السبت، 06 يوليوز 2024 04:31

أعلنت الحكومة الفرنسية اليوم الخميس أن المرسوم الخاص بشروط تسوية وضعية المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية في فرنسا، سينشر في شتنبر المقبل.

وقال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان آلان فيدالي في رده على سؤال في مجلس الشيوخ إن وزير الداخلية مانويل فالس سيجري استشارة "واسعة في الأسابيع القادمة" مع النقابات والجمعيات والمنظمات المهتمة بالموضوع، موضحا أن هذا العمل سينتج عنه إصدار مرسوم في شهر شتنبر.

وصرح فيدالي بأن شروط تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين ستكون وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في حملته الانتخابية اي "موضوعية وشفافة ومطبقة في جميع أنحاء فرنسا"، مضيفا "سيدرس كل ملف بصفة فردية".

وأشار الوزير إلى ان الشروط للحصول على بطاقة إقامة في فرنسا هي "التواجد في فرنسا والعمل ودراسة الأطفال والروابط العائلية" وان الهدف هو "وضع حد لاي تعسف"،مؤكدا أكد ان "الاجانب الذين لا تنطبق عليهم الشروط سيبعدون (من فرنسا) مع احترام حقوقهم وكرامتهم".

13-07-2012

المصدر/ بتصرف عن وكالة الأنباء الفرنسية

دعا تقرير أصدرته المنظمة المغربية لحقوق الإنسان حول "وضعية المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء في السجون المغربية"٬ إلى إيلاء أهمية أكبر لخصوصياتهم الثقافية والدينية والإثنية.

وسجل تقرير المنظمة٬ الذي تم تقديمه خلال ندوة صحفية أمس الخميس بالرباط٬ أن هؤلاء المهاجرين يستفيدون من نفس الحقوق المخولة للسجناء المغاربة بمختلف سجون المملكة٬ وإن "كانت هذه الفئة تحتاج إلى عناية خاصة اعتبارا لخاصياتها الدينية والإثنية والثقافية"٬ مضيفا أن أغلبية مواطني بلدان إفريقيا جنوب الصحراء نزلاء المؤسسات السجنية المغربية يؤكدون تلقيهم معاملة جيدة من طرف موظفي هذه المؤسسات.

واستند التقرير٬ في رصده لواقع المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء بالسجون المغربية٬ على معطيات تشير إلى أن المملكة شهدت٬ باعتبارها حلقة وصل أساسية بين القارتين الأوروبية والإفريقية٬ تدفقا غير مسبوق لهؤلاء المهاجرين مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي٬ وذلك اعتبارا للعلاقات الجيدة التي ما فتئت تجمع المملكة بعدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وأكدت المنظمة٬ بالخصوص٬ على ضرورة تعزيز ضمانات حماية حقوق الإنسان في المؤسسات السجنية وتوفير المصاحبة القانونية اللازمة من خلال توكيل المحامين والمترجمين المؤهلين٬ مشددة على أهمية دعم القدرات اللغوية للموظفين بالمؤسسات السجنية٬ لاسيما اللغة الإنجليزية٬ وذلك بغية تمكينهم من الفهم الجيد للمهاجرين واستيعاب مشاكلهم.

كما دعا التقرير إلى بلورة برامج تكوين ملائمة تلبي حاجيات السجناء المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء٬ مما يتيح اندماجهم الفعلي٬ مشيرة إلى ضرورة تعزيز الترسانة القانونية التي تنظم إقامة وعبور مواطني إفريقيا جنوب الصحراء من المغرب.

ودعت المنظمة٬ من جهة أخرى٬ إلى إبرام اتفاقيات شراكة مع المجتمع المدني من أجل تحسيس المساجين (مغاربة وأجانب) بحقوقهم وواجباتهم بالمؤسسات السجنية على ضوء القانون الوطني والدستور الجديد ومختلف الاتفاقيات الدولية٬ مشيدة بأوجه التقدم التي حققتها الإدارة السجنية في هذا الصدد.

