الخميس، 04 يوليوز 2024 04:21

هشام كجديبي .. بطل كوَانكِيدُو بالهجرَة يقصد نهائيَات كَأس العالَم

الخميس, 05 فبراير 2015

يعدّ هشام كجديبي اسما بصم على مسار متألق ضمن ممارسَة رياضة الكوانكِيدُو الحربيّة بشمال إيطاليا.. ملفتا إليه الانتباه كاسم أفلحت الممارسة الرياضية في جعله يحقق الاندماج التام ضمن البيئة الأجنبيّة التي اختار الاستقرار بها قادما نحوها من التراب المغربيّ.

هو ابن حي ساحليّ بالعاصمة المغربيّة يرَى طموحات طفولته تتحقّق أمام عينيه بفعل مزاوجته ما بين العمل الجاد والطموحات التي لا تنضب.. وهشام يؤمن صادقا، بفعل مران حياتيّ استمرّ لعِقد ونيف وسط الهجرَة، حتّى الآن، ألّا وجود للمستحيل إلاّ وسط الأذهان التي تفضّل التراخِي.

في يعقوب المنصور

ولد هشام كجديبي بمدينة الرباط في العام 1979، وبها أمضى طفولته ومراهقته، متنقلا في التحصيل الدراسي بين فصول مؤسسة عبد المالك السعدي بشارع الرحمة من حي يعقوب المنصور، ثم إعداية "الشهيد" وثانوية محمّد عبد الكريم الخطابي، وبعدها التحق بكلية الحقوق من جامعة محمد الخامس وأعقبها بتكوين من سنتين في مجال الإعلاميّات.

اقترن مسار هشام أيضا بممارسة رياضة الكوانكيدو، وهو فن حربي صيني فييتنَامِيّ، متأثرا في ذلك بتجربة والده الذي كان من المنخرطين في ممارسة هذا الصنف الرياضيّ.. حيث استهل ذلك تريّضه بقاعة مخصصة لذلك ضمن الطابق الأرضي من بيت الأسرَة، وبعدها طوّر مستواه مع توالي الأيّام.

"تأثرت كثيرا بممارسة والدي لحسن كجديبي، باعتباره إطارا وطنيا ضمن الكوانكيدُو الذي تم تأسيسه على يد الأستاذ فام سوان تونغ، قد كنت أتعامل مع هذه الرياضة باعتبارها تسليّة خلال ساعة من الزمن أتعرّق خلالها، لكن ذلك تطور مع تراكم الحصص، وأدركت بعدها أنّ ممارستي الرياضية يمكن أن تمنحني مهارات بدنية وذهنيّة" يقول هشام ضمن حديثه لهسبريس.

وأفلح كجديبي الابن في نيل عدد من الألقاب الوطنية المغربيّة من خلال انخراطه ضمن منافسات الكوانكيدُو.. كما زاوج بين التداريب التي تلقّاها على أيدي والده وتلك التي تلقاها من لدن المؤسس فَام سوان تونغ الذي قصد المغرب ضمن عدد من المواعيد لإشعاع الممارسة القتالية التي أرسَى دعائمها.

نحو ميلاَنُـو

بعد الفراغ من الدراسة بالمغرب تملكت فكرة الهجرة هشام كجديبي حتّى يستقر بإحدى البلدان الأوروبية، بحثا بذلك عن تجارب جديدة في مجال العمل والأداء الرياضي.. ويقول عن هذا القرار المصيري في حياته: "اخترت الهجرة إلى إيطاليا، تحديدا، بفعل توفري على أصدقاء مغاربة وإيطاليين وسط هذا البلد، إذ ساعدوني من أجل الاستقرار بالعثور على سكن وعمل قار".

