السبت، 06 يوليوز 2024 06:24

تم أمس الأربعاء بالفضاء الثقافي لسفارة المكسيك بالرباط افتتاح الدورة السادسة للمعرض الجماعي "المغرب في المكسيك: موعد 2012".

وتتوخى هذه التظاهرة الثقافية تشجيع تبادل أشكال التعبير الفنية من أجل معرفة وفهم أفضل بين البلدين.

ويتقاسم المغرب والمكسيك حضارتين عريقتين ويتعرضان لتأثيرات ثقافية متقاطعة أغنت٬ خلال العشريات الأخيرة٬ مخيال المجتمعين المغربي والمكسيكي.

وأبرز سفير المكسيك في المغرب بورفيريو تييري مونوز٬ في كلمة بالمناسبة٬ أن هذا المعرض "يخلد قبل كل شيء الصداقة بين بلدينا".

ويتقاسم ثمانية فنانين من خريجي معهد تطوان يشاركون في هذا الحدث الثقافي تصورات جمالية مع نظرائهم المكسيكيين٬ حسب السفير الذي اعتبر أن المعرض سيساهم في تمتين علاقات التعاون الثقافي بين المغرب والمكسيك.

وتعرض هذه التظاهرة الثقافية أعمال رسامين مغاربة يعتمدون تصور الرسام المكسيكي روفينو طامكايو (1899-1991) المتمثل في أن "الفن توازن للذكاء والأحاسيس".

وتعكس اللوحات المعروضة وجوها تشكل فيها الصور والألوان والتقنيات وسيلة للتعبير عن العالم الرمزي للتبادل في عالم باتت تخترقه بشكل متنامي أشكال العولمة والترابط.

وينظم المعرض سفارة المكسيك بالرباط بتعاون مع معهد الفنون الجميلة بتطوان وذلك في إطار تخليد الذكرى الخمسين لإرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

29-03-2012

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أفاد المعهد الايطالي للإحصاء٬ بأن أفراد الجالية المغربية يتصدرون عدد الأجانب غير المنتمين للاتحاد الأوروبي المقيمين بشكل قانوني بايطاليا.

وأوضح المصدر ذاته أنه إلى غاية فاتح يناير 2011 تجاوز عدد الأجانب المقيمين بشكل قانوني بهذا البلد 5ر3 مليون نسمة٬ أي بزيادة 14 في المائة مقارنة مع سنة 2008. وحسب التقديرات٬ فان عدد المغاربة المقيمين بايطاليا يتراوح عددهم مابين 500 ألف و550 ألف نسمة.

وأكد المعهد٬ في ترتيب لأكبر عدد الجاليات٬ أن الألبان يأتون في المقدمة يليهم الصينيون والأوكرانيون والمولدافيون٬ مشيرا إلى أن عدد أفراد هذه الأخيرة تضاعف تقريبا خلال نفس الفترة (من 81 ألف إلى 140 ألف).

وحسب المعهد٬ فان 37 في المائة من الأجانب الغير منتمين إلى الاتحاد الأوروبي المقيمين بشكل قانوني في إيطاليا يتواجدون في الشمال الغربي من شبه الجزيرة٬ و 29 في المائة في الشمال الشرقي و22 في المائة في الوسط ٬ و12 في المائة فقط تعيش في ميزوجيونو (جنوب) التي تعتبر '' أرضا للعبور ''.

وذكر المصدر أن حوالي نصف الأجانب (3،46 في المائة) يتوفرون على رخصة الإقامة لأجل غير مسمى٬ مؤكدا أن 8،55 في المائة من المواطنين المغاربة يتوفرون على رخصة الإقامة لمدة طويلة. وفي سنة 2010٬ تم منح 600 ألف رخصة إقامة جديدة٬ منها 60 في المائة تم منحها لأسباب مرتبطة بالشغل و 9ر39 في المائة لأسباب عائلية.

وكشف تقرير صدر مؤخرا عن الفدرالية الوطنية للصناعة التقليدية بايطاليا أن المواطنين المغاربة يتصدرون قائمة رجال الأعمال الأجانب الذي يصل العدد الإجمالي لهم إلى حوالي 229 ألف في سنة 2010 . وأكد التقرير حول العمل المقاولاتي بايطاليا أن المغاربة يتصدرون القائمة ب 4ر16 في المائة والرومانيون ب 4ر15 في المائة والصينيون 7.14 في المائة. وحسب الوثيقة٬ فان المقاولات الأجنبية بإيطاليا٬ تضاعفت في غضون خمس سنوات٬ وتشتغل بشكل رئيسي في مجال البناء ( 4ر37 في المائة)٬ والتجارة (8،34 في المائة)٬ والصناعات التحويلية ناقص 3،4 في المائة.

29-03-2012

المصدر/ عن وكالة المغرب العربي للأنباء

طالما عرفت هذه المدينة المشمسة التي تضم مباني مشيدة بالطوب الأحمر والواقعة على مقربة من الحدود الإسبانية وحدود البحر المتوسط، بوصفها موطنا للترحيب بالوافدين وثقافة التعددية، لكونها بمعزل عن سياسات باريس المخادعة. فعلى النقيض من معظم أجزاء جنوب فرنسا، ليس لتيار اليمين المتطرف، بموقفه المتعصب المناهض للمهاجرين، وجود كبير هنا، وكذلك الإسلام المتشدد.

غير أن تولوز ليست بمنأى عن التفرقة العنصرية أو معاداة السامية أو الجريمة أو التفرقة الاجتماعية، ولكن مع ثقافة تميزها أمواج متتابعة من الهجرات، توصف من قبل قاطنيها على أنها مدينة التسامح. نزح مئات الآلاف من الإسبان هروبا من حكم فرانكو الديكتاتوري في إسبانيا إلى فرنسا بعد الحرب الأهلية الإسبانية، واستقر كثير منهم هناك. وكذلك فعل المواطنون الفرنسيون الذين رحلوا من الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا في عام 1962، فضلا عن آلاف اليهود، وإضافة إلى مجموعة من الجامعات ومراكز الأبحاث، توجد شركة الطائرات العملاقة «إير باص»، التي تجذب مهندسين وعلماء من شتى بقاع العالم.