وحسب التقرير٬ فإنه نتيجة للمراقبة المشددة التي أصبحت تفرضها السلطات الأمنية المغربية على المعابر الحدودية٬ أضحى جزء كبير من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين يتخذون المغرب كبلد استقرار نتيجة لإخفاقهم في العبور إلى أوروبا٬ مشيرا٬ من جهة أخرى٬ إلى أن مراقبة هذه التدفقات مكنت السلطات الأمنية من تفكيك عدد من المنظمات الإجرامية وشبكات التهريب التي تضم مهاجرين من جنوب الصحراء.

وسجلت المنظمة أن ما بين 12 و20 ألف مهاجر من جنوب الصحراء يستقرون حاليا في المغرب٬ بعضهم منذ شهور والبعض الآخر منذ سنوات٬ وذلك في ظروف سوسيو- اقتصادية تتسم بالفقر والهشاشة٬ مما جعل وضعيتهم قضية ذات أهمية بالغة بالنسبة للحكومة المغربية ومجموع دول الاتحاد الأوروبي.

وأشارت المنظمة المغربية لحقوق الإنسان٬ التي اعتمدت في إعدادها للتقرير على زيارة 6 سجون بمختلف مناطق المملكة٬ إلى أن المغرب أضحى يتوفر منذ سنة 2003 على ترسانة من القوانين التي تضبط ولوج الأجانب وإقامتهم على أراضيه٬ كما عمل على تكثيف التعاون مع الجارة إسبانيا٬ وذلك من خلال مراقبة مشتركة للحدود الساحلية وتبادل مكثف للمعلومات بهذا الخصوص.

ولاحظ التقرير أن "الوضعية الهشة"٬ التي غالبا ما يعيشها مهاجرو إفريقيا جنوب الصحراء ببلد الاستقبال٬ "تجعلهم يقعون في براثن الانحراف والممارسات غير المشروعة"٬ وذلك سعيا إلى التوفر على الوسائل التي تمكنهم من بلوغ حلمهم المتمثل في العبور إلى الضفة الأخرى.

وسجل التقرير الظروف الجيدة التي استجوب فيها أعضاء مجموعة البحث هؤلاء السجناء والتي مكنت من الوقوف على مختلف تطلعاتهم وحاجياتهم الأساسية٬ وذلك بفضل الظروف الجيدة والتسهيلات التي وفرتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج٬ مشيرا إلى أن عدد المستجوبين بلغ 84 رجلا و6 نساء.

وحسب التقرير فإن المهاجرين المستجوبين ينحدرون٬ على الخصوص٬ من بلدان نيجيريا وغينيا كوناكري وليبيريا٬ وذلك بالنظر إلى أعمال العنف والوضعية الأمنية السيئة التي تسود هذه البلدان٬ موضحا أن متوسط سن المهاجرين الذين يتواجدون بمختلف المؤسسات السجنية المغربية يناهز 32 سنة ويتوفر أغلبهم على مستوى تعليمي إعدادي أو ثانوي.

وتوقف التقرير عند التغذية الجيدة الممنوحة لهؤلاء السجناء٬ ولاحظ أن "الكثير منهم يطالب بنظام غذائي يأخذ بعين الاعتبار خاصيات المطبخ الإفريقي"٬ مشيرا إلى الولوج المنصف للخدمات الطبية والحق في عيادة الطبيب والحصول على الأدوية٬ كما هو الشأن بالنسبة لباقي السجناء٬ إلى جانب الاستفادة من التكوين والحق في ممارسة شتى أنواع الرياضات.

13-06-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أعلنت مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ ٬ عن افتتاح مركزها للاستقبال بالمحطة البحرية للحسيمة٬ على إثر بدء تشغيل خط بحري جديد يربط بين ميناءي الحسيمة وموتريل (جنوب إسبانيا) ، الذي تم افتتاحه يوم الثلاثاء الماضي.

