الجمعة، 05 يوليوز 2024 08:24

وجه وزير التربية الوطنية محمد الوفا، مراسلة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ونواب الوزارة في مختلف المناطق والأقاليم من أجل العمل على تسجيل التلاميذ السوريين في مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي في المغرب... تتمة

17-12-2012

المصدر/ جريدة الخبر

إن كانَ مغاربةُ أوربا يقيمونَ في بلدان واقعةٍ على مرمى حجر من الوطن، ، فإن الأمرَ جد مختلف بالنسبة إلى مغاربة كندَا، الذينَ حلقوا إلى أمريكا الشمالية بحثاً عن حياةٍ أفضل، بعدما تعذرَ عليهم أن يوجدوا موطئ قدمٍ لآمالهم في البلاد، فطولُ المسافة بين المغرب وكندا التي تقاربُ 6000 كيلومتر، وشساعة بلادِ المهجر، تعقدُ كثيراً مهمة العودة سنوياً إلى المغرب لزيارة الأهل، وقلمَا يستطيعُ الواحدُ منهمْ أن يواظبَ على المجيء بانتظام، بسبب غلاء تذاكر الطائرة.

هسبريس رصدت واقع مغاربة كندا من خلال نموذجين اثنين تحدثاَ عن مشاكل الجالية المغربية هناك، معربينَ عن آمالهم في تخفيض الأسعار الملهتبة لتذاكر السفر، فضلاً عن تأمين خطوط جهوية داخلَ كندا، إلى ألبيرتا مثلاً، التي أخذَ المغاربة يتدفقون عليها في السنوات الأخيرة الماضية بصورة ملحوظة.

عزيز...

عزيز الذي كانَ مدركاً لما يعيشه الشبابُ في المغرب من مآس بسبب البطالة، استبقَ الأمور قبل حلولْها أمراً واقعاً، فراح ينقبُ بين صفحات المجلات، وإعلانات الصحف الدولية عن فرصةٍ تلوحُ في الأفق، وبِما أنه كان في السنة الختامية من دراسات الأدب الإنجليزي بجامعة الحسن الثاني في المحمدية عامَ 2007، فقدِ انصبَّ اهتمامهُ على منطقة الخليج بالأساس، ثمَّ الولايات المتحدة، بحكمِ إجادته اللغة الإنجليزية، وإن كانَ أبوهُ قد رفضَ اشتغاله بدولة خليجية بسبب عدم إغراء الراتب، فإنه ما كانَ لهُ إلا أن يذر وشأنه، عندما اتصلت به إحدى الشركات من كندا، وبالتحديد من من منطقة "ألبيرتا إدمنتن".

اتصالُ الشركة بعزيز، وقبوله للعمل بها، جعلَ فرصة العمر ترنُو إليه أكثرَ من أي وقت مضى، مما حدا بهِ إلَى حزم حقيبته والتحليق في أقرب وقت ممكن، بعدماً تكفلت الشركة المستضيفةَ بدفع مصاريف الطائرة والأشهر الأولى للإقامة بكندا، ، حيثُ يعملُ اليومَ مشرفاً على محل تجاري، بمنطقة ألبيرتا، التي تبعدُ بحوالي أربع ساعات على متن الطائرة منَ العاصمة أوتاوا.

 

عزيز قال في حديثٍ لهسبريس، إنَّ كندا أمنت لهُ حياةً كريمة، ورغمَ أنهُ يكتري شقة يسكنُ به وزوجته في انتظار طفلهما القادم ب850 دولاراً للشهر أي حوالي 7 آلاف درهم، إلَّا أنَّ القدرة الشرائية مرتفعة وفقَ ما أكده، حتَّى أن بوسع العامل أن يقومَ بأنشطة كثيرة دونَ أن ينعكسَ ذلكَ سلباً على موارده المالية، عكسَ المغرب، الذي لا تزالُ به الأجور حسبَ عزيز جد متدنية، في الوقت الذي بلغت فيه أسعار الغذاء والمواصلات عنانَ السماء.

وعمَّا إذا كانَ يفكِّرُ في العودة يوماً إلى البلاد، حيثُ لا تزالُ أسرتهُ التي لم يرهَا منذ ثلاث سنوات تقريباً، قالَ عزيز إنَّ الوطنَ يبقَى دائماً في بالِ كل مهاجر، لكنهُ لن يقدمَ على خيارِ العودة ما لم يؤمن بيتاً في المغرب ومشروعاً متوسطاً يضمنُ لهُ العيش الكريم، حتَّى يستطيع وقد حصلَ على الجنسية الكندية أن يقسمَ وقته بين الموطن والمهجر، لأن مستقبل الأبناء يفرضُ الحصولَ على جنسية كندية، وعدم العودة إلى المغرب بخفي حنين، وسطَ وضعٍ تبدو مشاكله معلومةً.

أما المعضلة الكبرَى التي يعاني منها مغاربةُ كندا، حسبَ عزيز، فهي غلاء تذاكر الطائرة التي تربو على 15.000 درهم، بالنسبة إلى من يعملون بمنطقة ألبيرتا إدمنتن غرب كندا، فإن كانَ المجيءُ إلى المغرب لا يستدعي بالنسبة إلى مغاربة "الكيبيك" و"موريال" أكثر من ثمان ساعات على متن الطائرة، فإن مغاربة ألبيرتا يستقلون الطائرة لثمان ساعات كي يصلوا إلى موريال، ليبدؤوا من ثمة رحلةً أخرى إلى المغرب، أي أنَّ الرحلة تستغرقُ إجمالاً خمس عشرة ساعةً من الطيران، وإذا ما تعلقَ الأمر بأسرة وأبناء، يغدو ربُّ الأسرة مضطراً إلى دفع ملايين السنتيمات حتَّى يعودَ بمعيةِ أسرته إلى الوطن كيْ يقضيَ عطلته إلى جانب الأحباب.

جمال..