من ثم، فإنه عندما يتحدث المسلمون عبر أنحاء فرنسا عن شعورهم بالدونية، استطاعت تولوز تخفيف حدة التوترات التي تحيط بالإسلام. ويقول محمد تاتاي، إمام مسجد النور في حي إمبالو الفقير: «بالفعل من وقت لآخر، نكون ضحايا خطاب سياسي مقيت». وأضاف أنه رغم ذلك، فإن مثل هذا النمط من الحوار عادة ما يكون آتيا من خارج المدينة، وغالبا ما يكون ذلك في وقت انعقاد الانتخابات. وأضاف: «بعد ذلك، يتسنى لنا العودة إلى حالة الهدوء مجددا».

ورغم ذلك، فإن ثمة مخاوف من أن يغير محمد مراح ذلك الوضع. ووقعت جرائم القتل السبع الوحشية التي ارتكبها هذا الشهر مراح، ابن تولوز الذي يبلغ من العمر 23 عاما، خلال فترة حملة انتخابات الرئاسة المثيرة، بالأساس، لروح الخلافات والشقاق، والتي انحرفت بالفعل باتجاه قضايا الهجرة والإسلام. ومع زعم المحققين بأن مراح كان في واقع الأمر جهاديا تبنى النهج المتطرف من تلقاء نفسه، فإن آيديولوجيته العنيفة تتماثل تماما مع بعض النماذج الفرنسية من المسلمين، ويخشى المسلمون هنا من أن تستمر التوترات التي نجمت عن جرائم القتل الوحشية لفترة أطول.

وقال عمدة المدينة بيير كوهين، معلقا عن جرائم القتل: «لا يتوافق كل هذا على الإطلاق مع طبيعة تولوز. لقد خرجنا للتو من فترة تعج بالتوترات. ولسوء الحظ، الخطر ما زال قائما». وأشار كوهين إلى أنه قد سرت بالفعل شائعة خاطئة بمختلف أنحاء المدينة مفادها أن المسلمين ينظمون مظاهرة دفاعا عن مراح.

«سيكون هناك (قبل) و(بعد)»، هكذا تحدث ياسين المؤمن، 23 عاما، الشاب ذو الوجه المستدير والعينين الزرقاوين والشعر القصير المموج. وقال المؤمن: إن هناك بالفعل «حوارا» بين الثقافات في تولوز، ويحظى المسلمون بمعاملة جيدة. لكنه ذكر أنه، ومسلمين آخرين، يعيش كثير منهم في الأحياء الفقيرة الواقعة على أطراف وسط مدينة تولوز، قد بدأوا بالفعل يلاحظون نظرات محدقة مرتابة لم تكن معهودة من قبل في هذه المدينة. وتحدث المؤمن بنبرة سخط قائلا: «تجرأ أحدهم وسألني قائلا: (هل تتفق مع ما فعله؟)».

من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إلى رفض «الأكاذيب العفوية» التي أثيرت حول المسلمين الأسبوع الماضي، بعد أن لقي مراح مصرعه على أيدي قوات الشرطة الخاصة، بحسب المؤمن. وأشار إلى أن «الأكاذيب العفوية» كانت رائجة بالفعل. وقال صديق له يدعى عبد الله، عمره 19 عاما ويرتدي عباءة ذات لون كريمي أسفل سترة ذات قلنسوة: «نحن الضحايا في القصة». ورفض ذكر اسمه الكامل، لخوفه من التعرض لمضايقات من قبل السلطات الفرنسية.

ورغم نداءاته مرارا وتكرارا في الفترة الأخيرة بإعلاء قيمة المساواة، يقول كثير من المسلمين إن ساركوزي قد شوه سمعتهم بصور كثيرة، مستشهدين بأمثلة أبرزها قانون صدر في عام 2010 يحظر ارتداء النقاب، والجدال حول «الهوية الوطنية».

وقد كانت مارين لوبن، مرشحة حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) لانتخابات الرئاسة، حادة في رد فعلها تجاه جرائم القتل. وقالت يوم الأحد الماضي: «ما حدث ليس مسألة جنون من جانب شخص واحد؛ إنما هو بداية لتقدم الفاشية الخضراء في بلدنا». وتساءلت قائلة: «كم هناك من محمد مراح في القوارب وفي الطائرات التي تصل فرنسا كل يوم محملة بالمهاجرين؟».

شجب القادة المسلمون تلك المحاولات الرامية لاستغلال حوادث القتل سياسيا. وطالب محمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في بيان أصدره بعد فترة وجيزة من مقتل مراح الأسبوع الماضي، بالامتناع عن استخدام مصطلح «الإسلاموية»، لأنه «يغذي حالة الخلط بين الإسلام والإرهاب ويتسبب في معاناة الملايين من المسلمين الذين يشعرون أنه من الضروري الدفاع عن كرامة عقيدتهم ودينهم».

وفي تولوز، أدى المؤمن وصديقه صلاة الجمعة في مساجد بضاحية ميرايل، وهو عبارة عن ساحة صلاة مؤقتة بديلة في مبنى مؤقت على أطراف مساحة لوقوف السيارات تابعة لمركز تجاري، أسفل مسارات السكك الحديدة المرتفعة في نهاية الخط «أ» من مترو الأنفاق. ويقول مامادو دافي، إمام مسجد ميرايل، الذي ولد في مالي، إنه لم يكن أبدا هدفا لمثل العدد الكبير من التعليقات العنصرية في مدينة تولوز، ويضيف دافي: «لم أكن مطلقا هدفا لتلك التعليقات. ربما تكون تلك مفاجأة، لكنها الحقيقة». ويصف دافي، الذي يعمل باحثا في مجال الصيدلة، نفسه بأنه مسلم معتدل، وواحد من أنصار «الإسلام المحلي» الذين يعظون في فرنسا.

