التنوع الثقافي مصدر للثروة ولتعزيز مقاومة المجتمعات للتطرف

الأربعاء, 24 فبراير 2016

أكد المشاركون في منتدى تنظمه مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، يوم الثلاثاء 23 فبراير 2016 بإشبيلية، أن التنوع الثقافي مصدر لغنى الإنسانية والتشجيع على بروز فضاء لمقاومة تطرف المجتمعات.

وأوضحت كاتبة الدولة الإسبانية للهجرة، مارينا ديل كورال تيليز، في افتتاح هذا المنتدى حول "الثقافة، الهوية والتنمية البشرية"، أن الهجرة، التي هي مصدر غنى سواء بالنسبة لبلدان المنشأ أو بلدان الاستقبال، تساهم في تلاقح الثقافات، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي ضروري للبشرية، كضرورة التنوع البيولوجي للنظام البيئي.

وأضافت المسؤولة الإسبانية أن حركات الهجرة تعتبر مرادفا لنقل الثقافة والمعرفة، مذكرة، في هذا السياق، بالدور الهام للمجتمع المدني في تعزيز التنوع الثقافي، وكذا بأهمية هذا الأخير في التصدي لكل أشكال التطرف وتعزيز الاحترام بين الشعوب.

من جهته أكد سفير المغرب بإسبانيا، محمد فاضل بنيعيش، على أهمية تعزيز النقاش حول قضايا مثل الحوار بين الثقافات، ودمقرطة الثقافة، والتعاون الثقافي، وإبراز التراث والسياحة الثقافية، مذكرا بدور الدبلوماسية الثقافية في العلاقات الدولية، وإسهامها في التعريف بثقافة البلدان، وفي تعزيز التفاعل والحوار بين مختلف الحضارات.

وأشار بنيعيش، في هذا السياق، إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يبرز الدور الذي يضطلع به المغرب ثقافيا على المستوى الإقليمي، وتكريس الثقافة كعامل أساسي للإبداع والابتكار والتجديد الروحي، وفي الحفاظ على الهوية الوطنية.

وبدوره دعا نائب رئيسة حكومة جهة الأندلس، مانويل خيمينيز باريوس، في كلمة بالمناسبة، إلى تضافر جهود مجموع الفاعلين المعنيين من أجل مزيد من التوافق والتفاهم بين شعوب حوض البحر الابيض المتوسط.

وأشار ا خيمينيز باريوس، في هذا السياق، إلى المكانة التي تحتلها الأندلس كجسر بين الثقافات والحضارات بضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشددا على أن الثقافة ليست فقط مؤشرا على التقارب، ولكن أيضا على التنمية البشرية.

وأشار إلى من شأن اللقاءات كندوة مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط حول "التنوع الثقافي، فضاء للتنمية ومقاومة التطرف" مساعدة أصحاب القرار على اتخاذ قرارات مناسبة لتعزيز احترام الآخرين والتلاقح بين الثقافات من أجل السلم والاستقرار بالمنطقة المتوسطية.

وفي سياق متصل أشار مدير مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، خوسيه مانويل سيرفيرا غرغارا، إلى أن هذا اللقاء يروم الخروج باستنتاجات يمكن توظيفها من خلال تدابير تتوخى تعزيز التقدم الملحوظ في مجال احترام التنوع الثقافي وتلاقح الثقافات في حوض المتوسط.

وتركز هذه التظاهرة، التي تنظمها مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بشراكة مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، على العلاقة والتفاعل في هذا المجال بين إسبانيا والأندلس والبلدان المغاربية، لاسيما المغرب، كفضاء مادي يجسد بوابة البحر الأبيض المتوسط، ومكان متميز بغناه الثقافي والتراثي وكذا تفاعله على مدى قرون عديدة من التاريخ المشترك.

وتروم هذه التظاهرة المساهمة في توطيد هذه العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك في محاولة لاستكشاف مشاريع تعمل على تعزيز التعايش الجيد والتنمية البشرية، بروح من التبادل والتسامح والانفتاح، والتركيز على الثقافة كأداة أساسية لتقارب الشعوب.

ويتضمن برنامج المنتدى، المنظم على مدى يومين، ندوتين ركزت الأولى على "القيم المشتركة لبناء التعايش والتعاون على أساس احترام التنوع"، فيما ستهم الثانية "التنوع الثقافي مصدر الثروة والتنمية الاجتماعية"، وسيتناول المشاركون، من خلالهما، قضايا من قبيل "المناهج العملية لتدبير التنوع"، و"التعاون الثقافي باعتباره عاملا للتفاهم".

كما سيناقش المشاركون في هذا المنتدى مواضيع مثل "دور الجامعات في دمقرطة الثقافة والولوج إلى مجتمع المعرفة"، و"تعزيز التراث ودور السياحة الثقافية"، و"المراكز التاريخية الأندلسية والمدن العتيقة نموذجا حيا للتعايش"، إلى جانب استكشاف مشاريع تخص مجالات التعزيز والتعريف والتكوين المرتبطة بحقل التراث الثقافي.

ويشتمل برنامج المنتدى، أيضا، على أمسيتين للموسيقى الأندلسية، وذلك في إشارة للتعابير الفنية التي تجمع بين ضفتي حوض المتوسط، ركزت الأولى على شخصية الملك الشاعر المعتمد بن عباد، فيما سيحيي الثانية فنانون مغاربيون سيقدمون نوبة الموسيقي الأندلسية التي تلتقي فيها المدارس الموسيقية التاريخية الثلاث للأندلس.

عن وكالة المغرب العربي للأنباء

الصحافة والهجرة

Google+ Google+