تراجع ملحوظ ذلك الذي سجلته أعداد المهاجرين المغاربة، المتوجهين صوب دول العالم النامي والمتقدم، بما فيها دول أوربا وأمريكا، منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، التي انطلقت عام 2007، إلا أن المغرب ظل أبرز الدول العربية التي تصدر مهاجرين، تختلف دواعي هجرتهم، ما بين العمل والدراسة والعائلة والتجوال.
في تقرير دولي جديد، أصدرته اليوم المنظمة الدولية للتعاون والتنمية الاقتصادية، انتقل عدد المغاربة القاصدين للدول المنظمة التي توصف بالنامية والمتقدمة، (تضم 24 دولة أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة وكندا واليابان وإسرائيل وتركيا وأستراليا والشيلي وكوريا الجنوبية والمكسيك ونيوزيلاندا)، من 152 ألف مغربي عام 2007 إلى 143 ألف في العام 2009، ليصل العدد إلى 112 ألف سنة 2011، قبل أن يستقر منخفضا في رقم 96 ألف مغربي فقط عام 2012.
واحتل المغرب الرتبة 13 عالميا، ضمن 50 دولة التي تصدر مواطنيها قاصدين دولا أجنبية، بنسبة 1،8 %، متصدرا الدول العربية، ومتقدما على الجزائر التي احتلت الرتبة 36، والتي عرفت أيضا انخفاضا في مهاجريها من 43 ألف إلى 40 ألف ما بين 2007 و2012، متبوعة بمصر التي حلت في الرتبة 40 عالميا، رغم أن مواطنيها المهارجين خارج ترابها ارتفع من 25 ألف إلى 35 ألف، خلال الفترة ذاتها.
ومن بين أهم الدول التي هاجر صوبها المغاربة، نجد فرنسا، التي توجه إليها حوالي 20 ألف مغربي خلال الفترة ما بين 2007 و2012، بعد الجزائريين بحوالي 25 ألف شخص، فيما احتل التونسيين الرتبة الثالثة(12 ألف مهاجر)، فيما أشار التقرير أيضا إلى أن غالبية المهاجرين الذين دخلوا التراب الفرنسي قدموا من القارة الافريقية (60%)، أما البقعة الجغرافية الأخرى التي تصدر مهاجرين فهي القارة الآسيوية، تتقدم دولها الصين (7200 شخص) ثم تركيا (6100 مهاجر).
من جهة أخرى، عرف مستوى الهجرة العالمية صوب الدول النامية ارتفاعا خلال العام الماضي، فيما سجلت سنة 2012 ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.1 %، ليصل العدد إلى 4 ملايين مهاجر جديد، حيث تبقى ألمانيا أبرز الدول التي عرفت تدفقا ملحوظا للمهاجرين عبر العالم خلال أربعة أعوام متتالية، فيما عرفت دول أخرى انخفاضا في استقبال مهجارين أجانب على ترابها، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، نظرا لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
واعتبر التقرير المذكور أن الهجرة العائلية سجلت الرقم الأساسي في أعداد المهجارين المتنقلين، وهي الهجرة التي سجلت رغم ذلك انخفاضا عام 2012 بنسبة بلغت 1،7%، خاصة في دول بلجيكا وبريطانيا والبرتغال والولايات المتحدة الاأريكية، فيما انخفضت هجرة العمل بشكل ملحوظ منذ اندلاع أزمة 2007، بنسبة 12% متم عام 2012، في مجموع الدول النامية، و40% داخل المنطقة الصناعية للاتحاد الأوروبي.