لكن في خطاب وجهه إلى مئات الرجال الذين احتشدوا في المسجد يوم الجمعة – بعضهم كانوا يرتدون عباءات بيضاء وذوي لحى كثيفة ويرتدون قبعات ضيقة، غير أن السواد الأعظم منهم كان يرتدي بناطيل جينز ومعاطف جلدية – تحدث بلهجة غاضبة عن «صور الظلم» التي تمارس بحق المسلمين في فرنسا، وعلى وجه الخصوص في أعقاب جرائم القتل.

وطالب الساسة بكبح جماح الغضب، على حد قول دافي، لكن بعض الساسة قد دأبوا منذ عهد بعيد على إشعال جذوة الكراهية نفسها التي يطالبون الآن بإطفائها. ومع ذلك، فقد ناشد المخلصين بأن يكونوا قدوة يحتذى بها في سلوكياتهم. وقال: «نحن نتحمل المسؤولية عن الصورة التي ألصقت بالإسلام، ذلك الدين السمح». وأشار دافي إلى أنه من خلال الجرائم التي اعترف مراح بارتكابها باسم الإسلام، «وضعنا الله موضع اختبار». وترأس زميله الإمام تاتاي، مشروعا لبناء مسجد كبير في مدينة تولوز. وقبل عقد مضى، أبدت السلطات المحلية معارضتها، حسبما يتذكر تاتاي، لكنها رحبت تدريجيا بالفكرة. وقد أوشكت أعمال إنشاء المبنى ذي القبة والمتعدد الطوابق على أطراف حي إمبالو، بجوار الطريق السريع، على الانتهاء الآن. (سيكون المسجد مفتوحا للزوار من غير المسلمين، في غير ساعات العبادة). وقال تاتاي: «بالطبع، هناك خوف من حدوث أثر رجعي للأسبوع الأسود الذي عايشناه للتو». وظلت نبرة صوته تفاؤلية وهو يقول: «إنه اختبار للإرادة وحكمة الحكماء».

29-03-2012

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

يمكن اعتبار كتاب "الإسلام في أوروبا: أي نموذج؟" أحدث الإصدارات العليمة التي تُعنى بتأمل واقع الإسلام والمسلمين في القارة الأوروبية، بحكم أنه صدر منذ بضع أسابيع فقط، هنا في الساحة المغربية، ولو أنه في الواقع عبارة عن تجميع لمجمل المداخلات التي ميزت أشغال الندوة الدولية المنظمة من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج، بالدار البيضاء، يومي 20 و21 يونيو 2009. (صدر الكتاب عن منشورات (de la Croisée des chemins)، ط 1، 2012، الدار البيضاء، وجاء موزعا على 251 صفحة.

تفرعت فصول العمل على أربعة أقسام تحت العناوين التالية: "جغرافية الإسلام في أوروبا"، حيث نطلع على مشاركة أليسّاندمور فيراري، جوسلين سيزاري، هانك فروم وبريجيت مارشال)؛ "الإسلام الأوروبي وإشكالية المرجع" (خالد حاجي، رود بيترز، أليكس سيغليرس غوميس ـ كينتيرو، فرانك فريغوزي، فرانسيس ميسنير، جاك ريفلي وخيما مارتين مونيوث)؛ مائدة مستديرة حول "المرجعية والممارسات لدى النساء والشباب المسلمين في أوروبا" (إريك جوفروا، ناتالي كاكبو، وختيمة بوراس)؛ وأخيرا، "السياق الأوروبي والنموذج المغربي" (عبد الكريم عكيوي وعبد الحميد العلمي).

افتتحت مداخلات هذا العمل عبر كلمة عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مشيرا بداية إلى هذه الندوة الدولية، تروم على الخصوص طرح أسئلة حول مدى قدرة الإسلام والمسلمين على التأقلم مع الواقع القانوني أو المحيط الثقافي الديني الأوروبي الذي لم يسبق لهم أن عاشوا فيه، باعتبار أن الإسلام كان دائما يعيش في محيط إسلامي ذي أغلبية إسلامية، أما الآن فإنه يعيش في محيط باعتباره أقلية، وبالتالي، مهم جدا الانكباب على نطرح أسئلة تتعلق بمدى قدرة الإسلام على إبداء الأجوبة الواضحة على الأسئلة الجديدة المطروحة عليه في هذا المجتمع بكل خصوصياته القانونية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

ومن بين الأسئلة التي انصبت عليها أشغال هذه الندوة الدولية، مدى قدرة المسلمين على معرفة الواقع الذي يعيشون فيه، حيث اتضح في خلاصات ندوة دولية سابقة نظمها مجلس الجالية في فاس، وتطرقت لإشكالية الوضع القانوني للمؤسسات الإسلامية في أوروبا، أن هناك نقصا كبيرا في معرفة الواقع الذي نعيش فيه بكل أبعاده وخلفياته الدينية والتاريخية والسياسية، مما يتطلب، يضيف بوصوف، الاستفسار عن مدى قدرة المسلمين على معرفة الذات الإسلامية بكل أبعادها الدينية والتاريخية، ومدى قدرتهم على رسم الحدود داخل هذه الذات، بين ما هو مقدس وبين ما هو إنتاج بشري قابل للتغيير والتطوير وإعمال النظر.

من الكلمات المفاتيح التي ميّزت مداخلة بوصوف، وربما ميّزت خلاصات اللقاء العلمي، أن مسلمي القارة العجوز، معنيون ــ حتى لا نقول مطالبون ــ بأن يتصرفون اليوم بعقلية المشارك في بناء الحضارة الإنسانية الذي يتفاعل مع الآخرين من أجل البناء الإنساني، أي بعقلية المشارك الذي لا يملك الحقيقة المطلقة، وإنما بتعاونه مع الآخرين يمكن أن يقترب وأن يصل إلى الحقيقة المطلقة، لأن لا أحد منا يملكها منا يملكها بمفرده.

الدين لم يمت في أوروبا

ولأنه يصعب اختزال مجمل ما صدر عن جميع المتدخلين والمشاركين في أشغال هذه الندوة الدولية، فقد ارتأينا التركيز عبى ثنايا بعض المداخلات، دون التقويم أو التقليل من أهمية باقي المداخلات بالطبع.