جمال (اسم مستعار) الذي هاجرَ أيضاً عام 2007 إلى ألبيرتا، أكدَ لهسبريس حجمَ معاناة مغاربة المنطقة مع غلاء التذاكر، سيمَا عبر الخطوط الملكية المغربية، التي أصبحَ الكثيرونَ، يستعيضونَ عن خدماتها بالطيران إلى أوربا ومن ثمة إلى المغرب عبر شركات أخرى، فالتحليق من المغرب إلى موريال بمفرده في شهر دجنبر الجاري على سبيل المثال، إياباً فقط دونَ الذهاب، يكلفُ ما يقارب 8000 درهم، وهوَ السببُ وفقَ ما ذهبَ إليه، في قلة زياراتِ الجالية المغربية المقيمة بكندا للمغرب، فالكثيرونَ منهم، أصبحوا يرسلونَ دعوات إلى الأهل كي يزوروهم في كندَا، بدل المجيء، وتكون المسألة أقلَ تكلفةً إذا ما قورنت بزيارة المغرب رفقةَ الأبناء، مستفيدينَ في ذلكَ من التسهيلات الممنوحة للمهاجرين لاستضافةِ أسرهم في كندا.

جمال الذي ارتبط بسيدة كندية، بعد إسلامهَا، ويعملُ موزعاً للبضائع بألبيرتا، قالَ لهسبريس إنهُ يعيشُ حياةً مستقرة لا يكدر صفوها شيءٌ، ولا يحسُّ باختلافِ كبير، فوالداه كان لديهما شرطٌ وحيد، وهوَ أن تسلمَ الإنسانة التي ارتضاهَا قلبهُ لتكونَ شريكةَ عمره، والحبُّ المكلل بالتفاهم هو أساس نجاح أية علاقة، فرغمَ وجودِ بعضِ الاختلاف في الثقافة بين المغرب وكندا، يبقَى الاندماجُ مسألة ضرورية، سيمَا أن الجالية المغربية لايزالُ حضورهَا ضعيفاً، مقارنة بالجالية اللبنانية أو العربية مثلاً، التي شرعت في الهجرة إلى أمريكا الشمالية منذُ فترة طويلة.

17-12-2012

المصدر/ موقع هيسبريس

لاشيء على الإطلاق كان يؤهل عبد الله سماط٬ هذا الشخص ذو البنية الصغيرة الذي لم يبلغ بعد سن الـ 28 عاما٬ ليحمل وزر تمثيل أجيال ممن سبقوه على رأس جمعية المنجميين السابقين بشمال فرنسا٬ بكل ما أوتي من عزم ومن حرقة الفحم في الجسد كما في الذاكرة.

والحال أن "حياة السي عبد الله تكاد لا تنفصل عن مسار الجمعية التي كان من مؤسسيها والتي ما يزال يرأسها منذ إحداثها في سنة 1989"٬ كما أفاد بذلك خالد العيوض٬ ناشط جمعوي وأحد مخرجي شريط وثائقي بعنوان "الوجوه السوداء تروي قصة الفحم" (2012).

ومن يدري؟ فلربما كانت هذه الشخصية تصر على التخفي عمدا وراء شارب اشتعل شيبا وشعر كث لا ينبئ بعمر صاحبه أو ذاكرة يقظة تنتبه لأدق التواريخ والتفاصيل والأحداث لكي تعاود الهيمنة من جديد على مسار ومصير جمعية أحدثت منذ 23 عاما،. "لا٬ لا٬ لا..." يقول عبد الله مبين٬رئيس قطاع "جينفيليي" التابع لجمعية العمال المغاربيين بفرنسا٬ منتفضا في وجه هذا الافتراض٬ مضيفا أن اسم السيد سماط "ظل يفرض نفسه بالضرورة لكونه محط إجماع بطبيعته٬ ولهذا الاعتبار تحديدا يشغل منصب عضو نشيط بمجلس إدارة جمعية العمال المغاربيين بفرنسا. بل إن السؤال هو ما مصير جمعية المنجميين السابقين بشمال فرنسا بعد السي عبد الله؟".

في أثناء ذلك٬ ظل السيد سماط٬ من وراء نظارتيه السميكتين٬ يتابع الحوار بابتسامة قبل أن يفاجئ الجميع بتساؤل فلسفي٬ وهو يسوي وضعيته على الأريكة :"أليس من الصواب التمسك بالكراسي؟ لكن من أنا؟من أكون؟ وما موضعي في نهاية المطاف؟".

لم يترك المتحدث فراغا للتفكير حين راح يذكر بذات الكلمات التي عبر بها ذات يوم من سنة 2009 حين تسلمه ميدالية "وسام الشرف" الفرنسية : "سوف أشرح لكم الأمر بكل بساطة. إن المسألة شبيهة بمنزل كبير يتضمن حجرات ومطبخا و حجرة للأكل. ولكن لابد للمنزل من رقم يميزه عن الآخرين٬ وما سماط إلا ذلكم الرقم٬ ولو أن الأهم هو المنزل في حد ذاته٬ و أعني هنا الجمعية بالنتيجة".

ولد عبد الله سماط في عائلة متواضعة بمنطقة أولوز (إقليم تارودانت) تتكون من خمسة إخوة٬ في بداية الأربعينيات٬ واضطر لاختيار سنة 1944 كسنة للميلاد بغية٬ كما يقول٬ "استمالة السيد مورا"٬ المشغل الرئيس بمناجم فرنسا آنئذ والذي لم يكن يقبل بأقل من ذوي 22 عاما.

وأردف أن والده٬ المتوفى في سنة 1968٬ عمل ما بوسعه "ليفرض علي ارتياد المدرسة القرآنية لكنني ما كنت أستشعر رغبة بذلك٬ وبعدما كلت جهوده٬ أرسلني إلى أخوي اللذين كانا يشتغلان بمنجم "إيميني" بنواحي وارززات ليفرضا علي عبثا نفس الأمر٬ ليقر قرارهما في آخر المطاف على إرسالي مجددا إلى بلدتي أولوز٬ لكن شريطة الحصول على دراجة هوائية". وكانت تلك بداية ترحال طويل أطلق فيها ساقيه ل"عود الريح" ملؤها هروب متكرر من البيت باتجاه تارودانت كمستخدم بإحدى معاصر الزيتون أو كبائع متجول للسمك انطلاقا من ميناء أكادير أو "كمتعلم" في إصلاح الدراجات بحي بنسركاو بأكادير.

ولم يهدأ بال الفتى حتى حصل ذات يوم من شتنبر 1963 على الكدمة-الشارة "التي طبع بها على صدري السيد مورا كغيري ممن كان مرغوبا فيه من ذوي العضلات من غير دماغ"٬ قبل أن يحط الرحال أخيرا بفرنسا "الإلدورادو٬ بلد الضوء والأنوار والأحلام والاستيهامات التي لا تنتهي."