وكانت أول باخرة تابعة للشركة البحرية الإسبانية "أرماس"٬ التي تؤمن هذا الخط البحري الجديد٬ قد رست صباح أمس الأربعاء بميناء الحسيمة٬ وعلى متنها 36 من أفراد الجالية المغربية و10 سيارات.

ويهدف هذا الخط الجديد الذي تؤمنه باخرة (فولكان دي طيخيدا) يبلغ طولها 120 مترا وتتسع ل 450 مسافرا و100 سيارة٬ إلى تعزيز الربط البحري بين الميناءين٬ المغربي والاسباني٬ بهدف تسهيل عملية عبور أفراد الجالية المغربية المقيمة باسبانيا.

وقد أنشئت شركة (أرماس) البحرية الاسبانية سنة 1941. وتعتبر من بين أهم الشركات البحرية الاسبانية في أرخبيل جزر الكناري والجزيرة الايبيرية.

13-07-2012

المصدر/ بتصرف عن وكالة المغرب العربي للأنباء

يقيم حاليا في بريطانيا خمسة ملايين مهاجر من خارج الإتحاد الأوروبي لتصبح الدولة الثالثة من دول الإتحاد من حيث وجود مهاجرين من خارج دول الإتحاد بعد المانيا وفرنسا حسبما كشفته هيئة الإحصاء الأوربية "يوروستات".

وذكرت صحيفة "ذا تيليجراف" نقلا عن تقرير صادر عن الهيئة يوم أمس الخميس أن 3ر2 مليون مهاجر من دول الإتحاد الأوربي يقيمون في بريطانيا.

و كشفت الهيئة أن هذه المعلومات تؤكد أن المهاجرين من خارج دول الإتحاد الأوروبي يشكلون 7 في المائة من السكان في بريطانيا.

13-07-2012

المصدر/ عن وكالة الأنباء الجزائرية

عرف المؤرخ والمستعرب الإسباني برنابي لوبيز غارسيا، أستاذ تاريخ الإسلام المعاصر بالجامعة المستقلة بمدريد، بعلاقاته الوطيدة مع المغرب وقضاياه منذ عقود، فقد بدأ احتكاكه بالشأن المغرب منذ عمل أستاذا للغة الإسبانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ومن تم بدأ انخراطه في دراسة تاريخ المغرب المعاصر حيث أصدر عدة كتاب حول قضية الصحراء والهجرة والانتخابات المغربية.

وقد أصدر برنابي غارسيا قبل سنوات قليلة كتابا جديدا تحت عنوان "المغرب وإسبانيا: تاريخ ضد كل منطق" ظهرت ترجمته العربية في الأسابيع الماضية، قام بها محمد مساري، بدعم من وزارة الثقافة الإسبانية... تتمة المقال

12-07-2012

المصدر/ موقع مسارات

يرتقب أن يتطرق اجتماع اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية المزمع عقده شهر شتنبر المقبل إلى العديد من النقاط ذات الاهتمام المشترك بين البلدين في مجال مراقبة الحدود وتنظيم عملية العبور، كطوابير الانتظار على نقط العبور بمدينة مليلية والمشاكل بين نقطتي العبور مليلية وبني نصار ، كما سيطرح ملف إحباط القوات العمومية المغربية محاولة جماعية للتسلل إلى مليلية مما تسبب في وفاة جدني مغربي... تتمة

12-07-2012

المصدر/ جريدة الأحداث المغربية

أكد وزير التشغيل والتكوين المهني٬ عبد الواحد سوهيل٬ بنيويورك٬ أن ظواهر الهجرة الجديدة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية والمالية الدولية "فاقمت أزمة التشغيل بالمغرب".