نبدأ بالذي جاء على لسان أليسّاندمور فيراري، الأستاذ بجامعة إنسوبريا الإيطالية، ويرى أن الدين لم يمت في أوروبا، وأننا نعاين اليوم ما يصفه بالبناء الصامت لنموذج هجين مشترك، والأمر أشبه بثمرة تقارب مختلف النماذج الوطنية، حيث يبدو أن أنظمة أوروبا الجنوبية الكاثوليكية، الموقعة على معاهدة مع البابوية، والأنظمة الانفصالية بالوسط والشمال والأنظمة القائمة على حضور كنيسة للدولة أو كنيسة سائدة مثل الملكيات الاسكندنافية واليونان الأرثوذكسية تتفق على نموذج يتميز بسمو الحرية الفردية واستقلال المعتقدات الدينية والتعاون الانتقائي بين المؤسسات العمومية والمجموعات الدينية.

كما وَجّه فيراري الدعوة إلى المجموعات الدينية (بما في ذلك الأقلية الإسلامية)، بأن تجعل أصواتها متناغمة مع السمفونية الأوروبية الكبرى، وأن تعمل جاهدة على أن تجد في مصادرها المؤسسة ما يجمعها في توافق مع الفاعلين الاجتماعيين الآخرين، وهو وحده الكفيل بإضفاء المشروعية على العمل العمومي للأديان؛ فالحقوق الوضعية يضيف فيراري، تحمل معها إذن من بعض الجوانب الحرية الوضعية إيشياه برلين، أي حرية التفكير على شاكلة ما تطلبه الأغلبية.

أما جوسلين سيزاري، إحدى الأسماء الغربية التي انخرطت منذ عقد ونيف في تقييم واقع الإسلام في الغرب بشكل عام، واشتهرت على الخصوص بكتابها "هل يجب التخوف من الإسلام" (صدر سنة 1997)، فاعتبرت أن الوضع الاجتماعي والمدني للدين يُشكل (ضمن عوامل أخرى بالطبع) عاملا حاسما في مسلسل اندماج المسلمين في بأوروبا، من منطلق أن اللائكية الأوروبية كانت تعني دائما أن تفاعلات السلطة السياسية مع المؤسسات الدينية كانت محايدة، مضيفة أن الإسلام الأوروبي مطبوع أيضا بتعدد الوضعيات والظروف التي تعكس الخصائص السياسية والثقافية لمختلف البلدان الأوروبية، أكثر مما تعكس طبيعة الإسلام الواحد. ومن المدهش، كما تلاحظ سيزاري، أن نلاحظ أن قدوم المهاجرين المسلمين قد فتح في كافة أرجاء أوروبا نقاشا كنا نعتقد أنه أغلق من قبل هو: "العلاقة بين الدولة والأديان". (وواضح أنه نقاش الساعة في المجال التداولي الإسلامي برمته، وليس في المجال التداولي الغربي/الأوروبي وحسب).

أما أهم خلاصة مداخلة سيزاري، بخصوص مستقبل للمسلمين في أوروبا، فلا تخرج برأيها عن ثلاثة سيناريوهات مُمكنة: القبول أو التجنب أو المقاومة، مؤكدة أن هذه المواقف الثلاثة الممكنة تُجسد خلفية تعدد الخطابات والأعمال باسم الإسلام، وتُبين أن هذه الخطابات تستهدف المسلمين أو غير المسلمين. ويعني القبول أن المسلمين يقبلون الخطاب السائد مرفوقا بفقدان للذاكرة الثقافية وبرغبة قوية في الاستيعاب، مؤكدة أن هذا التوجه يبقى هامشيا بين صفوف المسلمين المهاجرين؛ في حين يحل التجنب إلى سلوكات أو إلى خطابات تحاول فصل المجتمعات الإسلامية عن البيئة غير الإسلامية، من خلال بلورة على سبيل المثال، استعمال طائفي للمعتقدات الإسلامية؛ أما المقاومة، فتعني رفض الوضع القانوني الممنوح للإسلام في السياسات والخطابات السائدة، موضحة أن المقاومة ليست عنيفة بالضرورة، بحيث يمكن أن يتعلق الأمر مثلا باعتماد وجهة نظر تتعارض مع وجهة نظر الخطابات السائدة وإنتاج أدبيات غزيرة تشتغل بمثابة تمجيد للإسلام.

بالنسبة لهانك فروم، الأستاذ بالجامعة الحرة لأمستردام، فقد وَجّهَ رسالة صريحة إلى الفقهاء المسلمين المقيمين في القارة الأوروبية، معتبرا أن هؤلاء معنيون بأن يتعاملوا مع الجيل السابق ومع الشباب المسلم الفقير الذي يعيش بالضواحي المهمشة، ومع الأميين والمتعلمين والمثقفين والمهنيين جميعهم. إذ يجب أن ينتظر الإمام حتى يأتي الناس إلى المسجد، وإنما يتعين عليه أن ينظم مجتمعا مسلما في ظل أغلبية غير متدينة، ومضيفا أنه لم يعد مُمكنا للفقهاء المسلمين أن يستمروا في الاعتماد على رعاية الدولة، بل يجب عليهم أن ينظموا أنفسهم ويتحملوا مسؤولياتهم في أوساط المسلمين وداخل المجتمع ككل.

نأتي لمداخلة بريجيت مارشال، أستاذة ومديرة المركز متعدد التخصصات لدراسات الإسلام في العالم المعاصر، بالجامعة الكاثوليكية للوفان ببلجيكا، ففي معرض فهم التطورات على نحو منهجي أكبر، اعتبرت أنه يجب دراسة ثلاث معاينات وآفاق شاملة في الحقبة الراهنة دراسة دقيقة، وهي: تعددية الاتجاهات؛ الطابع المتغير للثقل الخاص بكل واحدة من الحركات؛ وبروز استقطابات جديدة تخترق الحركات من الداخل.

