ريكارد زاباتا بوريرو: التعدد الثقافي "بترول" المدن ومورد إثراء اقتصادي لأوروبا

الخميس, 24 مارس 2016

بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج احتضن المعهد العالي للإعلام والاتصال يوم الخميس 24 مارس 2016 الندوة الأولى في إطار سلسلة الندوات حول الهجرة، والتي تمحورت حول موضوع التبادل الثقافي عبر الثقافة: كيف ندبر كفاءات الهجرة؟.

وفي كلمته الافتتاحية خلال هذه الندوة التي سيرها عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، محمد الشايب، اعتبر مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد المجيد فاضل، أن الندوة تأتي في إطار الشراكة بين المؤسستين من أجل تسليط الضوء على موضوع الهجرة الهجرة والتحولات المتواصلة للقضايا المرتبطة بالهجرة سواء على المتوى الاجتماعي او الاقتصادي أو السياسي.
وفي مداخلته خلال هذه الندوة أكد الدكتور ريكارد زاباتا بوريرو أستاذ بجامعة بومبو فابرا ببرشلونة، وأحد المتخصصين في قضايا الهجرة في إسبانيا، على ضرورة التبادل الثقافي في تدبير التعدد الثقافي داخل المدن، وكعامل جذب للسياسيين، ووسيلة للتواصل بين الشباب وربط العلاقات داخل المجتمع وتكريس القيم الشتركة. وشدد زاباتا بوريرو على ضرورة التفريق بين مفهوم التعدد الثقافي والتبادل الثقافي، مبرزا أن الأخير يركز على الروابط التي تنشأ بين الأفراد المنتمين الى ثقافات مختلفة وهو ولا يدع هذا التنوع يسير لحاله من دون تأطير بل يسعى الى تنمية الحجج للتأكيد على أن الروابط بين الثقافات المختلفة هي أساس التعايش، والتفريق بين الأفراد على أساس انتمائهم الثقافي هو ما يجعل كل طرف ينغلق على نفسه ويؤدي الى الشك في الآخر والصراع مع الآخر.

RENCONTRE 4
وبعد أن انتقد استبعاد السياسات الثقافية في تدبير المدن في السابق، اعتبر الأستاذ الجامعي الإسباني على أن إنجاح هذا التفاعل يتطلب توفير الظروف المواتية وأهمها هي المساواة في الحقوق بين جميع أفراد المجتمع، ليخلص إلى أن الجاليات الأجنبية بمختلف مشاربها تشكل موارد إغناء للمجتمعات الأوروبية واصفا التعدد الثقافي  ببترول أوروبا، وفي حال قامت بتدبيرها بشكل جيد فإن ذلك سيعطي ثمارا في للتنمية الاقتصادية.وقال بوريرو في هذا السياق إن المستثمرين والتجار من المهاجرين لا يلعبون فقط دورا محوريا في تسليط الضوء على المدن وتعزيز التبادل الثقافي وإنها يشكلون موردا اقتصاديا مهما يشجع المبادلات الاقتصادية بين دول الأصل ودول إقامة المهاجرين. ومن أجل إظهار أهمية تدبير  التبادل الثقافي داخل المدن في تقدم المجتمعات، انطلق ريكارد زاباتا بوريرو من ثلاث فرضيات، حيث تعتبر الفرضية السياسية أن عدم التدخل في وضع علاقة بين التعددية الثقافية والعادات السائدة داخل المجتمع يؤدي إلى الصدام، وبالتالي فإن الاستقرار داخل المجتمع هو نتيجة تدبير العلاقة بين التعدد الثقافي والعادات السائدة. أما الفرضية الاجتماعية بحسب الباحث الإسباني فهي أن تفرد الجنسيات وانغلاق كل مجموعة منتمية الى بلد معين على نفسها يشكل دافعا للتفرقة إلا أن التفاعل بين المجموعات من جنسيات مختلفة يخلق استقرارا اجتماعيا، في حين قدم زاباتا بوريرو فرضية ثقافية للتبادل الثقافي ركز فيها على أن للمهاجرين قدرات ثقافية يجب تدبيرها وأن الثقافة تشترك مع الاقتصاد في نفس الهدف أي خلق الثروة.

RENCONTRE 3
وتهدف سلسلة الندوات التي أطلقها مجلس الجالية المغربية بالخارج إلى مناقشة وإبراز التحولات الجديدة في سياقات الهجرة والعمل على تجديد التفكير حول الهجرة.هيأ التحرير

الصحافة والهجرة

Google+ Google+