ويقر هشام بمواجهته لصعوبات في مستقره الجديد متمثلة، على الخصوص، بعدم إتقان اللغة الإيطاليّة، لكنّه يكشف بأن هذه العرقلة قد غابت عند مداومة الاحتكاك، بشكل متواصل، مع الإيطاليّين.. إذ أفلح في إتقان اللغة مع مرور الأيّام.. تماما كما تغلب على ما وجهه في تحقيق الاندماج ضمن المجتمع الإيطالي وثقافاته بأن تخطّى عقبات واجهت تحقيق هذا المسعى بطريقة تدريجية استلزمت منه سنوات اشتغال بعد التحاقه بإيطاليا عام 2003.

كوَانكِيدُو إيطَالي

يقول هشام كجديبي إن استمرار ممارسته لفن الكوانكِيدُو القتالي بإيطاليا قد كانت غنية من جميع النواحي، رادّا ذلك إلى انتشار التعاطي معه بذات البلد الذي يتوفر على أكبر عدد من ممارسي هذا الفن الحربي على المستوى العالمي، خاصّة وأن المدير التقني الوطني الإيطالي، روبيرتو فيزمَارَا، حائز على الحزام الأسود ضمن درجته السابعة.

ويضيف ذات المغربي: "غنى تجربتي الرياضية بإيطاليا راجع إلى كون المنظمة الوطنية للكوانكيدو تنظم دورات تكوين ومنافسات وتدريبات بوتيرة شهرية متسارعة، وذلك وفق برمجة سنوية مستمرة لا تنقطع لأي سبب من الأسباب".. ويسترسل: "لاقتني، بادئ الامر، صعوبات في التأقلم مع الممارسين هنا، لكن مواظبتي على ذلك، وإصراري تجاه تحقيق تحقيق ذاتي الرياضيّة، جعلتني أتمكّن من النجاح".

يمارس كجديبي، حاليا، بناد للكوانكيدو ضمن مدينة فيدجِيفَانُو، بضواحي ميلانو، وسط شريحة ممارسين كبيرة من إيطاليين وأجانب، حيث أصبح ذات الفضاء الرياضي باحة لتوحيد الكل بعيدا عن تصنيفات الأصل واللغة والثقافة.. وبذات النادي يعمل هشام مساعدا للمدرب، وهو موقع يمكنه من رفع مستوى تجربته الرياضيّة والإنسانيّة، كما يعدّ حكما وطني إيطاليا ضمن المنظمة الوطنية للكوانكيدُو.

إلى كأس العالم

يقرّ هشام كجديبي برضاه عن مساره الرياضي وسط الهجرة، خاصّة وأنه راكم تجربة دوليّة على أعلى المستويات.. ويضيف بشأن ذلك: "أطمح للمشاركة ضمن نهائيات كأس العالم المنتظر بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، هذا العام خلال شهر أبريل المقبل، وأبتغي الحصول على مرتبة تشرف المغرب والمغاربة وتحترم ممارستي للكوانكيدُو على مدَى عقود.

ويرَى ذات الرياضي المغربي الشاب، وفق ما أورده ضمن لقائه بهسبريس وسط مدينة ميلانو الإيطاليّة، أن الطاقات المغربيّة المنتشرة عبر ربوع العالم، كما نظيرتها المتواجدة بأرض الوطن، قادرة على تحقيق التألقات عند إتاحة الفرص أمامها واحترام قدراتها في الكدّ والجدّ.

وقرنا لذات الفكرة بمجال الهجرة يقول هشام: "التحصل على فرص في العمل واكتساب التجارب بالمغرب يمكن ان يغني عن الهجرة ، أمّا إن اقترنت التسهيلات بتنقلات خارج المملكة فأنا أرى أنه لا ينبغي إهدارها بالمرة، خاصة وأن الاغتراب يرفع سرعة التعلّم لدى المقدمين على تغيير فضاءات العيش.. وتجربتي هي منطلقي في هذا الرأي بحكم ما حققته رياضيا".

عن موقع هسبريس

مختارات

Google+ Google+