22 أكتوبر - باريس - تقرير لليونسكو يبرز الطابع الاستعجالي للاستثمار في التنوع الثقافي والحوار

الخميس, 22 أكتوير 2009

خلصت توصيات تقرير عالمي جديد لليونسكو، إلى أن المقاولات التي تستثمر في التنوع الثقافي، سواء على مستوى تدبير الموارد البشرية أو التسويق، يمكنها أن تحقق من ذلك أرباحا اقتصادية.

وأوصى التقرير، الذي قدم يوم الثلاثاء بمقر المنظمة في باريس، أساسا بخلق "مرصد عالمي للتنوع الثقافي، مكلف بمتابعة انعكاسات العولمة"، وإحداث "آلية وطنية لمتابعة السياسات العمومية في جوانبها المتصلة بالتنوع الثقافي" أو "تنفيذ السياسات اللغوية الرامية إلى حماية التنوع اللغوي وتشجيع التعدد اللغوي".

وتقترح الوثيقة أيضا استراتيجيات جديدة لتيسير الحوار الثقافي وتحسين ملائمة مضامين التربية، ومحاربة الأحكام الجاهزة في وسائل الإعلام، وتسهيل تبادل الإنتاجات الفنية وتنقل الفنانين.

وسواء في معرض مخاطبته للعالم الجامعي أو عموم الجمهور، يدافع التقرير عن تصور جديد للحوار الثقافي، يشدد من خلاله على الطابع الدينامي وعلى ضرورة محاربة نمو نوع من الأمية الثقافية، التي يشجعها تسارع وتيرة التحولات الاجتماعية.

ويتطلع التقرير الجديد الذي صدر تحت عنوان "الاستثمار في التنوع الثقافي والحوار الثقافي"، إلى أن يصبح أداة مرجعية في مجال التنوع الثقافي.

كما يعد التنوع الثقافي الذي يتم حصره عادة في حماية التراث المعرض للخطر، تطويرا للكفاءات الثقافية والبحث عن ترياق ضد تجليات "الانطواء الذاتي" والطريق نحو أشكال جديدة للحكامة ورافعة لممارسة فعلية لحقوق الإنسان المعترف بها عالميا وأداة لتقليص اختلالات التجارة العالمية للإبداع.

وحسب التقرير، تمثل صناعات وسائل الإعلام والثقافة أكثر من 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام العالمي، وحوالي مليار و300 مليون دولار، أي حوالي مرتين موارد السياحة العالمية التي تقدر ب 680 مليار دولار.

وتظل حصة إفريقيا من التجارة العالمية للإبداع هامشية (أقل من 1 في المائة من الصادرات العالمية)، في وقت تزخر فيه القارة الإفريقية بالمبدعين في شتى المجالات.

ومن أجل تحسين هذا الوضع، يرى التقرير أنه من الضروري الإسراع بالاستثمار في التنوع الثقافي والحوار.

ويقول المدير العام السابق لليونسكو كوشيرو ماتسورا في هذا الصدد إن "الثقافة كانت أكبر شيء تم إغفاله في أهداف الألفية الثالثة للتنمية"، مبرزا أنه "أضحى مستعجلا في عالمنا الذي تواجهه تقلبات ثقافية مختلفة، معرفة كيفية مواكبة التحول، والتأكد من أن لا يصبح مصدرا لمزيد من الهشاشة بالنسبة للذين هم غير مستعدين لذلك".

وحسب الأرقام الواردة في التقرير، فإن العالم يضم حاليا مابين 6000 و8000 لغة، نصفها تتحدث به جماعات لغوية مشكلة من أقل من 10 ألاف شخص.

وذكر ذات المصدر، أن الصادرات من التجهيزات الثقافية ووسائل الإعلام بالبلدان النامية، تزايدت بشكل ضخم خلال الفترة مابين 1996-2005، منتقلة من 51 مليارات دولار إلى 274 مليار دولار .

وخلص التقرير إلى أن الصناعة التقليدية والسياحة، يشكلان مصدرا هاما للمداخيل بالنسبة للبلدان النامية، مستشهدا في ذلك بنموذج المغرب حيث تمثل مداخيل هذين القطاعين أكثر من 25 في المائة من الناتج الداخلي الخام.


و م ع

الصحافة والهجرة

Google+ Google+