09 شتنبر - طنجة - معرض "الذاكرة المغربية في بريطانيا" يقتفي آثار المهاجرين المغاربة الأوائل بالمملكة المتحدة

الأربعاء, 09 شتنبر 2009

افتتح مساء يوم الاثنين برواق الفن المعاصر محمد الدريسي بطنجة المعرض المتنقل "الذاكرة المغربية في بريطانيا" الذي يكشف عن تاريخ العلاقات المغربية البريطانية، ويقتفي حضور المهاجرين المغاربة الأوائل بالمملكة المتحدة.


وينقسم المعرض، المنظم بتعاون بين مجلس الجالية المغربية بالخارج وجمعية "موروكن ميموريز" إلى غاية 28 من الشهر الجاري، إلى ثلاثة محاور تهتم بكل من العلاقات المبكرة بين البلدين، والقصص المخفية للمهاجرين المغاربة، والتراث المشترك.


ففي القسم المتعلق بتاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كشف المعرض عن مجموعة من الوثائق التي تؤرخ لحقبة تبادل البعثات، وتطور العلاقات التجارية بين البلدين، والمواجهات العسكرية، واحتلال طنجة من الإنجليز، والكتابات البريطانية عن المغرب.


ويسرد المعرض في قسمه المتعلق بتاريخ الهجرة نحو بريطانيا حضور المغاربة الأوائل بهذا البلد منذ بداية ستينات القرن الماضي، وتطور نوعية المهاجرين من العمال البسطاء إلى الأطر ذوي الكفاءات العالية والتي تركت بصماتها على انطباع المجتمع البريطاني حول المغرب.


واهتم الجزء المتعلق بالتراث المشترك بالتبادل الثقافي بين الجانبين، ومساهمة الجالية المغربية في إغناء المشهد الثقافي والفني بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى معرض خاص بلوحات أبدعتها أنامل عدد من الرسامين المغاربة المقيمين ببريطانيا.


وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج السيد إدريس اليزمي، أن هذا المعرض يشكل مساهمة في جهود كتابة علمية دقيقة وموثقة لتاريخ الهجرة المغربية في العالم ومن بينها الدول الأوربية على وجه الخصوص.


وأضاف في السياق نفسه، أن الحديث عن تاريخ الهجرة هو في جزء منه حديث عن تاريخ المغرب كوطن ومجتمع وتاريخ، وكذا عن إسهامات المهاجرين في إغناء بلدهم الأم وبلد الإقامة.


واعتبر أن هذا المعرض يحاول أن يظهر أن تاريخ الهجرة المغربية نحو الخارج ليس وليد ستينات القرن الماضي كما يسود الاعتقاد، بل يعود في بعض البلدان إلى ما قبل القرن 19، مشيرا من جهة أخرى إلى تنوع الدافع نحو اختيار الاغتراب بين العمل والدراسة والتجارة والفن.


وعن رمزية اختيار مدينة طنجة لانطلاقة هذا المعرض في جولة وطنية بعدد من المدن المغربية، أكدت السيدة مريم شارطي، مفتشة المعرض، أن مدينة البوغاز شكلت على الدوام جسرا للمبادلات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين بالإضافة إلى الحضور البريطاني التاريخي بالمدينة.


وأضافت السيدة شارطي أن هذا المعرض وليد عمل انطلق قبل أزيد من سنة ونصف عبر إجراء مقابلات مع أفراد من الجالية المغربية بالخارج، وتنظيم ورشات فنية لأطفال المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث للتعبير عن انتمائهم للوطن الأم.


وبعد مدينة طنجة، من المنتظر أن ينتقل المعرض إلى المكتبة الوطنية بالرباط (بين 16 و 26 أكتوبر) والصويرة (بين 29 أكتوبر وفاتح نونبر).


تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض حل بخمس من كبريات مدن بريطانيا في جولة استمرت من دجنبر 2008 إلى غاية مارس 2009، وزار كلا من سانت ألبانس وكراولي وتاور بريدج ومانشستر وأدنبره.

 

و م ع

الصحافة والهجرة

Google+ Google+