اليمين الشعبوي يحقق اختراقا في الانتخابات الاقليمية في ألمانيا

الإثنين, 14 مارس 2016

تلقى المحافظون برئاسة المستشارة انغلا ميركل صفعة يوم الاحد في الانتخابات الاقليمية بثلاث مقاطعات على خلفية قلق الالمان من سياسة فتح الأبواب للمهاجرين، في حين حقق الشعبويون في حزب "البديل من اجل المانيا" اختراقا كبيرا.

واظهرت توقعات للتلفزيونات الالمانية العامة على اساس نتائج اولية ان المحافظين بقيادة ميركل هزموا خصوصا في معقلهم التاريخي بادن-فورتمبرغ (غرب) حيث يتوقع أن ينالوا 27,5% من الاصوات مقابل 32,3% لحزب الخضر، وذلك بعد حملة انتخابية هيمن عليها قلق الالمان من تدفق اللاجئين.

وفي مقاطعة ساكسن-انهالت التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية، سيصبح حزب "البديل من اجل المانيا" القوة السياسية الاقليمية الثانية مع 23% من الأصوات.

وسيواصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي يرفض اي تحالف مع "البديل من أجل المانيا" حكم هذه المنطقة. ويتوقع ان يحصل فيها على نحو 29% من الاصوات.

وفي رينانيا-بالاتينات، لم تحقق نائبة رئيس الاتحاد المسيحي الديموقراطي الطموحة جوليا كلوكنير التي نات بنفسها عن سياسة ميركل في ملف اللاجئين، فوزا في هذه المنطقة التي سيظل يهيمن عليها الاشتراكيون الديموقراطيون.

وسيحصل الاتحاد المسيحي الديموقراطي في هذه المقاطعة على 32,5% من الاصوات مقابل 37,5% للاشتراكيين الديموقراطيين.

وفي اول تعليق على هذه النتائج، أعرب جورج موثين وهو أحد رئيسي حزب "البديل من اجل المانيا" عن "فرحته" بهذه النتائج مؤكدا ان حزبه المناهض للهجرة "ليس عنصريا ولن يكون عنصريا أبدا".

وكان نحو 13 مليون ناخب دعوا للإدلاء بأصواتهم في بلد يسوده القلق منذ ان فتحت ميركل ابواب المانيا لاكثر من مليون لاجىء عام 2015.

وتجنبا لنكسة مريرة جدا بالنسبة الى الاتحاد المسيحي الديموقراطي، كثفت ميركل التجمعات الانتخابية مركزة على ازمة المهاجرين التي خلطت الاوراق السياسية وهددت صورتها للمرة الاولى منذ توليها الحكم قبل عشرة اعوام.

وشددت على ان "واجب" اللاجئين هو الاندماج، لافتة الى ان الحلول الاوروبية الموعودة منذ أشهر ستقلص اعداد المهاجرين الذين يجازفون بحياتهم للوصول الى شمال اوروبا.

غليان

وتعيش المانيا حال غليان منذ ان فتحت ابوابها في العام 2015 لاكثر من مليون طالب لجوء، خصوصا لسوريين هاربين من جحيم الحرب على متن قوارب متهالكة للوصول الى الاتحاد الاوروبي.

ومع اندلاع حرائق في مراكز ايواء اللاجئين، ومجتمع مصدوم باعتداءات جنسية اتهم مهاجرون بارتكابها في كولونيا، يبدو ان الالمان الذين استقبلوا اللاجئين في بادئ الامر بالترحاب، باتوا مربكين. وهناك عدد متزايد منهم يتجه نحو اليمين الشعبوي.

وكانت استطلاعات الراي توقعت فوز حزب "البديل من اجل المانيا" المناهض لليورو والذي أنشئ قبل ثلاث سنوات، ب`18 الى 19% من نوايا الاصوات.

ويعتبر ارتفاع أسهم هذا الحزب سيناريو غير مسبوق منذ العام 1945 في بلد يبحث دائما عن المثالية الاخلاقية بعد الرعب النازي.

لكن الاحزاب التقليدية ترفض اي تعاون مع هذا الحزب بوصفه "عارا على المانيا", وفق ما قال وزير المال الالماني, رغم ان مهمة "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" والاشتراكيين الديموقراطيين لجهة تشكيل تحالفات اقليمية قابلة للاستمرار ستكون صعبة.

غير ان ميركل واثقة بان نفوذ حزب "البديل من اجل المانيا" سينحسر ما ان تحل ازمة المهاجرين.

ويرى عدد من المحللين السياسيين ان ميركل تبقى على الرغم من الاصوات المعارضة لها, الاقوى سياسيا في غياب منافس قادر على هزيمتها.

عن وكالة الانباء الفرنسية

«أبريل 2024»
اثنينثلاثاءالأربعاءخميسجمعةسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
Google+ Google+