وتضيف مراشال، أن القوة والوزن النسبي للحركات يتغيران في الزمان، علما بأن المصالح والرهانات تطرأ عليها تعديلات، معتبرة أن ما كان يهيمن في أوروبا السبعينات هو إسلام تقليدي، قائم على التقوى حتى وإن ظهر، على العموم، بأن المعطى الديني ظل آنذاك محدودا في الدائرة الخصوصية بل وكان أقل رسوخا. وفي الثمانينات لوحظ بروز إسلام دعوي يشدد على الممارسة ويقدم مجموعة من المعالم المعيارية المتعلقة بالسلوك وكان ممثلا أساسا بجماعة الدعوة والتبليغ. وقد ظلت هذه الأخيرة ذات وزن داخل المجموعات الهند باكستانية والمغاربية إلى غاية منتصف التسعينات. ولوحظ بموازاة ذلك استقرار محصور نسبيا لشبكات إسلامية جاءت لتنافس الإسلام التقليدي وقد كان اهتمامها منصبا على الخارج بشكل خاص. وفي التسعينات بدأ مجموع الجالية المسلمة يتحسن آثار الدعاية الموسعة لصالح الشعارات الإسلامية التي تعدت محيط شبكات المنفيين السياسيين والطلاب.

ستة أنماط من التدين الإسلامي في الغرب

ومن بين أهم أنماط التديّن الإسلامي التي توقفت عندها الباحثة، نجد أنها أحصت ستة اتجاهات كبرى:

هناك في المقام الأول، إسلام تقليدي مصبوغ بالتقوى، ويبدو أحيانا أن تشجيعه قد أصبح رهانا حقيقيا بالنسبة لبعض الدول الأصلية، وذلك راجع إلى اعتبارات سوسيو-اقتصادية- سياسية ثم دينية، ولا يتعلق الأمر فقط بالاحتفاظ بوشائج الارتباط بالبلد الأصلي قصد تقوية وزنه في نفوس المهاجرين المقيمين في البلدان الأوروبية، ولكن أيضا بهدف التشجيع على إيجاد بديل للتأويلات النصية للدين؛

وهناك ثانيا النشاط النضالي الإسلامي بمختلف أشكاله، والإحالة بالطبع على مختلف أطياف التيار الإسلامي الحركي؛

وهناك في المقام الثالث، الحركات الدعوية التي تتعاطى على الخصوص لتمجيد أفعال الحقبة النبوية؛ والإحالة خصوصا على جماعة الدعوة والتبليغ؛

وهناك في المقام الرابع، الطرقية الصوفية، واعتبرت في هذا الصدد أنه بالرغم من "جاذبية" التصوف لدى الأشخاص الباحثين عن المدد الروحي، لكن الظاهرة يجب قراءتها أيضا باعتبارها أداة للمقاومة الاجتماعية للفردانية السائدة أو كسبيل لاستعادة مرح العالم.

وهناك في المقام الخامس تأسيس قطب لـ"مسلمين لائكيين"، عازمين على إسماع صوتهم؛

وأخيرا، تُسجل بريجيت مارشال عزم تنظيمات، أقلية من حيث العدد، إثبات ذاتها من غير عقد واعتبارها بدعة من قبل الأغلبية السنية: العلويون، والبهائيون، والشيعة إلخ.

أما خالد حاجي القلم المغربي الرصين المقيم في فرانكفورت، ومؤلف كتاب "من مضايق الحداثة إلى فضاء الإبداع"، فاعتبر أن المسلمين، كغيرهم من أهل الديانات والعقائد الأخرى، هم كذلك في حاجة إلى إصلاح يخرجهم من جملة المآزق التي تضيق عليهم أفق الإبداع في الكون، لكن شرط نجاح هذا الإصلاح أن يأتي استجابة لحاجة ذاتية وأن يكون مطلبا محليا مستساغا، لا مطلبا مجردا مستهجنا. كما أن الحديث عن "إصلاح الإسلام" يستدعي بيئة فكرية تغلب روح الحكمة وتشجع على الالتزام بآداب الحوار وبأخلاق التناظر والتفاكر، أخلاق "لجم الذات" بتعبير ميشل سير، أو "أخلاق في منتهى الاستعداد لاستقبال حقيقة واردة من الخارج".

وفي هذا الإطار لا يشك حاجي في أن التمكين من الثقافة والتاريخ والأفكار والأساطير والآداب والفنون الأوروبية سيرفع الجاهزية الثقافية والفكرية للمسلمين المقيمين في الغرب، ويجعلهم أكثر قدرة على التنظير للعلاقة بين الديني والسياسي، كما سيُكسِبهم قدرة على التمفصل مع المجتمعات الأوروبية وعلى الانخراط بفعلهم السياسي في السياق الأوروبي، مؤاخذا على العقل الإسلامي كونه استطاب خطاب الأفول الحضاري وسقوط الغرب وتدني الأخلاق فيه، ومضيفا أن من أهم مآزق هذا النمط من التفكير، كونه فَوّتَ على هذا العقل إدراك الطبيعة الحقيقية لعلاقة المسلمين بالغرب: إذا صح أن المسلمين في الغرب يمثلون كتلة روحية منعزلة عن السياق الحضاري الذين يحيون داخله، فهذا معناه أن علاقتهم بالغرب هي علاقة صدام بين كتلة روحية متجانسة وكتلة مادية موحدة، يضيف حاجي.