حين بلوغ قعر الأرض "كان علي أن أبرهن٬ بحكم سني المبكر٬ للآخرين أولا عن اقتداري ورجولتي و أن أوفر دون ذلك ولو قليلا من المال من أجل عائلتي. لكن هيهات، بقدر ما نتحمل المعاناة٬ بقدر ما نألفها" ٬ يواصل السيد سماط بنبرة مريرة لا تخطئها الأذن.

وبعدما أمضى بضع سنوات على هذه الحال٬ عاد "السي عبد الله" ذات يوم إلى بلدته الأصلية حيث لم يتوان٬ إسوة برفاقه في المحنة آنذاك٬ عن استعراض ما ملكت يمينه من يسر٬ قبل أن يعود إلى ذات الحفرة من حيث خرج٬ في سنة 1967٬ بعاهة مستديمة في رجله اليمنى٬ كادت أن تودي به إلى الحتف٬ لولا الألطاف الإلهية.

عن هذه الواقعة المفصلية تحديدا٬ يشرح السيد سماط بلوعة ذات النار التي تحرق أحشاء جميع المنجميين :" لم أكن أفقه في خطاب النقابيين شيئا ولا كنت أرغب بذلك٬ بل هو أمر فرض علي فرضا. لقد أمضيت 22 شهرا طريح الفراش٬ وهاهم يقولون لي: عبد الله الباليزا!!".

وكمن يقطع حبل تفكير اتخذ بحكم الضرورة طبيعة شخصية٬ تدخل السيد عبد الله موبين ليؤكد من موقع الشاهد أن حالة السيد سماط "لم تكن فريدة أو معزولة على اعتبار أن الآلاف منهم تم التخلص منهم ليموتوا في صمت في البلد خلال سنوات 70 و 80 من القرن الماضي".

ولأنهم ظلوا بين فكي كماشة، بحكم موقعهم كمتعاقدين من جهة وظروف اشتغال تفرض عليهم أن يقوموا بأشد الأشغال خطورة، لم تتأخر هذه "الوجوه السوداء التي جرى اختيارها من ضمن الشباب الأميين، ما داموا كانوا يرغبون بعضلات من غير دماغ"٬ في طرح سؤال المصير والمآل، لينفجر أول إضراب بمنطقة "ألزاس لورين" في سنة 1980.

واليوم٬ بعد مضي 30 عاما عن إغلاق المفاحم بشمال فرنسا٬ مازالت جمعية المنجميين السابقين بشمال فرنسا ورئيسها على نفس النهج. " "إنهم يودون التخلص منا، لكننا لم ننس الطريقة غير الإنسانية التي شغلونا بموجبها"، هكذا ينتفض إبراهيم كمن يحكي باسم رفاقه القدامى الرواية المخنوقة لأجيال من الشباب، بعضهم عاد إلى أرض الوطن في سياق برنامج "العودة الطوعية" يعتبره الكثيرون صيغة ملطفة ل "محماد الباليزا !!".

ولا غرو، فقد أبانت تصريحات رئيس الجمعية عن تصميم لا يلين في أفق تحقيق مطالب المنجميين المغاربة بشمال فرنسا بما يضمن لهم حق مواءمة تعويضاتهم بما يتلقاه رفاقهم الفرنسيون و إحقاق تعامل مماثل في ما يرتبط بالامتيازات المتعلقة بحيازة السكن مثلا وتوسيع الحق في المداواة لاسيما بالنظر إلى مخلفات "السيليكوز" و العمل، وهذا هو الأهم، على التفكير في "مخطط اجتماعي ثان"، بالنظر إلى الفشل الذي مني به مخطط التسريح الأول للمنجميين.

كما عمدت الجمعية٬ انطلاقا من اشتغالها على موضوع الذاكرة المنجمية٬ إلى نشر كتابين (2008 و 2010) يتضمنان شهادات حول ذاكرة المناجم والمنجميين المغاربة بشمال فرنسا٬ فضلا عن تأطير لقاءات في ذات السياق مع الكاتب الفرنسي ريكاردو مونتسيرا٬ الذي أحرزت أولى إنتاجاته على ترخيص أولي بالتصوير بإحدى القنوات الفرنسية٬ في انتظار صدور روايته الثانية "حفارو القبور".

ولأنها باتت منشغلة بموضوع الذاكرة بعدما خبت جذوة العمل النقابي٬ فإن الجمعية ممثلة برئيسها لم تتخلف عن الحضور في عدد من المعارك النقابية وطنيا أو دوليا٬ كما لم تخف ميلها إلى الانتصار إلى الإبداع المنجمي كما يشير إلى ذلك دعمها لشريط "البحث عن الكرامة" من إخراج ماري بونار أو لعرض مسرحية "مذكرات منجمي مغربي في نور با دو كالي"٬ من إخراج جوزيت بروتون٬ نائبة رئيس جمعية المنجميين السابقين بشمال فرنسا.

في غضون ذلك٬ لا ينفك الحاج عبد الله سماط٬ عاشق "الرفيسة" التي ألف طعمها من يدي زوجته المراكشية التي دخل "من أجلها السجن اعتباطا في سنة 1973"٬ قبل أن يخلفا ثلاثة أولاد و بنتين٬ عن التشديد على نفس المطلب٬ نفس النداء:"باسم جميع رفاقي ممن ماتوا ضحايا وقرابين للفحم٬ لا تنسوا المنجميين المغاربة بفرنسا حتى لا يعانوا نفس ما كابده قدماء المحاربين من ظلم وضيم".

17-12-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أشارت دراسة ألمانية حديثة إلى أن نسبة المهاجرين الحاصلين على مؤهلات عليا ارتفعت مقارنة مع السابق، ورغم العقبات التي يواجهها الطلبة العرب فإن ألمانيا ما تزال تجتذب الباحثين منهم عن مستوى تعليمي جيد وفرص للعمل.

