مهرجان برلين السينمائي يتوج شريطا عن اللجوء أملا في تشجيع العالم على الترحيب بهم

الإثنين, 22 فبراير 2016

بعد أن كانت أول بلد أوروبي رحب باللاجئين السوريين المتدفقين على أوروبا في أكبر موجة لجوء تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية، اختارت ألمانيا من خلال مهرجانها السينمائي العالمي إثارة انتباه العالم حول موضوع اللجوء الذي أصبح قضية سياسية يحتدم فيها النقاش بين حكومة ميركل والأحزاب المعارضة.

الدب الذهبي لتحسيس العالم بمعاناة المهاجرين

ولم يكتفي مهرجان برلين السينمائي، وهو بالمناسبة أحد أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، في دورته لهته السنة بالتركيز على موضوع الهجرة واللجوء والعمل على تشجيع العالم على مساعدة اللاجئين والترحيب بهم، بل منح جائزته الكبرى لشريط يتناول أزمة اللاجئين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

نهاية الأسبوع الماضي فاز فيلم فوكواماري للمخرج جيانفرانكو روسي الذي يتناول أزمة اللاجئين في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية بالبحر المتوسط بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي نهاية الأسبوع الماضي.

ويعرض الشريط الوثائقي حجم الرعب الذي يعيشه اللاجئون في لقطات التقطت من قارب شهد وفاة عشرات الأشخاص اختناقا بعد خمس ساعات من الإبحار في البحر المتوسط.

مرميد: "فوكوماري" يحكي المآساة من دون بكائية

وفي تعليقه على شريط "فوكوماري" اعتبر الصحفي المغربي بإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية والمتخصص في السينما بلال مرميد أن فيلم فوكوماري هو "الفيلم الذي يحكي مآسي الهجرة من دون أن يلجأ المخرج إلى التمثيل بالجثث، مثلما سبق أن شهدته السينما من قبل".

وقال مرميد الذي غطى فعاليات مهرجان برلين في تصريح لبوابة مجلس الجالية المغربية بالخارج إن الفيلم الذي توج بالدب الذهبي لهذه السنة "يظهر المأساة في لامبيدوزا ومأساة الهجرة غير الشرعية والطريقة التي يصل بها المهاجرون بالخصوص إلى سواحل لامبيدوزا وكذا يظهر آلاف الجثث التائهة في البحر، ولكن من دون أن يكون هناك الجانب الاستعراضي ومحاولة البكائيات" مضيفا بأن "الفيلم ملئ في حمولته لأن المخرج قضى مدة طويلة في الجزيرة الإيطالية إلى حد جعله يعتقد بأن هذا الشريط سيكون الأخير بالنسبة إليه بقدر ما كان متأثر بما شاهده وما عاشه من معاناة".

ونقلت وكالة رويترز عن المخرج جيانفرانكو روسي قوله إن الشريط "شاهد على مأساة تحدث أمام أعيننا" مضيفا "أعتقد أننا جميعا مسؤولون عن هذه المأساة التي ربما تكون أسوأ مأساة يشهدها العالم منذ المحارق" النازية.

ويمزج الفيلم بين حياة سكان الجزيرة الذين يعيش معظمهم على صيد الأسماك وبين الجهود اليائسة لمئات الآلاف من اللاجئين للوصول إلى أوروبا سعيا لحياة أفضل.

هيأة التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+