة للاهتمام مع إدارة الرئيس الجديد، دونالد ترامب.

دبلوماسية موازية

وبالتزامن مع تواجد الملك محمد السادس، منذ الأسبوع الماضي، رفقة أسرته الملكية في مدينة ميامي، ضمن فترة عطلة صيفية، تعود العلاقات المغربية الأمريكية إلى الواجهة، خاصة أنها تبقى سياسيا مستقرة وأمنيا متقدمة؛ فيما يعول كثيرا على الجانب الاقتصادي، لاعتبار اتفاقية التبادل الحر التي وقعها الطرفان منذ أزيد من 20 عاماً.

وفي مقابل الإطار الرسمي للعلاقات بين البلدين، يعوّل أبناء الجالية المغربية في أمريكا على الدبلوماسية الموازية عبر هيئات المجتمع المدني، التي تأسست من طرف فاعلين وأطر مغاربة لأجل تنشيط صلة الرباط بواشنطن، والحفاظ على جسر موصول مع الوطن وتنشئة الأجيال الجديدة على تاريخ وتراث وثقافة المغرب، دون إغفال تلبية حاجيات أبناء الجالية تجاه بلدهم، خاصة في ما يتصل بتسهيل التنقل والاستثمار.

قبل أيام احتضن المركب الرياضي "AMWAY CENTER" بمدينة أورلاندو الأمريكية النسخة الثانية من "ليلة التراث المغربي"، في إطار شراكة مع دوري "الرابطة الوطنية لكرة السلة" NBA، وهي المبادرة التي جاءت من مشروع نسجه فاعلون من أبناء الجالية المغربية في أمريكا، تحت يافطة "الغرفة التجارية المغربية الأمريكية"، ويرى فيها المنظمون وسيلة من ضمن آخرى لتنشيط العلاقات بين المغرب وأمريكا عبر بوابة المجتمع المدني.

بنخار: شراكة رابح رابح

في هذا الصدد، ترى بهية بنخار، عضو المكتب التنفيذي للغرفة التجارية المغربية الأمريكية التي يوجد مقرها بولاية فلوريدا، أن هذا الدور الموازي مطلوب، مضيفة: "نحاول كفاعلين ومنظمات غير حكومية مدّ الجسور بين المغرب وأمريكا عبر مجالات اشتغال متعددة، منها ما هو اقتصادي، إذ نحاول مساعدة المغاربة على خلق مقاولات صغرى، من خلال الكفاءات التي تضمها الهيئة من خبراء ومحاميين وأطر ورجال أعمال، وعبر خلق شراكات بين فاعلي البلدين. لكننا اكتشفنا أن كل ما هو ثقافي وفني يوصلنا إلى هدفنا بسلاسة".

وتضيف الناطقة الإعلامية باسم الـMACC، في تصريح لهسبريس: "لسنا مؤسسة أو تنظيما سياسيا، فانتماؤنا السياسي الوحيد هو الوطن. وكما قال صاحب الجلالة إنه ينتمي إلى حزب المغرب، فنحن كذلك ننتمي إليه، ويجب على المغاربة أن يتعرفوا عليه داخل الوطن وفي أنحاء العالم"، مضيفة: "هدفنا الأساسي هو التعريف بالمغرب وتراثه، إذ حاولنا عبر الدبلوماسية الموازية أن نساير التوجه الرسمي الذي انفتحت من خلاله المملكة بشكل كبير على السياسة الخارجية في إفريقيا وأوروبا وأمريكا".

"نحاول ألا نقطع الحبل السري بين مغاربة الجيل الثالث والوطن، خاصة أن المغاربة في أمريكا يجدون صعوبة بالغة في زيارة بلدهم، بسبب البعد وغلاء التذاكر"، تضيف الفاعلة المغربية في مجال الإعلام والدبلوماسية الموازيّة، التي أوردت: "يكفي أن أعطيك مثالا.. إذا أرادت أسرة مغربية السفر إلى المغرب من أمريكا فإن ذلك يكلفها 100 ألف درهم، وهو ما توصلنا به من خلال لقاءاتنا هنا مع أفراد الجالية الذين يشتكون كثيرا من هذا المشكل".

والتقطت بهية بنخار إشارة مهمة من خلال السياسة الجديدة للولايات المتحدة في عهد الرئيس الجديد، دونالد ترامب، بالقول إن "له موقفا من المهاجرين والأقليات، ويرى في العرب والمسلمين مخربين وإرهابيين، ونحن نسعى إلى أن نوضح لهذه الإدارة أن هناك مهاجرين منتجين من هذه الفئة وهم الجالية المغربية، القادرة على الاندماج بطريقة سلسة في المجتمع الأمريكي".

وتضيف المتحدثة أن العلاقات التجارية والاقتصادية تبقى من أبرز معالم اشتغال الفاعلين المغاربة في أمريكا، من خلال نموذج الغرفة التجارية المغربية الأمريكية، وزادت: "بحكم العلاقات المتقدمة بين البلدين لا بد من مد جسر حقيقي وأرضية تلاقي الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأمريكان، عبر تفعيل اتفاقية التبادل الحر التي لم نر منها نتائج كبيرة منذ توقيعها"، فيما وجهت رسالة عتاب إلى الحكومات المغربية المتعاقبة بالقول إنها مقصرة في تطوير تلك الاتفاقيات، موردة: "صحيح أن هناك تركيزا على إفريقيا وأوروبا، لكن يجب استغلال الموقع المغربي الجغرافي وحالته السياسية المستقرة.. العلاقة الأمنية والسياسية مع أمريكا جيدة جداً، ومن الضروري استغلال هذا الوضع اقتصاديا".

وترى بهية أن المجتمع المدني همزة وصل مهمة بين البلدين، مضيفة: "الجمعيات المدنية خارج الوطن لها دو جوهري في ربط الجسور بين الدول"، ومشددة على أن تطوير تلك العلاقات المتنوعة، خاصة الاقتصادية منها، سيعود بالنفع على المغرب باعتباره بلداً آمنا، "يتوفر على أرضية لتفعيلها، من حيث اليد العاملة والطفرة الكبيرة في الكفاءات الشابة التي تحتاج إلى وضعها في الإطار الصحيح".

وحول تظاهرة "ليلة التراث المغربي"، توضح بهية قائلة: "أمريكا هي مركز القرار العالمي، وهذا السياق هو من ضمن الأسباب التي دفعتنا إلى اختيارها لتنظيم الحدث.. بدأت الفكرة من داخل MACC بأن عقدنا شراكة مع دوري NBA، الذي يعد من أكبر الدوريات الرياضية في العالم، إذ يتابعه على الأقل 60 مليون مشاهد"، وتابعت: "أقنعنا الدوري وتمكنا من منافسة دول أخرى، وأعجبت الرابطة الأمريكية بملفنا. وبعد نجاح الدورة الأولى رأوا في الحدث نموذجا ناجحا لبرنامجهم التسويقي لكرة السلة الأمريكية في المغرب، أما هدفنا من منطلق مبدأ رابح رابح فكان طبعا وهو التعريف ببلادنا في الأوساط الأمريكية".

 عن موقع هسبريس

Google+ Google+