رامي الدمرداش شاب مصري يعيش في مدينة ماينتس، أتى إلى ألمانيا لإتمام دراساته العليا في مجال الترجمة بعدما درس لمدة سنتين في قسم اللغة الألمانية وآدابها التابع لكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر بالقاهرة. "لطالما اعتبرت أن أي لغة ينبغي أن تدرس في موطنها الأم وبين أهلها"، وهكذا قرر رامي الانتقال إلى ألمانيا للتخصص في علوم الترجمة، وهي الشعبة التي لم تكن متوفرة في مصر.

سبب آخر حفز الشاب المصري على الدراسة في ألمانيا، وهو "سمعة ألمانيا العريقة في مجال التعليم بشقيه النظري والتطبيقي، وهي من أكثر الدول جذباً للعقول في أوروبا، فعدد الطلاب الأجانب حسب إحصائيات 2010 يتجاوز مليوني دارس وباحث، وهذا عدد مهم". ويضيف رامي خلال حديثه لـDWعربية أن الدور السياسي والاقتصادي الهام الذي تلعبه ألمانيا في أوروبا يغري أيضاً الشباب القادمين من الخارج، بالإضافة إلى عامل آخر مهم وهو "التدني النسبي للرسوم الدراسية الجامعية رغم أن هذه النقطة أثارت جدلاً مؤخراً بعد إقرارها في بعض الولايات".

الجامعات الألمانية بوابة العمل

ورغم الصعوبات التي تواجه الطلبة الأجانب في ألمانيا ومن بينها اللغة، فإن نسبة الوافدين للدراسة فيها ارتفع مقارنة بالسنوات الماضية، كما أن نسبة الحاصلين على شهادات عليا من المهاجرين المقيمين في ألمانيا ارتفعت أيضاً، حسب دراسة حديثة نشرها معهد نورنبيرغ لأبحاث سوق العمل والوظائف. فقد ارتفع عدد الحاصلين على مؤهلات عليا من المهاجرين من 30 في المائة في عام 2005 إلى 44 بالمائة في عام 2010. كما أن 58 بالمائة من المشاركين في دروس اللغة الألمانية سنة 2011 اجتازوا امتحان المستوى المتوسط للغة الألمانية بنجاح.

ورغم أن الدراسة تشير إلى أن الوافدين من خارج الاتحاد الأوروبي يواجهون صعوبات أكثر من غيرهم بسبب العوائق الإدارية الرسمية في سوق العمل، إلا أن رامي الذي تخرج حديثاً من جامعة ماينتس، يبدو فخوراً لكونه حاصلاً على شهادة ألمانية، ومتفائلاً بخصوص آفاق العمل هنا. "لا ينبغي أن ننسى القدرة الاستيعابية التي تميز سوق العمل في ألمانيا وهي نتاج لاقتصادها القوي، وإذا أراد المرء العمل هنا، فإن الجامعات الألمانية في العادة هي البوابة التي ينبغي عبورها أولاً خاصة لغير الأوروبيين".

ويعلق رامي على مشاكل الطلاب العرب قائلاً: " صحيح أن هناك صعوبات في البداية، وأهمها باعتقادي اللغة وتمويل الدراسة بالإضافة طبعاً لمشاكل الغربة والاندماج، لكن القوانين الألمانية تسمح للطلاب بالعمل بالموازاة مع الدراسة، كما أنها تسمح لهم بالبحث عن عمل بعد التخرج وهذه أمور إيجابية لا ينبغي إغفالها".

السابقون واللاحقون.. تواصل أم نفور؟

وعن الاختلافات بين الأجيال الأولى من المهاجرين المصريين والطلبة الشباب، يقول رامي إن الكثير من المصريين الذين أتوا للدراسة في ألمانيا لم يتغيروا كثيراً بسبب البيئة المنعزلة التي يعيشون فيها، وكأن الهدف الوحيد الذي جاؤوا من أجله هو الحصول على شهادة، بينما التعلم هو أكثر بكثير من مجرد اجتياز امتحانات".

وفي مدينة بون التقينا بحسن، وهو شاب مغربي يعيش في ألمانيا منذ ست سنوات ويستعد لنيل شهادة الإجازة في مجال تقنيات الطب. جاء إلى هنا بعدما درس الألمانية في المغرب لمدة سنتين، ويقول حسن عن تجربته: "جئت إلى هنا دون تخطيط مسبق، فقط لأني كنت أدرس الألمانية في بلدي، لذا كانت ألمانيا الوجهة الأمثل عندما فكرت في مواصلة الدراسة في الخارج".

ومع ذلك فإن الشاب المغربي واجه صعوبات في بداية مشواره هنا بسبب اللغة لكنه استطاع التأقلم بسرعة مع النظام التعليمي الألماني كما يقول خلال حديثه لـDWعربية: "النظام التعليمي هنا سهل وغير مكثف، اعتبر أن نظام فرنسا مثلاً أكثر صعوبة. فمن أجل الدراسة فيها يجب أن يكون الطالب من المتفوقين في بلده، بينما ألمانيا لا تفرض مثل هذه الشروط".

أما أهم المشاكل باعتقاد لحسن فهي الاختلاف الثقافي وصعوبة الاندماج بالإضافة إلى غياب التوجيه. وعن علاقته بالأجيال السابقة من المهاجرين المغاربة يقول لحسن إن الجيل الأول من المهاجرين المغاربة جاؤوا في ظروف مختلفة عن التي جاء فيها هو، "لم تكن لديهم مستويات ثقافية ولغوية، لقد جاؤوا خصيصاً للعمل، بينما اليوم الجامعة هي الوسيلة الوحيدة للحصول على عمل هنا". ويستطرد قائلاً "نحن جيلان مختلفان كل له وجهته وطريقة تفكيره، أعتقد أن ما يجمعنا هو انتماؤنا لنفس البلد والثقافة".

ألمانيا... وجهة جديدة للطلبة المغاربة

ويبلغ عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا اليوم نحو مليون شخص، أغلبهم من المغرب وتونس وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق، ومن هؤلاء يتوفر حوالي 700 ألف شخص على الجنسية الألمانية.

وتقول صورية مقيت، رئيسة جمعية الكفاءات المغربية في ألمانيا، إن أعداد الطلاب المغاربة المقيمين في ألمانيا بدأت في الارتفاع منذ تسعينات القرن الماضي وهم يحتلون المكانة السابعة بين الطلبة الأجانب في البلاد حسب إحصائيات 2005.

