18 شتنبر - دويسبورج - مسلمو ألمانيا يشعرون أن الحملة الانتخابية تهملهم

الجمعة, 18 شتنبر 2009

يشعر كثير من مسلمي ألمانيا البالغ عددهم أربعة ملايين مسلم بأنهم منسيون ولا يميلون للتصويت في الانتخابات التي تجري هذا الشهر وحتى الساسة يعترفون بأنهم تنبهوا متأخرا جدا لإمكانياتهم في صندوق الاقتراع.


في دويسبورج بمنطقة الرور الصناعية التي يوجد بها أكبر مسجد بألمانيا لا تثير المستشارة المحافظة انجيلا ميركل ومنافسها الديمقراطي الاشتراكي فرانك فالتر شتاينماير اهتماما يذكر ويواجهان درجة أقل من الشغف السياسي.


ويقول عصمت اكجول، 19 عاما، وهو يقف مع أصدقائه أمام حديقة للملاهي في ضاحية ماركسلوه حيث نحو 60 في المئة من السكان لهم جذور بين المهاجرين وهي في معظم الأحيان تركية "لم أحصل على وظيفة ولا أصدقائي. الساسة لا يكترثون".


وأضاف "الشركات ترى اسما أجنبيا على استمارة الالتحاق ويلقونها في سلة المهملات".


ونحو واحد من كل خمسة ألمان له خلفية بين المهاجرين واكبر أقلية هي التركية.


ومن بين نحو 8ر2 مليون شخص له جذور تركية لا يستطيع إلا 600 ألف تقريبا الإدلاء بأصواتهم ولا يستطيع كثيرون التسجيل آو الحصول على الجنسية. وخمسة نواب فقط من جملة 614 في مجلس النواب بالبرلمان الألماني المعروف باسم البوندستاج لهم أصول تركية.


ويقول بعض الساسة إن الأتراك وكثير منهم لهم أصول في المناطق الفقيرة المتدينة بشرق تركيا يجب أن يبذلوا جهودا اكبر للاندماج وتعلم الألمانية.


لكن منظمة "تي.جي.دي" التي تمثل المصالح التركية في ألمانيا هاجمت أحزابا لوضعها الأعداد المتزايدة من المرشحين الذين لهم أسماء تركية في ذيل قوائمها مما لا يعطيهم أملا يذكر في الفوز بمقعد.


وتستهدف الأحزاب الرئيسية في دويسبورج التي هي معقل تقليدي للحزب الديمقراطي الاشتراكي وأعادت لتوها انتخاب رئيس بلدية محافظ الجالية التركية بأحداث وملصقات وإعلانات خاصة بالتركية ضمن الحملة الانتخابية.


وقال توماس مالبرج وهو محافظ من الحزب الديمقراطي المسيحي "أهملنا أصوات المهاجرين لفترة طويلة جدا. لكننا استيقظنا الآن وبدأنا نكسبهم في صفنا".


وعلى النقيض من الوضع في بريطانيا أو فرنسا حيث تتحول التوترات العنصرية المبطنة من وقت لآخر إلى أعمال عنف يعيش مسلمو ألمانيا في سلام جنبا إلى جنب مع أفراد المجتمع الألماني لكن قلة الاندماج مشكلة.


وكانت ميركل قد استضافت "مؤتمرات قمة للاندماج" لمناقشة قضايا مثل الحجاب ورهاب الإسلام لكن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقول إن ألمانيا لا تستطيع توفير فرص تعليم متكافئة للأطفال المهاجرين وكثير منهم لا يستطيعون تحدث الألمانية جيدا.


ومن الممكن أن يزيد هذا من نطاق القوة العاملة التي تفتقر إلى المهارة ويضع أكبر اقتصاد بأوروبا في وضع سيء في المستقبل.


في شوارع ماركسلوه أسماء معظم الشوارع تركية وهناك صفوف كاملة من المنازل المتداعية. وتبلغ نسبة البطالة هنا 16 في المئة وهي تقريبا ضعف المتوسط على مستوى البلاد.


لكن تجري الإشادة بالضاحية بوصفها نموذجا للاندماج الجيد.


ويطلق على مسجد المركز الذي يبلغ ارتفاع مئذنته 34 مترا اسم "معجزة ماركسلوه" حيث لم يسبب خلافات تذكر مع السكان.


وتقول زولفية كايكين التي ترأس مركز الاجتماعات بالمركز إن المسلمين بحاجة أن يعلموا أن لهم حصة في المجتمع قبل أن يظهروا أي اهتمام بالسياسة.


وأضافت كايكين التي ارتدت بذلة أنيقة لكنها لم تكن تضع حجابا "لا يمكن معالجة المهاجرين كمرضى يحتاجون دواء.


"هناك دوافع قليلة للانخراط في السياسة لانتا لا ينظر إلينا كأعضاء كاملين بالأسرة الألمانية".


وبدأ النواب يدركون ببطء أن معدلات مواليدهم الأعلى ستعطي المسلمين مزيدا من النفوذ في المستقبل.


وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة داتا فور يو مؤخرا أن 5ر55 في المئة من الألمان الذين لهم أصول تركية سيدلون بأصواتهم لصالح الحزب الديمقراطي الاشتراكي وأن 3ر23 في المئة سيدلون بأصواتهم حزب الخضر وعشرة في المئة فقط لحزب المحافظين.


رويترز

الصحافة والهجرة

Google+ Google+