وقال الوزير٬ خلال مائدة مستديرة بمقر الأمم المتحدة حول "الشراكة من أجل محاربة أزمة تشغيل الشباب"٬ "بفعل الأزمة الاقتصادية والمالية٬ نعاين اليوم ظاهرتين إحداهما عدم مغادرة المغرب بالنسبة للمواطنين المتضررين من الأزمة٬ والأخرى توافد مواطني إفريقيا جنوب الصحراء والاهتمام المتزايد الذي يبديه مواطنو بلدان الشمال ظنا منهم بإيجاد فرص غير مستغلة كفاية هناك".

وتفاقم هذه الظواهر٬ حسب سوهيل٬ أزمة التشغيل بالمغرب٬ وقد تؤثر سلبا على إنجازات السياسات العمومية الوطنية٬ بجعلها غير ناجعة ولا كافية لامتصاص التدفق الهام للهجرة.

وأوضح الوزير٬ في هذا اللقاء المنظم على هامش الاجتماع السنوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (2-27 يوليوز الجاري) حول مشاكل التشغيل٬ أن "المغرب٬ بفعل موقعه الجغرافي٬ يعتبر في الآن ذاته بلدا مصدرا ومستقبلا للهجرة وللعبور٬ وهي الأشكال الثلاثة للهجرة التي تأثرت بالأزمة وسارعت بتغيرات في سياسات الهجرة لدى بلدان الاستقبال".

وأضاف أن "هذه السياسات تتجه نحو تشديد شروط الاستقبال وزيادة حالات الطرد"٬ مؤكدا أن تحديات التشغيل ومحاربة الهشاشة ينبغي أيضا إعادة التفكير فيها في إطار شراكة عالمية وتشاور وتعاون أفضل على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.

واعتبر أن "هذه الشراكات ينبغي أن تمكن٬ على الخصوص٬ من تفعيل حلول طويلة الأمد لاستئصال الفقر في البلدان النامية والنهوض بمبادئ الاقتصاد الاجتماعي التضامني وضمان الانتقال إلى اقتصاد أخضر واتخاذ إجراءات ملموسة للتعاون في مجال التنمية المستدامة".

وحث على ضرورة تعزيز وإقامة شراكات لتوفير معارف مشتركة متخصصة لتحسين إعداد سياسات تصب في مصلحة تشغيل الشباب على المستوى العالمي.

12-07-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

اختار عدد من الألمان التوجه إلى المغرب والاستقرار فيه، بعضهم جاء للعمل أو لتعلم اللغة العربية، وبعضهم انتقل إلى هنا ليلبي نداء قلبه الذي اختار شريكا مغربيا."أوته" شابة ألمانية تحكي لنا قصتها مع المغرب.

قبل عام من الآن حزمت "أوته"، الشابة الألمانية ذات 26 عاما، حقائبها وتوجهت إلى المغرب، هذه المرة في زيارة طويلة سببها الرئيسي العمل، بعدما كانت زيارتها الأولى سياحية تفقدية للبلد.

ولدت هذه الشابة في مدينة غوتنغن الألمانية و فيها ترعرعت، قبل أن تلتحق بجامعة ماربورغ حيث درست اللسانيات، ثم اشتغلت بمركز للدراسات الشرقية. وهناك بدأت قصتها التي تستكتشف من خلالها تضاريس حياة الناس على حقيقتها في مجتمع مسلم "هناك بدأ اهتمامي بالثقافة العربية و الإسلامية. في ألمانيا نسمع الكثير عن العرب والمسلمين لكننا لا نعرف عنهم الكثير" قبل أن تضيف أن على الأوروبيين عموما الاهتمام أكثر بهذه الثقافة، لأن عدد كبيرا من المهاجرين في القارة العجوز ينتمون إليها".

اعتادت وسائل الإعلام الغربية و العربية على إثارة نقاشات مطولة وسجالات حول قضايا المهاجرين الوافدين من دول العالم الثالث إلى أوروبا و أميركا، والصعوبات التي تواجههم ومشاكل العنصرية والاندماج...لكن يندر أن تتطرق إلى "هجرة معاكسة" لها أيضا تبعتاها ومميزاتها.