وتعزو مقيت السبب في ذلك إلى إمكانية الحصول على وظيفة والإقامة في ألمانيا بعد إنهاء الدراسة العليا. كما أن مجانية التعليم العالي ومصداقيته خاصة في شرق ألمانيا المعروف بالدراسات التقنية، وسهولة الحصول على التأشيرات... كلها عوامل صارت تجذب الطلبة رغم صعوبات اللغة، كما تقول الخبيرة المغربية في حوار مع DWعربية.

وتضيف: "كل هذه العوامل تجعلهم يفضلون التوجه إلى ألمانيا بدل بلدان الهجرة الكلاسيكية كفرنسا. هذا بالإضافة إلى معطى آخر يتعلق بإمكانية مواصلة دراسات الدكتوراه باللغة الانجليزية في عدد من الجامعات التقنية الألمانية من بينها جامعة ميونخ، ومن الطبيعي أن تلعب كل هذه العوامل لصالح ارتفاع معدل الطلبة الأجانب المؤهلين في ألمانيا".

17-12-2012

المصدر/ شبكة دوتش فيله

اختاروا الرحيل، طوعا أو قسرا، للبحث عن حياة أفضل.. متخذين بذلك خطوة علّها تجعلهم هاربين من بطش البطالة والفقر الذي عمّ غالبية الوطن.. هم جزء من مغاربة أوروبا الذين خالوا القارّة العجوز جنّة تُحلّ بها المشاكل.. إلاّ أنّهم اليوم يعيشون ظروفا أصعب من تلك التي كانوا ضمنها قبل "الهروب الكبير"، وحدها محطّات النقل السككيّ تحصّنهم من البرد والثلوج في هذه الفترة من كل عام.

هم مغاربة غالبيتهم متواجدة خارج المشروعيّة ببلجيكا، لعبت بهم ظروف المغامرة حتّى أضحوا ينتظرون قلوبا وأياد رحيمة توافيهم بالغطاء والغذاء المنشئَين للدفئ والأمل.. وأمام غياب الرعاية الرسميّة، لا من بلد الاستقبال أو الوطن الأمّ، تبقى مبادرات التنظيمات الجمعوية هي الوحيدة التي تنقذ بعضا مما يمكن إنقاذه..

مآوى سريّة بمحطات النقل السككيّ

بزاوية منعزلة وسط المدخل الخلفي للمحطّة الشمالية السككيّة، ببروكسيل، تشكّلت مجموعات، من بينهم عدد غير هيّن من المغاربة.. يخالهم المارة مسافرين ينتظرون حلول قطار ما لقصد وجهتهم، لكنّ الأمر غير ذلك، خصوصا وأنّ بعضهم يبرز إلمامه بتفاصيل الفضاء المتواجد به بشكل يجاري إلمام كل فرد بتفاصيل مسكن اعتاد الإقامة به منذ وقت غير يسير.. البعض من هؤلاء يحرصون على تبادل أطراف الحديث، فيما آخرون استسلموا للنوم، وثلّة تجاري قساوة البرد بارتشاف مشروبات كحوليّة.

المعتادون على استقلال المواصلات من ذات المحطة وحدهم من يعرفون كنه هؤلاء المألوف رصد تنقلهم بين محطات القطار والميترو ببروكسيل.. جواد، وهو الذي يشتغل بجوار ذات المرفق، يقول: "تراهم مجتمعين لتبادل أطراف الحديث قبل أن يتوزعوا على جنبات المحطّة بحثا عن سويعات من النوم.. هؤلاء مشردون ولا يجدون راحتهم إلاّ بهذا الفضاء، ومن بينهم مغاربة أيضا".

عبد الله، وهو البالغ من العمر 38 عاما قضى منها 15 بأوروبا كمهاجر غير نظاميّ حتّى الآن، يقول إنّه يعاني من مرض مزمن وفقد عمله، قبل 3 سنوات، بسبب الأزمة المالية.. "أعيش متنقلا بين محطات القطار والميترو لأنّها الأماكن الوحيدة التي يمكن أن يلاقى بها الأمن والدفء عوضا على الشارع"، ويزيد: "لست الوحيد المتواجد على هذا الحال، بل هناك عدد كبير من المغاربة، وقد ألفنا الالتقاء وسط هذه المحطّات بشكل يوميّ".

"لاقيت الكثير من المغاربة بذات وضعي، وأحاديثنا ترتكز على أوضاعنا الحاليّة زيادة على بعض الذكريات المقترنة بالوطن.. كلامنا لا ينقطع إلاّ بفعل استسلامنا للنوم أو حين تغلق أبواب المحطات من الواحدة بعد منتصف الليل حتّى الرابعة صباحا، وهنا نكون مجبرين على الاختباء من عناصر الأمن الخاص أو المغادرة إلى حين معاودة الافتتاح.. فالمحطّة الشمالية لبروكسيل هي ملاذنا الرئيس ونقطة تجمّع من وجدوا أنفسهم دون مأوى وسط العاصمة الأوروبيّة" يقول عبد الله.

الصراع مع البرد والخوف والمرض

ويورد ذات المتحدّث أن هذه الفترة من السنة "تعدّ مرحلة معاناة وسط غير المتوفرين على مآوى بفعل اشتداد البرد المفضي إلى المرض بفعل الدرجات الخمس التي تنحدر بها الحرارة تحت عتبة الصفر"، صحيح أن الدولة البلجيكية توفر لنا بعض الأماكن للإيواء، لكنّها تبقى بقدرات استيعاب ضعيفة أمام الوافدين، وهذا ما يجعل الكثيرين، من بينهم عبد الله، يلجأون إلى طرقهم الخاصة في التصرّف.

"وضعنا غير النظاميّ يثير مخاوفنا، ونحاول تفادي حملات التفتيش التي تفعّلها الشرطة بحثا عن أمثالنا.. وهذا ما يجعلنا نعيش وسط رعب يلازمنا من الاستيقاظ حتّآ معاودة النوم" يقول عبد الله قبل أن يسترسل: "هناك أيضا بعض الشباب العدوانيّ الذي يقبل بنا ولا بوضعنا، وأتذكّر قبل سنة من الآن كيف أنّ أحدهم حاول حرقنا بعد أن قصد محطّة الميترو للتنقل في حالة سُكر.. أمّا التعرض للسرقة أثناء النوم فقد أضحى أمرا عاديا يطالنا به مجهولون".

