تواصل المغربيات الحاملات للجنسية الفرنسية بلوغ أعلى المناصب في الجمهورية، آخرهن رانية بلكاهية، التي تقرر تعيينها، بداية الأسبوع الحالي، عضوا في المجلس الوطني الرقمي بفرنسا الذي يضم نخبة من العاملين في القطاع الرقمي والإلكتروني، ويعد من بين المؤسسات الاستشارية الفرنسية التي يعهد إليها بتقديم أجوبة عن الأسئلة المطروحة في الميدان الرقمي، وتحديد التوجهات التي على الحكومة الفرنسية اتباعها.
رانية بلكاهية تشغل منصب مديرة عامة لشركة "Afrimarket"، العاملة في مجال تحويل الأموال من أوروبا إلى القارة الإفريقية، والتي تشتغل، بشكل أساسي، مع المهاجرين الذين لهم أوصول إفريقية. الشابة المغربية جاءت بتصور جديد لتحويل الأموال؛ فعوض أن يتحمل المهاجر النفقات المرتفعة للتحويل، فإن رانية توصلت إلى حل يقوم على أن المهاجر يحدد المواد التي يريد أن يشتريها أهله في بلد المهجر ويؤدي ثمنها، وما على عائلته إلا أن تذهب للحصول عليها من المحلات التجارية الشريكة لمؤسسة "Afrimarket".
رانية رأت النور في الدار البيضاء من عائلة تشتغل في مجال الأعمال، ذلك أن والديها هما مديران لمؤسسات خاصة. عاشت في المغرب إلى سن 17، وانتقلت إلى فرنسا من أجل استكمال دراستها في مجال الاتصالات في مدرسة "ParisTech" المرموقة، وبعدها في مدرسة "HEM" للتجارة والتدبير.
مباشرة بعد تأسيس مشروعها الخاص، فازت رانية بالعديد من الجوائز. فخلال عام 2014 تم اختيارها ضمن 30 امرأة أكثر إبداعا في المجال الرقمي، وفي أبريل من العام الماضي حازت على جائزة "Impact2"، بمناسبة المنتدى العالمي للمقاولات الاجتماعية الذي تم تنظيمه في العاصمة الفرنسية باريس.
وبعد مرور ثلاث سنوات على تأسيس مشروعها، باتت شركة رانية بلكاهية تعمل مع أزيد من 250 متجرا ومركزا تجاريا في العديد من الدول الإفريقية؛ من بينها الكاميرون ومالي والسنغال، وتسعى الشركة، حاليا، إلى دخول الأسواق المغاربية.
الشابة المغربية تؤكد أن مشروعها يهدف إلى حماية المهاجرين من النصب الذي قد يتعرضون له عندما يلجؤون إلى القطاع غير المهيكل لتحويل الأموال، فمبدأ مؤسستها بسيط؛ وهو أنه مباشرة بعد حصول ذوي المهاجر على المنتجات التي اقتناها لهم عن بعد، يتوصل برسالة عبر هاتفه النقال تبلغه أن نسبة عمولة الشركة 5 بالمائة من مجموع المبلغ المحول.