ولاحظت الدراسة المنجزة من طرف الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، والتي أوردت بعض مضامينها وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "ضعف حضور وتدخل آباء وأولياء التلاميذ" يعد سببا رئيسا في عدم تحفيزهم وتدني مستوى أدائهم المدرسي، مضيفة أن المستوى الضعيف للاندماج راجع إلى تجمعات المهاجرين المنحدرين من وسط اجتماعي متوسط بأحياء الضواحي، والتوترات السوسيوثقافية.
وأشار نفس المصدر إلى أن الفاعلين الجمعويين يعانون من خصاص في الموارد البشرية والمالية والوسائل التقنية التي تحول دون نجاعة الدعم المدرسي المقدم لتلامذة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مسجلا في هذا الصدد، هيمنة تأطير الجمعيات الدينية وجمعيات الأحياء التي تبقى ذات تأثير محدود جغرافيا.
وأوضحت الدراسة أن السياسات التربوية المعتمدة من طرف بعض البلدان الأوروبية فشلت في ادماج العديد من تلاميذ الجالية، بسبب ضعف المبادرات والموارد المالية المخصصة لهذه المشاريع.
وأظهرت الدراسة أن مستوى الاندماج يختلف من بلد إلى آخر. فعلى سبيل المثال، في فرنسا وهولندا يتحدث التقرير عن "اندماج جزئي" للمغاربة المقيمين بالخارج، يرتبط بالجاليات المتجانسة (مدارس ذات أغلبية من التلاميذ المنحدرين من أوساط المهاجرين) والاستخدام التدريجي للأساليب التعليمية داخل المدارس الإسلامية. وفي إسبانيا، فقد سجل التقرير وجود "ظروف ممتازة للاندماج المدرسي" ترتبط بالانتشار الجغرافي للجالية، بينما في إيطاليا، توصف ظروف الاندماج بأنها "جيدة" بفضل القوانين المشجعة على الاختلاط.
وفي كلمة بالمناسبة، وقف الوزير ، عند "المؤشرات المقلقة" التي تضمنتها الدراسة حول "الأداء المدرسي لأبناء الجالية المغربية بالخارج"، مشيرا إلى أن "مفاتيح الإصلاح تكمن في التوجه نحو التعليم".
وبحسب تصريح للوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، فإن الهدف من هذه الدراسة هو تقديم ومناقشة نتائج التشخيص الذي تم إنجازه من طرف مكتب دراسات  فضلا عن بلورة رؤية وخطة عمل لتحسين الأداء المدرسي لأبناء الجالية المغربية ببلدان إقامتهم.هيأة التحرير + وكالة المغرب العربي للأنباء