"حياتي هنا أصعب بسبب شعري الأشقر"

تعمل أوته مع الوكالة الألمانية لخدمات التبادل التبادل الأكاديمي (DAAD)، واختارت المغرب ضمن ثلاثة بلدان أخرى غير أوروبية، للعمل كمدرسة للغة الألمانية. قبل أن توفدها الوكالة إليه "كان قرارا جيدا، أنا أعرف أوروبا كلها وسافرت لمعظم الدول الأوروبية. أردت ان اكتشف وان أجرِب شيئا جديدا".

تشتغل الشابة الألمانية كمدرسة للغة الألمانية في إحدى الكليات بالرباط، في إطار برنامج تعاون يجمع بين الوكالة الألمانية وجامعة محمد الخامس. وبعد انتهاء مهمتها، سوف تنتقل للعمل في معهد غوته في الرباط.

طقس المغرب انعكس على ما يبدو على هذه الشقراء الألمانية، تبدو حيوية ومرحة، بمزاج مرح تروي مختلف المواقف والمتاعب التي تتعرض لها أحيانا. حتى "الفوضى المغربية" انتقلت إليها، صارت تعبر الطريق دون الانتباه لإشارة أضواء الطريق. وصارت تتعايش مع مختلف العبارات التي يسمعها إياها المتحرشون بها في الشارع. شخصية منفتحة لكنها تفضل أن تلف تفاصيلها بالغموض والكتمان بما يضمن "احترام" حياتها الشخصية.

"التحرش، هو أكثر ما يضايقني"، تجيب أوته ردا على سؤالي حول صعوبات عيشها في المغرب، "حياتي هنا أصعب بسبب لون شعري، الرجال يتحرشون بي لأني أبدو للوهلة الأولى أجنبية" كما أن الصداقة بين الرجل و المرأة أكثر تعقيدا هنا بسبب عدم تفريق كثير من الرجال المغاربة بين المرأة والصديقة".

صعوبات أخرى جعلت أوته تغير "اضطراريا" طريقة عيشها، فهي مثلا لا تستطيع السفر لوحدها لأنه قد يكون في ذلك خطر عليها، كما أنها لم تعد تتجول ليلا لوحدها لنفس السبب، ولا تستطيع أن ترتدي نفس الملابس التي ترتديها في ألمانيا خلال الصيف، "صحيح هناك فتيات هنا يرتدين بشكل مشابه للأوروبيات، لكن الجميع يرمقونني بنظراتهم عندما أرتدي ملابس معينة، المجتمع المغربي محافظ".

"لا أستطيع الزواج بمغربي"

خلال مقامها بالمغرب تعرفت أوته على الكثير من المغاربة، وكونت صداقات مع فتيات وشبان و سافرت لعدة مدن مغربية، اطلعت أيضا على حياة النساء القرويات في بوادي المغرب النائية وسجلت ملاحظاتها الخاصة. "في الرباط الأجواء تقريبا مثل أوروبا، لكن أكثر ما أثارني في بوادي المغرب هو أن النساء يتكلفن بالأدوار والأعمال الشاقة، بينما الرجال لا يقومون بشيء".

بعد عام من الاستقرار في المغرب تمكنت هذه الشابة الشقراء من التوصل إلى حقيقة مفادها "صعوبة" العثور على عريس مغربي مناسب وبالتالي "لا يمكنني الزواج من مغربي"تستنتج. فارس أحلام أوته هو رجل متعلم جيدا ومثقف، سافر كثيرا و منفتح، يعمل، يعيش ويفكر باستقلالية على عائلته بالإضافة إلى أن لا يكون متدينا "كثيرا". هذا النموذج حسب أوته يصعب العثور عليه في المغرب بينما في ألمانيا لدينا "خيارات أكثر".

