باحثون يقاربون دور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف

الثلاثاء, 15 مارس 2016

بحضور المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، نظمت مؤسسة الجسر ندوة علمية تحت عنوان "دور المؤسسات الدينية الإسلامية في مواجهة ظاهرة التطرف"، بتعاون مع عدد من المساجد والجمعيات في مدينة وارخم والنواحي في منطقة الفلاندر الغربية ببلجيكا.

وشارك في هذه الندوة العلمية الشيخ الطاهر التجكاني، رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، وخالد حاجي، الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، والباحث التجاني بولعوالي، والفاعل التربوي محمد المنصوري، وأشرف على تأطير هذا اللقاء محمد علي مختارمنو.

وتطرق التجكاني إلى وسطية الإسلام التي ترفض أي شكل من أشكال الغلو والتطرف، شارحا الكثير من المبادئ الجوهرية التي ينبني عليها الدين الإسلامي في تعامله مع غير المسلمين، وهو تعامل يتسم بالإخاء والتسامح والحوار بالتي هي أحسن، كما أشار إلى أن التربية المتوازنة هي أساس إعداد أجيال مستقبلية غير مهددة بالتطرف.

من جانبه قال حاجي إننا نعيش اليوم في مرحلة العولمة، حيث تنتفي الحدود بين الدول، فالإنسان يمكن له أن يتحرك بشكل سريع ومواتٍ عبر العالم، مما يفسح المجال لانتشار الأفكار والإيديولوجيات التي قد تغزو المسلمين، ولكن في الوقت نفسه نرى أن الكثير من العادات والتقاليد الإسلامية والمغربية بدورها أصبحت اليوم تنتشر في الغرب.

وتابع الخبير ذاته أن "وجود المسلمين في الغرب أصبح أمرا واقعا، حيث يشكل المسلمون مكونا أساسيا من هذا الواقع، لذلك فإن العيش في الغرب بالجسد فقط، على أن تبقى الروح متعلقة بالأوطان الأصلية، ينتج عنه خلل في واقع المسلمين وطبيعة حضورهم في الغرب".

أما الباحث بولعوالي فأفاد بأن المشهد الإعلامي والفكري في الغرب يشهد معركة المصطلحات، حيث يتم خلط لا علمي بين مصطلحات متباينة دون التمييز بين معانيها المختلفة، كمصطلحات الأصولية والأرثوذوكسية والراديكالية والتطرف والإرهاب.

واعتبر المتحدث أن الاستراتيجيات، سواء الأكاديمية أو الرسمية، المعتمدة في الغرب لحل إشكالية التطرف تنطوي على خلل عميق، ذلك لأنها صادرة عما سمّاه "الخارج الإسلامي"، لا الداخل أو الذات الإسلامية، معتبرا أن "المسلمين اليوم في حاجة إلى استراتيجيات تنبثق من واقعهم الخاص وتستوعب مشاكلهم الداخلية والبينية".

بلعوالي شدد على أن المسلمين لا يحتاجون إلى استراتيجيات تملى عليهم من الآخر، مبرزا أن الاستراتيجيات المعتمدة من الغرب عادة ما تركز على المقاربة الأمنية الوقائية، في حين إن "واقع المسلمين يقتضي مقاربة شمولية تأخذ مختلف الأبعاد التربوية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بعين الاعتبار".

أما الناشط التربوي محمد المنصوري، فقد انطلق من تجربته كرجل تعليم، وكذلك من تجربة مؤسسة الجسر التي يديرها، ليؤكد أن الأجيال الصاعدة أصبحت تشكل اليوم جزء لا يتجزأ من الغرب، وأنه ينبغي لها أن تنخرط في الواقع الغربي دون الخوف منه، فهو واقعها الحقيقي، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانيات المتنوعة التي يتيحها المجتمع البلجيكي قصد الرقي بواقع المسلمين.

عن جريدة هسبريس الإلكترونية

الصحافة والهجرة

Google+ Google+