عملٌ غير قَار يرتهنُ بمواسم الجني، وبعدٌ عن الأهل لا يتأتَّى معه الاستقرار، ثمَّ إيواء في مساكن قاسية تكتظُّ بالفلاحِين، ذلكَ بعضٌ مما يكابدهُ مهاجرُون مغاربة في إسبانيا، اضطرَّتهم الأزمة الاقتصاديَّة التي لا زالت البلاد تئنُّ تحت وطأتها، إلى أنْ يشتغلُوا عمَّالًا موسميِّين، ما دفعَ نقابة الـCCOO الإسبانيَّة إلى الإعراب عن قلقها إزاء الوضع.
النقابة الإسبانيَّة طالبتْ بتفقد وضع العمال الموسميِّين في منطقة "أرينالِيسْ" فِي سانْ كريكوريُو، وإيفاد لجان تفتيش لمراقبة مدى احترام الشروط المفترضة للعمَّال في المنطقة، فيما قال المدير الإقليمي لفيدراليَّة الفلاحة والزراعة بسيودَادْ ريَّالْ، ديميتريُو مينوزْ، إن العمال المغاربة، يسكنُون مساكنَ جد مكتظة.
ويضيفُ المتحدث أنَّ مَّالًا مغاربة لا يستفيدُون من الضمان الاجتماعي، كما قدْ لا يجري التصريح بأيَّام العمل التي قضوها بشكلٍ فعلي في المنطقة، مضطرِّين في ذلك بسبب عدم وجود بديلٍ أفضل على مستوى سُوق الشغل الإسبانيَّة، دُون الحديث عن قسوة العمل، وما يتطلبهُ من جهدٍ مظنٍ.
الفلاحُون المغاربة يقبلون على جني البطِّيخ الأصفر في البلدة الإسبانيَّة، حيثُ يزرعُ نحو ثلاثين فلاحا زهاء 3.5 مليون غرس، مساهمِين بذلك في رفع عدد أيَّام العمل، وإنْ لمْ يكونوا يمنحُون العامل عنْ يوم كامل من الشغل سوى 27 أورُو.
وبحسب المصدر ذاته، فإنَّ الظروف التي يعيشُ بها العمال المغاربة، قدْ تؤثرُ سلبًا على صحتهم، بسبب المساكن التي يمكثُون بها في موسم الجني، بالنظر إلى نزوعهم نحو التقتِير من أجورهم الهزيلة. فيما تتفاقم مآسي العمال الموسميِّين جراء وجُود وسطاء يتولون جلبهم إلى الضيع الفلاحيَّة، ويشترطُون الحصُول على مقابل من الرواتب التي يتلقونها نظير إرشادهم إلى العمل.
في غضون ذلك، تشيرُ أرقام وزارة الشغل الإسبانيَّة إلى أنَّ معدل البطالة في البلاد يشهدُ هبوطًا منذُ أشهر، حيثُ خرجَ من ركب العاطلِين عن العمل أزيد منْ 117 ألفًا. بيد أنَّ تراجع عدد المسجلِين بين العاطلِين عن العمل، لا يعنِي أنَّ البطالة لمْ تعد في مستوى مرتفع بإسبانيا، إذْ لا زالت تلامسُ 23.78 في المائة، بحسب المعهد الوطنِي للإحصاء.