محدّثنا يعاني من الاكتئاب إلى درجة تعرضه لنوبات تستلزم تناوله لدواء يبلغ ثمنه 120 أورو للعلبة الواحدة، ومن حسن حظّه أنّ طبيبا مختصّا وافاه بوصفة تجعل المركز العمومي للمساعدة الاجتماعية، الشهير اختصارا بـ CPAS، يمكّنه من العلاج مجّانا.. أمّا احد أصدقائه، وهو الممتنع عن ذكر هوّيته، فيروي كيف تعرضت قدماه لتعفّن بعدما مكث وقتا طويلا دون انزاع حذائه، ما استلزم نقله للمشفى الذي اكتفى بإجراء عملية تطهير للإصابة، فيما عُمد للجوء إلى إمكانيات بعض المحسنين لضمان تطبيب بالأدوية.

قلوب رحيمة

نشطاء من جمعية "la relève asbl"، وهي التي بدأت تحركاتها سنة 2010، يعمدون إلى توزيع الأغذية والأغطية والملابس لمن لا مسكن لهم ببروكسيل.. و يقول زكرياء الحجوي، من ذات التنظيم، إنّ عمليات الدعم تشهد أيضا تمكين ذات الفئة من وجبات غذائية لمرتين في الأسبوع، وأنّ المبادرة أتت من منتمين للجيلين الثاني والثالث للمتأصلين من المغرب.. "نعتمد على إعانات المحسنين إضافة لمقدار مالي شهري نقتطعه من أموالنا الخاصّة، كما نستعين بعرباتنا الذاتية في التحرك، زيادة على توزيع المهام وتسطير نقاط التدخّل" يزيد الحجوي.

وحسب نفس الجمعوي فإنّ تدخل "La relève asbl" يمتدّ إلى حدّ ربط الاتصال مع الإدارة البلجيكيّة، ضمن حالات بعض من غير المتوفرين على مأوى من المستقرين قانونيا فوق التراب الأوروبي، بغية التدخل لدى الفندق الاجتماعي إيواء لعائلات تنام في العراء.. "نحاول خلق التكامل في نطاق الاشتغال هذا، وهناك جمعيات أخرى تقاسمنا نفس الأهداف وتوفر بعضا من أماكن المبيت لهذه الفئة التي تشغَلنا.. من بينها ESG ASBL وAidons les pauvres وLes Généreuses Fourmis".

المساجد.. الحاضرة الغائبة

آخر الإحصائيات تبرز أن عدد المساجد المتواجدة ببلجيكا قد وصل إلى الـ 290، فيما تتوفر ببروكسيل لوحدها 84 منها، ورغما عن ذلك إلاّ أن مساهمات هذه المؤسسات في التعاطي مع ظاهرة الـ "بدون مأوى" تبقى هزيلة.. عام 2011 فتح مسجدان اثنان فقط أبوابهما لاستقبال هؤلاء.. فيما تبقى الغالبية الساحقة رافضة لولوج المشرّدين ولو لأمور بسيطة مثل الاغتسال.

وكانت بداية العام الجاري قد شهدت فتح نقاش ببلجيكا حول دور المساجد في تقديم المساعدة الاجتماعية للمجبرين على التشرّد، وذلك عقب دعوة فؤاد أحيضار، البرلماني البلجيكي ذو الأصل المغرب، لدور عبادة المسلمين بفتح أبوابها لكل من لا يتوفر على مسكن.. وهي الدعوة التي لاقت دعما من لدن الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا ضمن مراسلة عمّمت على جميع مساجد البلد وقالت إنّ "هذا الجراء ينبغي أن يتمّ خلال موسم تدنّي درجات الحرارة"، لكن الاستجابة غابت من طرف الجمعيات المسيرة لشؤون المساجد.

ويقول عبد الله إنّ "الإسلام لا يجعل من المساجد دورا للعبادة فقط، تفتح أبوابها للمصلين قبل أن تغلق بعد انقضاء الصلاة"، ويزيد: "صحيح أنّ المسيرين لا يرغبون في ولوج المخمورين إلى المسجد، لكن هذا لا يبرّر غلق هذه المرافق الدينية في وجه من لا يعاقرون الكحول".

بين العودة للوطن والاستمرار في التشرّد

يحكي زكرياء الحجوي عن حالات لمغاربة ضاق بهم الوضع ببلجيكا إلى حدّ دفعهم للتفكير في العودة للمغرب، "بعضهم لا يطلب غير تذاكر السفر" يورد الحجوي قبل أن يضيف: "الغالبيّة تخاف ما تسمّيه الشُّوهة في حال معاودة قصدها للمغرب وهي في عزّ الأزمة.. لذلك يتم العمد إلى صرف النظر عن هذه الفكرة تجنّبا للأسئلة المحرجة التي قد تأتي من العائلة والمعارف".

أمّا عبد الله فقد أقرّ أن الوضع الذي يعشه قد دفعه إلى قطع الاتصال قسرا مع الأسرة، "الكلّ يسألني عن حالي وتقدّمي في نيل وثائق الإقامة، وأجد حرجا في إخبارهم بالحقيقة التي أعيشها.. لذلك أنا بين نارين لا خيار بينهما"، وزاد: "حتّى المصالح الدبلوماسية المغربية ببلجيكا لا اتصال لها بنا، بل الأكثر من ذلك أنّ جواز سفري وبطاقة تعريفي خارج الصلاحية وتمّ رفض تجديدهما بداعي عدم توفر عنوان للسكن".

17-12-2012

المصدر/ إذاعة هولندا العالمية / موقع هيسبريس

بدأ الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز ٬ اليوم الاثنين٬ زيارة لكاتالونيا تستغرق ثلاثة أيام وتخصص أساسا للوقوف على وضعية الجالية المغربية المقيمة بهذه الجهة بشمال شرق إسبانيا.

وخلال الزيارة٬ الأولى من نوعها٬ سيجري معزوز لقاء ببرشلونة مع فاعلي النسيج الجمعوي المغربي بهذه الجهة المستقلة حيث سيقدم المحاور الكبرى لعمل الحكومة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وسيشكل اللقاء أيضا مناسبة لاطلاع أفراد الجالية المغربية على التطورات التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإبراز أهمية مساهمتهم في تنمية بلادهم.