واختتم خالد حاجي مداخلته القيمة بالتأكيد على أن الجمع بين الحداثة و"ما بعد الإسلام السياسي" قد يسعف في بلورة منطق ثالث يسمح بفتح فضاء تثاقف وتمفصل بين المسلمين والغرب، دون أن يكون معنى ذلك أن باب التفكير في تغيير الثوابت والأصول التي تنبني عليها المدنية في الغرب قد فتح أمام المسلمين. فكما لا يخفى، فإن الحضارة الغربية وصلت إلى صيغ مخصوصة بها والتوليف بين الديني والسياسي بعد قرون من الصراعات الدامية، فإنه أمام تراجع الشأن الديني (le fait religieux) في السياق الحضاري الغربي، انتصبت سلط جديدة في مقابل سلطة الكنيسة، من قبيل السياسي، وسلطة المعرفي، وسلطة الفني، وسلطة الإعلامي، وارتضيت العلمانية في هذا السياق صيغة لإدارة الصراع بين هذه السلط مجتمعة: متى ما وعى المسلمون في أوروبا السياق الحضاري الذي هم فيه منخرطون، وجب أن يحصل لهم الوعي كذلك باستحالة رفع سلطة الديني فوق السلط الأخرى دون المساس بالثوابت الضامنة لاستقرار المجتمعات في الغرب.

أما الباحث فرانك فريغوزي، مدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي (C.N.R.S)، باستراسبورغ، فسوف نكتفي بالتوقف عند أهم خلاصات مداخلة الهامة، وجاء فيها أن أشكال تعبئة المسلمين في أوروبا تشهد على تعدد في كيفية تصور الانتساب إلى الإسلام والارتقاء به والدفاع عنه واستعماله وفق استراتيجيات لرفع مطالب أو لتقديم احتجاجات، ووِفق أنماط من منطق المصالح تكون أحيانا متنافضة.

ويضيف فريغوزي أن هذا التعدد يعكس الصعوبة المتواتر والمتمثلة في عدم الحديث عن الإسلام الأوروبي إلا في صيغة المفرد، وعدم النظر إلى مسلمي أوروبا إلا باعتبارهم يشكلون مجموعة متجانسة، هناك في معيشهم اليومي، حيث يبذل أغلبهم مجهودا كبيرا ليقدموا لنا الدليل على أن التنافر هو القاعدة وأن التجانس هو الاستثناء.

من مرجعية العمل التزكوي، تدخل الباحث إريك جوفروا، الأستاذ بجامعة استراسبورغ، وأشار بداية إلى أن انحلال الثقافة الإسلامية منذ حوالي الخامس عشر ــ ومعلوم أنها ظاهرة يتفق عليها كل المؤرخين ــ أدى إلى هيمنة المحلي على الكوني أو إلى ما هو أسوأ: تحول الكوني إلى محلي.

ويضيف جوفروا، أننا نُعاين الأوساط المسلمة الأوروبية المعاصرة، ضغوطا جليّة للمجموعات الأصلية واستمرار المذاهب الامتثال القديمة ونوعا مما يصفه بـ"النفاق الديني"، وهو أمر مرده، من وجهة نظره، إلى وضع ما هو ثانوي قبل ما هو أساسي، مثل أولئك النسوة اللائي يرتدين الحجاب في حين أنهن لا يؤدين الصلاة. وتنتشر فوق الأرض الأوروبية سلوكات قبلية وفيودالية وزبونية في حين ينبغي أن تكون الثقافة الإسلامية الأوروبية الجديدة عاملا ينشر التحرر والحرية الداخلية.

كما يخلُص المتدخل إلى أن المسلمين يطالبون بهويتهم من خلال منتوجات ثقافية أو مادية من شأنها أن تحمل علامة إسلامية، وأنه إذا أدمجنا الطابع الكوني للإسلام فإن كل شيء يصبح إسلاميا، أو لا يكون أي شيء إسلاميا. وعلى سبيل المثال فإن الفن أو الموسيقى التي تصبو نحو الجمال تطابق في ذاتها أخلاق الإسلام، حتى وإن لم تكن لها أية علاقة مع ثقافات العالم الإسلامي. ففي سياقنا المتسارع للعولمة، سيتم استبطان المعالم أكثر فأكثر لأن قدرة الأشكال الخاصة على المقاومة، المحلية ستصبح ضعيفة أكثر فأكثر. وآنذاك سيتأكد بكيفية جذرية لا مراء فيها، دور الروحانية، ذلك أن هذا البعد "العمودي" سيظهر بطلان الإيديولوجيات، سواء أكانت سياسية او مجتمعية أو دينية، والباحث هنا منسجم تماما مع مرجعيته في النهوض أو التقويم، وهي مرجعية تقوم على تزكية الذات.

روح وفلسفة النموذج المغربي في التديّن

نختتم هذا العرض بالعروج على كبرى خلاصات القسم الرابع من الكتاب، كما جاءت في مداخلة عبد الكريم عكيوي، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، عندما اعتبر أن النموذج المغربي في التديّن يحتوي لائحة من قواعد التفكير ومناهج النظر، بما يناسب أحوال المسلمين داخل السياق الأوروبي، ويقصد بالنموذج المغربي في التديّن منهج النظر والتفكير والاجتهاد من أجل تنزيل أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية على الواقع المغربي في تجدده عبر الزمان، مضيفا أن هذا النموذج يهتدي بالمدرسة المالكية في الفقه والاجتهاد، وهذا عين ما أشارت إليه عبد الله بوصوف في الكلمة الافتتاحية لأشغال الندوة، عندما أشار إلى أن هذا النموذج المغربي يملك قدرة على الإجابة عن الأسئلة المطروحة اليوم في أوروبا، بحكم أنه مبني على الأصول المتعددة التي تفسح مجالا كبيرا للباحث وللفقيه بأن يعمل النظر من أجل إيجاد الأجوبة لمناسبة للأسئلة المطروحة.

وبالطبع، وحتى لا يُساء المقصود من الترويج لهذا النموذج في ندوة من المفترض أنها ندوة دولية، وتعرف مشاركة باحثين من الداخل والخارج، فقد أكد بوصوف أنه لا يدعو بتاتا إلى استنساخ هذا النموذج بكل تفاصيله وبكل جزئياته وتفاصيله الفقهية، لأنه لا يمكن أن يكون صالحا لمجتمع آخر يختلف مضمونا شكلا عما نعيش عليه، وإنما يدعو إلى استثمار روحه وفلسفته وأبعاده الروحية، مختتما مداخلته ومعها نختتم هذا العرض، بالإشارة إلى أن المذهب المالكي في أوروبا يُعتبر من المذاهب القليلة أو المذهب الوحيد الذي هو معروف من خلال وجوهه البارزة التي أصبح لها صيت كبير في أوروبا، وأنه إذا أحسنا استثمار هذه الوجوه في مقاربتنا، فلا شك أننا سنصل إلى إحداث نوع من التقارب بين الإسلام وبين ما نسميه في بلداننا الإسلامية بـ"الغرب".