طيلة الحوارمعها كانت تجيبني تارة بالفرنسية وتارة بعربية متعثرة تمزج بين اللهجة الدارجة المغربية والعربية الفصحى، و أحيانا بالألمانية. اللغة من أبرز الصعوبات التي تواجه أوته في المغرب، لكنها تبدو مصرة على التأقلم مع الوضع. تتعلم منذ سبتمبرأيلول الماضي اللهجة المغربية، بينما توقفت عن تعلم العربية الفصحى التي ستستأنفها بعد أشهر" كان من الصعب أن أتعلم اللهجة المغربية و في نفس الوقت العربية الفصحى، لذا قررت أن أعطي الأولوية للدارجة بما أني أحتاجها أكثر، ورغم محاولاتي للحديث مع المغاربة بلهجتهم لكن معظمهم يجيبونني بالفرنسية بمجرد رؤيتهم لشعري "تقولها وهي تبتسم.

"الألمان يخافون الإسلام"

أمام الصعوبات التي تواجهها أوته، تظهر بالمقابل جوانب إيجابية وتنوع يثير إعجاب الألمانية الشابة. " في المغرب هناك كل شيء...المحافظون المتمسكون بالتقاليد، العصريون، الليبراليون، هذا خليط متميز" ثم تضيف بإعجاب" كل شيء في هذا البلد ممكن وفيه كل الاصناف من الناس". الطقس الجميل، دفء العلاقات الإنسانية هنا، وسهولة التواصل بين الناس، كلها عوامل تسعد أوته وتسهل مهمتها في المغرب.

عن تجربتها في المغرب تقول عموما إنها جيدة، ومكنتها من التعرف على مجتمع جديد "لقد أتيحت لي فرصة التعرف على أنماط عيش جديدة وغريبة عني. مثل هذه التجارب تغير نظرتنا لأنفسنا و للأشياء من حولنا وتغير تقييمنا لأمور كثيرة في حياتنا" .الوطن، الأسرة، الأصدقاء...مفاهيم اتخذت معاني جديدة في حياة هذه "المهاجرة".

ورغم إيجابية هذه التجربة إلا أن القرار صار واضحا" لا يمكنني البقاء هنا لأنني لا استطيع الاندماج هنا مهما فعلت، لغتي بالنسبة للناس غير مفهومة، أنا دائما بارزة وواضحة جدا في الشارع بسبب شكلي المختلف عن الناس، هذا يشعرني بأنني غريبة هنا".ثم يظهر سبب آخر مهم وهو أن "المجتمع المغربي يقوم على مبدأ العائلة وأنا أعيش وحيدة، سيتعين علي الزواج وتأسيس أسرة إن أدرت العيش بشكل طبيعي هنا"، هو تقييمها بعد عام من الاستقرار في المغرب وهو تقييم "قد يتغير بعد عام آخر، الناس قد يغيرون مواقفهم و مشاعرهم مع مرور الوقت"كما تقول.

أوته هي ربما واحدة من الألمان "القلائل" الذين أتيحت لهم فرصة التعرف على مجتمع إسلامي وعلى ثقافة شعبه وتقاليده بشكل معمق، تجربة غيرت أفكار كثيرة في ذهن هذه الشابة الطموحة، لكن الكثيرين من أبناء بلدها مازالوا يحملون صورة "مغلوطة" عن الإسلام والعرب كما تقول."كنت مؤخرا في ألمانيا ومما قرأته في الجرائد هناك، يبدو واضحا أن الألمان لديهم خوف من الإسلام وذلك لأنهم لا يعرفونه جيدا، لكن عليهم أن يفهموه و يتعرفوا عليه جيدا" من أهم دوافع ذلك، تقول، هو أن مستقبل أوربا قد يكون مرتبطا بالدول الإسلامية والعربية التي تشهد الآن أحداث الربيع العربي "كلانا يشهد تغييرات جذرية، الأزمة في أوروبا و في بلدان الربيع العربي لذا علينا أن نتوحد أكثر و نفهم بعضنا البعض".

12-07-2012

المصدر/ شبكة دوتش فيله

Google+ Google+