وسيجري معزوز من جهة أخرى مباحثات مع عدد من المسؤولين الكاتالانيين حول العلاقات بين المغرب وكاتالونيا وسبل تحسين وضعية الجالية المغربية قبل أن يستقبل من طرف رئيس هذه الجهة أرتور ماس.

كما سيجري لقاءات مع مندوبة الحكومة الإسبانية بكاتالونيا ماريا ليانوس دي لونا طوبارا وكذا مع الكاتب العام للإتحاد من أجل المتوسط فتح الله السجلماسي.

وكان الوزير قد زار قبل ذلك مدريد حيث أجرى لقاءات مع القناصل العامين للمملكة بإسبانيا ومع ممثلي الجمعيات والكفاءات المغربية في هذا البلد.

كما عقد لقاءات مع الكاتبة العامة الإسبانية للهجرة مارينا ديل كورال طيليس تمحورت حول العلاقات بين البلدين ووضعية الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.

17-12-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

عرف المنتدى الأول للكفاءات الفرنسية-المغربية٬ أمس السبت بباريس٬ لحظات تكريم واعتراف قوية بدور الفقيد عبد العزيز مزيان بلفقيه٬ المستشار السابق لجلالة الملك٬ في تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج.

وخلال هذا المنتدى٬ الذي احتضنته المدرسة الوطنية العليا للمناجم بباريس٬ قدمت عدة شخصيات٬ عايشت عن قرب الفقيد٬ شهادات تبرز المناقب العلمية والإنسانية "لرجل دولة من الوزن الثقيل"٬ كان "منخرطا حتى النخاع في خدمة المرفق العمومي".

وفي كلمة بالمناسبة٬ توقف وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر٬ السيد لحسن الداودي٬ عند مناقب الفقيد٬ الذي اعتبره من كبار شخصيات المغرب الحديث٬ التي كرست حياتها باقتدار وتفان كبيرين لخدمة المرفق العمومي٬ كان يسكنها في ذلك حرص دائم لمده بأجود الكفاءات التي كان عادة ما يستقدمها من كبار المدارس والمعاهد العليا بالمغرب والخارج.

وفي نفس الاتجاه٬ صبت كلمة المدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم المنطقة الشرقية السيد محمد امباركي٬ الذي أكد أن الفقيد كان "أحد الفاعلين الأوائل لمأسسة علاقة المغرب مع كفاءاته المتواجدة بالخارج"٬ وكان "فاعلا بقوة من أجل تحقيق التقدم والديمقراطية" جمع بين "الذكاء والمعرفة العميقة لبلاده٬ بدأ حياته من أسفل السلم٬ وكانت المعرفة المتحصلة لديه من ذلك هي الإزميل الذي نحت وشكل بعمق تواضعه الجم".

وباستعراض بعض الأوراش التي انخرط فيها بلفقيه قيد حياته٬ بدءا من تطوير الخدمات العمومية لوزارة الأشغال العمومية وصولا إلى تقرير الخمسينية٬ مرورا بالاستثمار في قطاع الماء٬ ومساهمته في مشاريع كالطريق الالتفافية المتوسطية وتهيئة وادي أبي رقراق واللجنة الوزارية لمتابعة إصلاح التعليم والتكوين٬ يخلص السيد امباركي إلى أن أفضل تكريم للفقيد "هو الإبقاء على هذه الجذوة المتمثلة في الارتباط القوي بمصلحة البلاد٬ والانتقال من الخطاب التقليدي حول تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج إلى التركيز على تعبئة قدراتها على المنافسة".

ومن جانبه٬ أشار السيد محمد نجيم٬ أستاذ بجامعة بوردو٬ وأحد الذين عايشوا الفقيد عن قرب منذ 1970 ٬ إلى أن مزيان بلفقيه كان على "معرفة عميقة للغاية بجميع المشاكل والقضايا الاستراتيجية والاقتصادية للمغرب".

وأضاف السيد نجيم٬ أول مدير مؤسس للمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم بالرباط٬ أن تفاعله بهذه الشخصية ارتبط "أساسا بالتفكير والاشتغال على التعليم العالي والبحث الذي كان على معرفة جد عالية به٬ فيما كانت لديه رؤية استباقية عن المغرب تمتد للعشرين سنة القادمة".

 

وفي هذا الصدد٬ يؤكد المتدخل٬ كان الفقيد قد كلفه قبل أشهر من وفاته بإعداد رؤية حول إمكانات وسبل هيكلة البحث العلمي في المغرب٬ مضيفا أنه إذا لم يحظ بفرصة مشاركة مزيان بلفقيه قيد حياته ما كان قد توصل إليه بهذا الخصوص٬ فإنه وفاء لذكراه سيعمل على عرض توصياته٬ في هذا الصدد حتى يتم إغناؤها ومناقشتها لكي تكون بمثابة محاور أساس للتفكير من أجل تعبئة المشتغلين بحقل التدريس والبحث في المغرب.

 

ومن جانبه٬ قال الدكتور عبد الهادي الزهواني٬ مدير الشؤون الطبية ب(شبكة تحويلات وكفاءات)٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن الفقيد مزيان بلفقيه كان "فاعلا رئيسيا في تعبئة الكفاءات٬ عمل دائما من أجل الارتقاء بالخدمات العمومية"٬ و"شجع في نفس الوقت بروز المهندسين غير التقنيين".

وأشار إلى أن الهدف من هذا المنتدى هو الخروج بحصيلة عن ما قدمته السياسات العمومية المعتمدة منذ 1990 لتعبئة الكفاءات٬ ولكن أيضا لاستدعاء كل سنة منطقة بعينها لتقديم احتياجاتها٬ مع تنظيم حفل تكريم لكفاءة من هذه المنطقة تكون قد فارقت الحياة أو ما تزال على قيدها٬ مضيفا أن الاختيار كان بالإجماع هذه السنة على الجهة الشرقية وعلى شخصية الفقيد مزيان بلفقيه الذي قدم خدمات جليلة للجهة الشرقية مسقط رأسه وللمغرب بأسره.