29-03-2012

المصدر/ موقع الرابطة المحمدية للعلماء

يحتضن معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بمدينة ليل الفرنسية، ندوة دولية حول موضوع مستقبل تعليم اللغة العربية في أوروبا، وذلك من 22 إلى 24 يونيو 2012.

تهدف هذه الندوة، بحسب ورقة تقديمية لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، إلى تشجيع تعليم اللغة العربية في أوروبا باعتبارها لغة أجنبية من أجل تقوية التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، وخلق نقاش سياسي صريح بين المسؤولين الحكوميين الأوروبيين والعرب حول أهمية تعليم اللغة العربية كعامل أساسي لنجاح عملية اندماج الأطفال المنحدرين من الهجرة؛ بالإضافة إلى إغناء وتنويع التبادلات والشراكات الأكاديمية بين الجامعات والمعاهد الأوروبية ونظيراتها العربية...

يتمحور النقاش في هذه الندوة حول أربعة محاور أساسية هي: تعليم اللغة العربية في القوانين والسياسات الأوروبية؛ تعليم اللغة العربية كعامل للاندماج والحوار بين الثقافات؛ العربية كلغة دبلوماسية ولغة للتبادل الاقتصادي والتجاري؛ اللغة العربية والميثاق الأوروبي للغات الجهوية ولغات الأقليات والميثاق الأوروبي للحقوق الأساسية.

يشارك في تنظيم هذه الندوة إضافة إلى معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، كل من البرلمان الأوروبي والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وسيعرف حضور باحثين وأكاديميين ومتخصصين أوروبيين.

29-03-2012

المصدر/ مجلس الجالية المغربية بالخارج

ذكرت تقارير صحفية ألمانية أن الكتلتين البرلمانيتين لطرفي الائتلاف الحكومي في ألمانيا، اتفقتا على تخفيف القيود على هجرة العمالة الأجنبية من الأشخاص ذوي التأهيل العالي من خلال تخفيض الحد الأدنى للراتب السنوي بالنسبة للراغبين من هؤلاء في السفر إلى ألمانيا.

ووفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز دويتشلاند "الصادرة اليوم الأربعاء 28 مارس، فإن الكتلتين البرلمانيتين للائتلاف الحكومي، الذي يضم التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الديمقراطي، اتفقتا على السماح للشخص الذي يصل راتبه السنوي إلى 44 ألف و800 يورو فأكثر بالهجرة إلى ألمانيا، بالإضافة إلى إعطائه "البطاقة الزرقاء" التي تخول لصاحبها إمكانية الحصول على إقامة دائمة بعد قضاء ثلاثة أعوام في ألمانيا، طالما كان يعمل.

وتجدر الإشارة إلى أن القواعد المعمول بها حتى الآن لا تجيز الهجرة إلى ألمانيا لمن يقل راتبه السنوي عن 66 ألف يورو. وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصادر بالائتلاف أن الحد الأدنى بالنسبة للراتب السنوي للأطباء والمهندسين والمتخصصين في مجال المعلومات الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا سينخفض عن هذا المستوى ليصل إلى 34 ألف و200 يورو.

وقد أعلن عن هذه الشروط في برلين اليوم الأربعاء راينهارد غرينديل من الحزب المسيحي الديمقراطي وهارتفريد فولف من الحزب الديمقراطي الحر. ومن المخطط أن يتم التصويت على هذا القانون الجديد في نهاية شهر أبريل/نيسان القادم في البرلمان الألماني.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة تفكر في إصدار تأشيرة بحث عن العمل تمنح للأجانب غير المنتمين إلى دول الاتحاد الأوروبي بالإقامة لمدة ستة أشهر بغض النظر عن مؤهلهم العلمي ودخلهم السنوي. وبالنسبة لمن يجيد الألمانية من هؤلاء فتعتزم الحكومة منحهم إقامة غير محددة بعد مضي عامين. كما ينتظر أن تمنح الحكومة الألمانية الأجانب من خريجي الكليات الألمانية تأشيرة بمدة أطول للبحث عن عمل.

29-03-2012

المصدر/ شبكة دوتش فيله

قال جمال خراطة، مستشار رئيس اللجنة الإعلامية والتواصل، لتجمع المغاربة المقيمين بالسعودية، إن التجمع له "أهداف وطنية بالدرجة الأولى، إذ أنه شارك، أخيرا، في الملتقى العالمي الثاني حول الصحراء المغربية، الذي نظم بمراكش، فضلا عن الأهداف الإنسانية، المتمثلة في الدفاع عن المهاجرين المقيمين بالسعودية، الذين يوجد عدد كبير منهم في السجون"، مضيفا أن "التجمع يتولى الدفاع عنهم، أمام قوانين وتقاليد صارمة"، لافتا لمسألة هجرة الأطر المغربية، إلى كندا، عوض أن يستفيد منها المغرب الذي أنفق عليها أموالا طائلة".

وشدد خراطة، في حوار مع "المغربية"، على ضرورة إنشاء مكاتب للتعريف بالمنتوج الاقتصادي والسياحي المغربي الجاهز، لتسهيل استقطاب رجال أعمال ومستثمرين سعوديين، وعلى ضرورة العناية بالجالية المغربية المقيمة بالمملكة العربية السعودية، لأن "تحويلاتها كبيرة جدا، تضاهي 5 مرات تحويلات الجالية المغربية المقيمة بأوروبا".

