اعتداءات بروكسل قد تزيد حدة النزعة الشعبوية في الغرب

الجمعة, 25 مارس 2016

 

يحذر محللون من ان انعكاسات اعتداءات بروكسل الدامية الثلاثاء يمكن ان تزيد من حدة النزعة الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء.

وشكلت الاعتداءات فرصة استغلها المرشح الجمهوري دونالد ترامب في خطابه للسباق الرئاسي في الولايات المتحدة، بينما تزيد في اوروبا من احتمال تشدد أكبر ازاء ازمة اللاجئين.

ويحذر محللون من أن الاعتداءات يمكن ان تؤدي الى انقسامات من شانها أن تجعل من الصعب التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في وقت يعتبر فيه اتخاذ موقف موحد تجاهه امرا مهما اكثر من اي وقت مضى.

وقال توماس رايت المحلل لدى "بروكيانغز" حول شؤون الولايات المتحدة وأوروبا "هناك مخاوف من الوقوع في دوامة تزيد فيها ردود فعلنا على هذا التهديد الفعلي الامور سوءا بدلا من تحسينها".

 

ازمة اللاجئين

وصل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر نصفهم تقريبا من السوريين الى أوروبا العام الماضي وحده، ما أسفر عن ازمة غير مسبوقة تسببت بانقسامات بين دول الاتحاد الاوروبي حيال طريقة التعامل معها.

وبدا الراي العام يشهد تشددا ازاء اللاجئين مع تزايد اعدادهم، كما تساهم أنباء حول تسلل جهاديين ضمن صفوف المهاجرين الى أوروبا في إثارة المخاوف.

وأعادت عدة دول اوروبية فرض مراقبة على حدودها وحددت سقفا لعدد المهاجرين الذين ستستقبلهم ما ادى الى بقاء الاف الاشخاص عالقين على المعابر في ظروف مزرية.

ومن المرجح ان تزيد اعتداءات بروكسل التي اوقعت 31 قتيلا ونحو 300 جريح الاوضاع صعوبة بالنسبة الى اللاجئين، فقد سارعت رئيسة الوزراء البولندية بياتا شيدلو الى الاعلان عن عدم الموافقة على استقبال 7 الاف لاجئ.

ويقول دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "أزمتي الارهاب واللاجئين موضوعان مختلفان تماما الا ان الراي العام يربط بينهما".

وتابع "كلما نشهد اعتداءات ارهابية يزيد نفورنا من اللاجئين، ورغم انه ليس عدلا لكنه جزء من رد الفعل العاطفي للراي العام".

ولفت رايت الى ان اعتماد سياسة اكثر تشددا ازاء المهاجرين لن يساهم فعلا في الحؤول دون وقوع اعتداءات اخرى.

وقال لفرانس برس "قسم كبير من هؤلاء الارهابيين يقيمون في اوروبا او هم مواطنون اوروبيون، ولن يكون لتشديد قوانين الهجرة اي تاثير عليهم".

 

صعود احزاب اليمين الشعبوية

تدفع ازمة المهاجرين وتنظيم الدولة الاسلامية بالناخبين الى صفوف الاحزاب اليمينية التي وصل أحدها الى السلطة في بولندا بينما تشهد اخرى شعبية متزايدة من سلوفاكيا الى السويد ومن النمسا الى فرنسا. والاعتداءات الاخيرة يمكن ان تزيد الدعم لهذه الاحزاب.

واضاف رايت ان الاعتداءات "يمكن ان تخدم مصالح الشعبويين والقوميين وربما تلقى المطالبة باغلاق الحدود وعدم التسامح اصداء أكبر بعدها". إلا انه شدد على ان مثل هذه السياسات "ستعطي نتيجة معاكسة".

وتابع ان "الحل ليس بإعادة فرض الحدود واستهداف المسلمين او الانسحاب من الاتحاد الاوروبي بل زيادة التعاون بين الدول واعطاء دور اكبر للجاليات المسلمة لعزل تنظيم الدولة الاسلامية".

عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي

هل ستحمل اعتداءات جديدة على ارض اوروبا عددا أكبر من البريطانيين على الاجابة بنعم في خانة "المغادرة" في الاستفتاء المقرر في حزيران/يونيو حول عضوية البلاد في الاتحاد الأوربي؟

سارع حزب الاستقلال المشكك بأوروبا الى القول بعد اعتداءات بلجيكا انها دليل على ان "التساهل على الحدود يشكل تهديدا على أمننا".

إلا أن مويزي يعتبر ان "على البريطانيين منطقيا الا يغادروا اوروبا".

وأضاف "ربما يشعرون بأنهم يريدون ذلك كنوع من الاحتجاج ضد النخب لديهم ونتيجة شعور غير منطقي بضرورة حماية انفسهم من الإرهاب".

وتابع "قبل ستة أشهر كنت سأقول بثقة ان البريطانيين سيصوتون على البقاء في اوروبا لكنني اليوم اصبحت اقل ثقة بكثير".

الانتخابات الاميركية

ينسب قطب الاعمال الثري دونالد ترامب الزخم المفاجئ في حملته الانتخابية ضمن الحزب الجمهوري الى اعتداءات باريس الدامية التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال ترامب في تجمع مؤخرا "حدث أمر ما، هو باريس... واتخذ بعدا جديدا فنحن بحاجة الى الحماية في بلادنا وفجأة ارقام استطلاعات الراي زيادة كبيرة".

واستغل ترامب تهديد الجهاديين لتبرير منع المسلمين من دخول البلاد كما انه دعا الى اعادة استخدام التعذيب بحق المشتبه بهم في قضايا ارهابية.

وفي ما يتعلق باعتداءات بروكسل، حذر ترامب من أي شخص سيحاول القيام بالمثل في الولايات المتحدة "سيعاني الامرين".

وتابع رايت ان الاعتداءات "يمكن ان تصب في خانة الداعين الى اغلاق الحدود مبررين ذلك بان الاسلام هو العدو وبان الامر صراع بين الحضارات".

لكنه أشار الى ان هذا الشعور يمكن ان يتغير بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية عندما يواجه المرشحون الامة الاميركية ككل.

وختم رايت قائلا "اعتقد ان الشعب الاميركي أكثر تسامحا ويريد التعاون مع دول اخرى ولا يرى في الاسلام عدوا".

عن وكالة الانباء الفرنسية

الصحافة والهجرة

Google+ Google+