الخميس، 26 دجنبر 2024 19:02

إيطاليا تحارب التطرف في السجون بالتماس خدمات أئمة مغاربة

الخميس, 13 يوليوز 2017

من أجل محاربة التطرف داخل سجونها، والوقاية من تحّول هذه الأخيرة إلى أرضيات خصبة لانتشار الفكر الإرهابي، اعتمدت إيطاليا على مقاربة جديدة تقوم على مساهمة الأئمة في نشر قيم الإسلام المعتدل داخل المؤسسات السجنية؛ وعلى رأسهم أئمة مغاربة مقيمون بإيطاليا.

الهاشمي ميمون واحد من الأئمة المغاربة المقيمين بإيطاليا الذين يسهرون على تنفيذ هذه المقاربة، بعد أن وقّعت الحكومة الإيطالية في فبراير الماضي اتفاقية تعاون مع الاتحادات الإسلامية النشيطة في البلد، حسب ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس"، مضيفة أن هؤلاء الأئمة يتم اختبارهم جيدا للتأكد من أنهم يتبنون بالفعل "آراء معتدلة".

ونقل المصدر الإعلامي ذاته من داخل أحد السجون الإيطالية الدور الذي يقوم به الإمام المغربي في توجيه عدد من المساجين، وخاصة الذين ينحدرون من الأصول المغاربية، إلى نبذ الأفكار المتطرفة؛ وعلى رأسها "تكفير غير المسلمين، واعتبارهم أعداء من الضروري محاربتهم".

ويتواصل الإمام المغربي المشار إليه بشكل دوري مع عدد من السجناء، ثلاثة منهم مغاربة وثلاثة آخرون تونسيون وآخر صومالي، ويحضرون جلسات لممارسة شعائرهم حرصا من الحكومة الإيطالية على أن تجنب ترويج الخطابات المتطرفة والمحرضة على الإرهاب، وهي واحدة من الإجراءات التي مكنت إيطاليا من تجنب شبح الإرهاب الذي خيّم طيلة السنوات الأخيرة على سماء أوروبا بشكل غير مسبوق.

"عندما أكون أصلي، أنجح في تجنب الأفكار الداعية إلى إيذاء الآخرين"، يقول أحد هؤلاء السجناء من داخل مسجد المؤسسة التي يقوم فيها الإمام المغربي، ضمن عدد من الأئمة الآخرين، بالسهر على الجانب الروحي للمعتقلين.

اعتماد إيطاليا على محاربة التطرف داخل السجون، وتجنب تحولها إلى مكان مشترك لترويج عقيدة الإرهاب، إضافة إلى إلقائها القبض على المتطرفين وترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، كلها خطوات جعلتها تنجح في الضربات الإرهابية التي عانت منها فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا، يبرز المصدر الإعلامي ذاته، مضيفا أن الحكومة الإيطالية بدأت تعتمد مقاربة استباقية في القضاء على هذه الظاهرة.

ويوجد بالسجون الإيطالية عدد مهم من المعتقلين المسلمين؛ فمن أصل ثلث السجناء الأجانب، 42 في المائة من هؤلاء ينحدرون من البلدان الإسلامية، وعلى رأسها المغرب وألبانيا وتونس، حسب آخر تقرير لجمعية "أونتيجون" غير الحكومية، مقابل ذلك هناك 47 إماما موزعين على 200 مؤسسة سجنية يقومون بأدوار كبيرة لتأمين هذه المؤسسات من خطر التطرف.

وسجل المصدر ذاته أن المسؤولين الإيطاليين قلقون من تعرض السجناء للتأثر بالفكر المتطرف، إذا لم يقم الأئمة بزيارات منتظمة لهذه المؤسسات.

عن موقع هسبريس

Google+ Google+