وقد جرى حفل التكريم بحضور العديد من أقرباء الفقيد٬ منهم شقيقته نعيمة مزيان بلفقيه٬ التي بذلت الشكر والامتنان٬ باسم أسرتها٬ لمن كانوا وراء هذه المبادرة التي استهدفت استحضار مناقب "رجل كرس حياته خدمة لوطنه" و" كان دائما يعطي أهمية قصوى للمعرفة والعلم والكفاءة".

ولإبراز الجهود المبذولة في سياق تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج٬ توقفت مجموعة من المداخلات عند هذا المعطى٬ من ذلك مداخلة الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج السيد عبد اللطيف معزوز٬ التي قرأها بالنيابة الكاتب العام للوزارة السيد محمد البرنوصي٬ وتم فيها استعراض السياسة الحكومية في هذا المجال.

وخلصت إلى القول بأنه "إذا كان المغرب يشغل المرتبة الثالثة عالميا من حيث هجرة الأدمغة بنسبة 18,5 في المائة٬ فإنه من المؤكد أن تعبئة الكفاءات من شأنها أن تبطئ وتيرة هذا التسرب٬ بل وقد تعكسه باتجاه البلد الأصل".

وفي هذا الصدد٬ كانت حاضرة بثقلها تجارب كل من المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الذي يتولى قيادة شبكة الكفاءات٬ والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات٬ ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم المنطقة الشرقية٬ والمعهد الفرنسي للبحث والتنمية.

وقد تم تنظيم هذا المنتدى٬ الذي شاركت في إغنائه أكثر من 160 هيئة ومؤسسة٬ من قبل (شبكة تحويلات وكفاءات) بشراكة مع (المجلس الفرنسي-المغربي للمهندسين والعلماء) وبدعم٬ على الخصوص٬ من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر٬ ومجلس الجالية المغربية بالخارج٬ ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج٬ ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم المنطقة الشرقية٬ والقنصليات العامة للمغرب بباريس وبونتواز.

17-12-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أفادت دراسة لمنظمة "ادخار بلاحدود" أن "الأبناك المتنقلة" و"الأبناك الالكترونية" تعد حلولا مبتكرة ستساهم في تقليص كلفة تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.

وحسب هذه الدراسة٬ التي جرى تقديمها في ورشة نظمت بهذا الخصوص اليوم الجمعة بالدار البيضاء٬ أن تطوير هذه الادوات التكنولوجية المبتكرة إلى جانب تفعيل دور "الأبناك عن بعد" في مجال الخدمات والمنتجات المالية٬ وجعلها في خدمة الجالية المقيمة بالخارج وأفراد عائلاتهم في موطنهم الأم٬ يعد أداة فعالة لتسهيل عملية تحويل الأموال والولوج إلى الخدمات البنكية في الجهتين (بلاد المهجر والموطن الأصلي).

ومن أجل تحويل إرسال الأموال إلى استثمار منتج٬ توصي هذه الدراسة بجعل الولوج إلى الخدمات البنكية بالجهتين عملية تضامنية تتم عبر إرساء قنوات للتعاون بين المؤسسات البنكية في الشمال والجنوب وإدخال منتجات جديدة تشمل الاستثمار الشخصي والجماعي والقروض العقارية وأيضا حساب الادخار التضامني.

وترى الدراسة٬ التي أنجزت بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية٬ أن الهدف من كل تلك التدابير يتمثل في تمكين المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج من أدوات تخول لهم المساهمة في تمويل الاقتصاد الوطني وإنجاز مشاريع شخصية أو جماعية في ظل شروط استثمار أفضل.

ودعت هذه الدراسة٬ التي قدرت التحويلات المالية للمغاربة المقيمين في الخارج في حدود 7 ملايير دولار سنة 2011٬ إلى النهوض بالمنتجات المالية ومنتجات البورصة كأداة للنهوض بالادخار وتطوير المنظومة المالية لتقديم خدمات ذات جودة عالية لفائدة مغاربة المهجر وبلورة ميكانيزمات فعالة لإدماجهم في دورة الاقتصاد الوطني.

وفي كلمة لها خلال هذه الورشة٬ أبرزت المسؤولة عن التمويلات الصغرى بالبنك الإفريقي للتنمية السيدة جون نزييمانا أن هذه الخطوة تندرج في إطار مبادرة" هجرة وتنمية" التي وضعها البنك بهدف مواكبة الجهود التي تبذلها الجالية الإفريقية المقيمة في الخارج من أجل الإسهام في تنمية بلدانها الأصلية.

وأشارت إلى أن هذه المبادرة تهم الخدمات والمنتجات التي يقدمها الوسطاء الماليون وخاصة الأبناك ومؤسسات التمويلات الصغرى وشركات تحويل الأموال والفاعلون في قطاع الهواتف النقالة والتي من شأنها أن تؤدي إلى تخفيض كلفة التحويل وتنويع العرض لاستجابة أفضل لتطلعات المهاجرين وعائلاتهم.

ومن جانبه اعتبر المسؤول عن مصلحة التعاون بسفارة فرنسا بالمغرب جون كلود كولر أن تحويلات المهاجرين تعد رافعة فعالة للحد من الفقر وتحقيق التنمية البشرية وأداة رئيسية لتمويل الاقتصاد وميزان الأداءات الجارية خاصة في فترة الأزمة.

وأبرز أن ارتفاع كلفة التحويلات يقلص من الحجم المخصص للاستثمار ويسهم في إضعافه مما يمثل خسارة بالنسبة للمهاجرين ولجهود التنمية بشكل عام٬ علاوة على احتمال لجوء هذه الفئة إلى الحلول البديلة وما يترتب عن ذلك من انعاكسات سلبية على الاقتصاد المحلي.

وكانت دراسة أجراها البنك الإفريقي للتنمية مؤخرا بتعاون مع البنك العالمي على صعيد القارة الافريقية قد أبانت أن تحويلات المهاجرين الأفارقة بلغت أزيد من 30 مليار أورو سنة 2010 ما يعادل 5ر2 في المائة من الناتج الداخلي الخام لإفريقيا.

وشملت هذه الدراسة٬ التي أنجزت بطلب من البنك الإفريقي للتنمية وحملت عنوان "تقليص كلفة تحويلات المهاجرين وتأثيرها على التنمية" المغرب وتونس والسنغال والكاميرون وجزر القمر.

17-12-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

Google+ Google+