يضم هذا الكتاب بين دفتيه مجموعة من المقالات والمرسلات الصحفية التي كتبها الراحل محمد باهي، والتي تندرج دمنة تأريخه و وصفه لتجربته ومقامه بالديار الباريسية. فبالرغم من كونها تندرج ضمن الصنف الصحفي الوصفي إلا أنها تحميل في طياتها مجموعة من المواقف والرؤى الفكرية التي تعكس رؤية الكاتب لعصره وللحظة التي كان يعيشها.
يعود الراوي، كما يمكن التنبؤ بذلك، إلى أماكن طفولته، بمدينة مغربية ولد فيها في السنوات التي تلت نهاية الاستعمار. ويتيح هذا التعرج في عالم الذكريات فرصة استحضار بعض النماذج التي تثير تارة الضحك وتارة الشفقة، مثال السيدة كولومير، أرملة ضابط صف، تتمسك ببقايا تافهة ترجع إلى مجد توارى، مثال ميلودة، "الام البيضاء" والفقيه، والدي الراوي، وهما من الأعيان المبجلين.