ما هو تجمع المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية؟

- تجمع المغاربة المقيمين بالسعودية، أنشئ منذ أزيد من أربع سنوات، إذ كنا نشتغل في صمت، أمام العقبات التي كانت تقف حجر عثرة في طريق إنشاء التجمع، لكن، أمام إصرارنا على ضرورة تكوين هذا الإطار، تضافرت جهودنا، ورفعنا التحدي، لتذليل جميع العراقيل، وفي الأخير، جرى إنشاء التجمع، لأن هدفنا لم يكن ماديا، بل إنسانيا، ووطنيا بالدرجة الأولى، ووجد ترحيبا، ودعما حقيقيا، من السلطات السعودية، التي ساعدتنا كثيرا، خصوصا من الناحية المادية، بينما لم نتلق أي دعم مادي من بلدنا.

كم عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية؟

يصل عدد المهاجرين المغاربة المقيمين بالمملكة العربية السعودية، حسب الإحصائيات الموجود بالسفارة المغربية، إلى 30 ألفا، ينقسمون إلى عمال، وتجار، وأطر مغربية.

وبالمناسبةـ يجب الانتباه إلى هجرة الأطر المغربية الموجودة في الخليج، لأن استقطابها أصبح سهلا، ومستهدفا من طرف كندا، فكل يوم نقرأ على صفحات الجرائد عروضا مغرية للعمل والهجرة لكندا، فعوض أن تستفيد بلدنا من هذه الأطر، التي صرفت عليها الدولة أموالا طائلة، تستفيد منها دولة أجنبية، خصوصا أنه يوجد محامون نشطون، من الأردن، أو لبنان، يحملون جنسيات كندية يشتغلون على مسألة الهجرة إلى كندا، واستقطاب الأطر العليا المغربية للعمل في كندا، انطلاقا من بلدان الخليج، وتجري العملية بسهولة، ودون عراقيل.

ما مدى تأثير الأزمة الاقتصادية على الجالية المقيمة بالسعودية؟

- بالنسبة للأزمة الاقتصادية العالمية، لم تمس المملكة العربية السعودية، التي شهدت هذه السنة انتعاشا ملحوظا، فضلا عن أن غالبية المقيمين في هذا البلد يشتغلون تحت كفلاء لهم إذ إن كل كفيل يؤدي عن مشغليه كل شيء، ومن لا يشتغل، لا يمكن له الحصول على وثائق، ولا يمكن له أن يعيش هناك، وتحويلات المغاربة المقيمين بالسعودية، تضاهي خمس مرات التحويلات التي تأتي من جميع الدول الأوروبية، والناتج الذي يحصل عليه العامل في السعودية يعود للمغرب، لأن اغلبهم يرسلون رواتبهم إلى أهلهم، وهم بذلك يساهمون في تحسن اقتصاد البلاد.

ما هي أهم المشاكل التي تواجه الجالية المغربية المقيمة بالسعودية؟

- تتخبط الجالية المغربية المقيمة بالسعودية في مشاكل عدة، أبرزها مشكل السجناء، وتشكل النساء نسبة مهمة جدا منهم، خصوصا بالنسبة للواتي يسافرن عن طريق عقود وهمية، لكن، بمجرد وصولهن هناك، تواجهن مشاكل لا حصر لها، ففي الوهلة الأولى يأخذ الكفيل زواج سفرهن، ويصبحن رهينات، لا يمكن مغادرة مكان عملهن، أو البلد، خصوصا بالنسبة لخادمات البيوت اللواتي يصدمن بمشاكل، كالتحرش الجنسي، والمعاملة السيئة من طرف المشغل، أو من طرف أسرته، وإذا رفضن الانصياع، تلفق لهن تهم، ويزج بهن في السجن دون ذنب.

نستقبل يوميا العديد من المكالمات، كي تتدخل الجمعية لمساعدتهن، وأمام القوانين والعادات الصارمة، لا يمكننا إلا أن نتصل مباشرة بالكفيل، ونحاول إقناعه للتنازل عن الشكاية، أو أن نرفع خطابا إلى أمير منطقة الرياض، نطلب منه العفو، وعند إطلاق سراحهن، نسلمهمن للسفارة كي ترحلهن، كما تتدخل الجمعية، في حالة نقل جثامين المتوفين هناك، وساهمنا هذه السنة في حل مشكلة عودة بعض الحجاج المغاربة، الذين واجهتهم بعض المشاكل من طرف بعض الشركات السياحية المغربية، التي تخلت عنهم، فتولت الجمعية عملية إيوائهم في خيام، وتتبعت مسألة ترحيلهم.

والمشكلة الكبيرة، التي يعانيها أبناء الجالية تتمثل في عدم وجود مدارس مغربية، تدرسهم مناهج وبرامج التدريس المغربية.

ما هي أهم الأنشطة التي يمارسها تجمع المغاربة المقيمين بالسعودية؟

- أنشئ التجمع من أجل الدفاع عن مصالح الجالية المغربية المقيمة بالسعودية بالدرجة الأولى، إذ تتقاطر علينا يوميا عشرات المكالمات، من طرف المغاربة المقيمين هناك، من أجل التدخل لحل مشاكلهم، كما أننا لا نتوانى في المشاركة في الأعياد، والاحتفالات، والمناسبات الوطنية، فضلا عن مشاركتنا في بعض الأنشطة الرياضية. وشاركنا أخيرا مع جمعية الصحراء المغربية للتنمية والتضامن في تنظيم الملتقى العالمي الثاني حول قضية الصحراء المغربية بمراكش، والذي حضرته شخصيات تنتمي إلى كل أقطار العالم، ونحن الآن بصدد تنظيم أسبوع ثقافي مغربي، في هذا البلد العربي الشقيق.

29-03-2012

المصدر/ جريدة الصحراء المغربية


وضعت دراسة فرنسية صادرة مؤخرا عن الأمانة العامة للهجرة، المغاربة المقيمين في فرنسا ضمن خانة المهاجرين "المؤهلين جدا"، وقدرت عدد المهاجرين المغاربة الحاصلين على درجة التعليم العالي بـ 66 ألف مهاجر... تفاصيل الخبر

28-03-2012

المصدر/ جريدة الخبر (المغربية)

Google+ Google+