الجمعة، 05 يوليوز 2024 06:24
أكد محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن مشروع الدستور يحمل ضمانات ومكتسبات جوهرية لفائدة أفراد الجالية، ستمكن من معالجة قضايا الهجرة وفق مقاربة ديمقراطية.

وأوضح محمد عامر نهاية الأسبوع الماضي في لقاءين مع أعضاء من الجالية المغربية المقيمة في كل من بروكسيل وأمستردام، أن التقدم الديمقراطي الذي قام به المغرب ثمرة لتعبئة جميع مكونات المجتمع، وخاصة أفراد الجالية.

وبعدما تطرق للأسباب التي تشكل الاستثناء المغربي مقارنة مع ما يسمى الربيع العربي، وكذا السياق الذي تندرج فيه هذه الإصلاحات العميقة، أبرز الوزير دسترة قضية الهجرة مسجلا أنه من بين 180 مساهمة تم تقديمها في إطار مشروع الدستور، عشرة منها صادرة عن ممثلي أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

ووصف عامر هذه المنهجية ب"الشفافة والديمقراطية والنموذجية " مضيفا أن نص المشروع الجديد يضم مجموعة من الفصول التي تهم الجالية المغربية المقيمة بالخارج والمتعلقة بالأساس بالتزام الدولة في الدفاع عن هذه الفئة من المواطنين وجعلهم مساهمين في الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية للمغرب، ولا سيما من خلال تعبئة الكفاءات.

وأكد عامر أيضا على أن الحكومة تعمل، من الآن، على ضمان مشاركة المغاربة المقيمين بالخارج في العملية الانتخابية سواء كمرشحين أو ناخبين، مشددا على ضرورة معالجة قضاياهم بتشارو مع بلد الاستقبال.

ودعا الوزير، بنفس المناسبة، أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا وهولندا، بالتصويت بكثافة لفائدة الدستور الجديد، مذكرا بانه تم وضع رهن إشارة المغاربة المقيمين بالخارج في المغرب وفي بلدان الاستقبال مكاتب للتصويت، سواء على صعيد البعثات الدبلوماسية أو في مراكز العبور.

وقال إن مواد هذا المشروع المتعلقة بمسألة الهجرة تعد بمثابة خارطة الطريق تمهد لعمل حكومي في مجال تدبير قضايا المغاربة المقيمين بالخارج.

وبعد أن جدد التأكيد على أهمية هذا النص الجديد والذي سيرتقي بالمملكة إلى مصاف الدول الديمقراطية والمحترمة لحقوق الإنسان، اعتبر السيد عامر أن الأبعاد الثقافية تعد أساسية في صون وتعزيز الروابط بين المواطنين المغاربة بالخارج والبلد الأصلي.

وتميزت هذه الاجتماعات بإجراء نقاش مفتوح وشفاف مع أفراد الجالية المغربية حول مشروع الدستور الجديد وكذا حول عملية التصويت يوم فاتح يوليوز المقبل.

27-06-2011

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

أمام تنامي ظاهرة الهجرة السرية وتكاثر عدد الأفارقة المرشحين لها وانتشار أعداد هائلة من الأكواخ المنصوبة في محيط جامعة محمد الأول بوجدة قامت السلطات المحلية في الأسابيع الماضية بإحراق العشرات من الخيام البلاستيكية والبيوت القصديرية التي نصبها هؤلاء الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء... تتمة المقال

تتوجه أنظار ما يقارب 500 ألف مواطن مغربي شاركوا في قرعة امريكا 2012 إلى الولايات المتحدة، التي ستجري بها عملية سحب قرعة "الغرين كارد" في الأيام المقبلة ... تتمة المقال

اتفق زعماء دول الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على تشديد إجراءات الهجرة ومن بينها إمكانية إعادة فرض قيود على الحدود بين دول الاتحاد في رد مثير للجدل على التزايد الكبير في أعداد المهاجرين من شمال افريقيا.

وتمهد هذه الأفكار الطريق للمزيد من القيود على العبور بين دول الاتحاد في حالات فشل الحكومات في حماية الحدود الخارجية للاتحاد بكفاءة من موجات المهاجرين غير الشرعيين.

وليس من شأن الاجراءات الجديدة ان تفرض قيودا شديدة على حرية الحركة للأشخاص لكنها تلقي الضوء على تصاعد العداء للهجرة الشرعية والمخاوف التي يثيرها التنقل بلا قيود في بعض مناطق أوروبا.

ويسمح لمواطني دول الاتحاد وعددها 27 دولة عموما بالسفر بحرية داخل الاتحاد. ومضت 22 دولة من دول الاتحاد وثلاث دول ليست من أعضاء الاتحاد الى ما هو ابعد من ذلك بإلغاء إجراءات العبور على الحدود بينها تماما وفقا لاتفاقية شنجن التي تحمل اسم قرية في لوكسمبرج وقعت فيها الاتفاقية عام 1985.

وقال رؤساء الدول السبع والعشرين في قمة في بروكسل ان القيود على الحدود من الممكن ان تسري في ظروف "استثنائية جدا" لكنهم أضافوا ان حرية التنقل للأشخاص هي حرية أساسية.

وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد القمة انه دون اصلاحات فان الاجراءات الفردية التي تقوم بها دول الاتحاد تهدد منطقة شنجن.

وقال "سعدت جدا باتخاذنا لهذه الخطوة لأنني حقا اقدر شنجن وأكدت انه في حالة عدم إصلاح شنجن فسوف يكون هناك خطر أن تختفي.

24-06-2011

المصدر/ وكالة رويترز

قبل أن يهاجر عابد الفاضي من الرباط بالمغرب إلى نورزرن فيرجينيا منذ 6 سنوات، قدم له صديق نصيحة: عندما تصل أميركا، عليك التوجه لمتجر «ستاربكس» في سكايلاين.

من الخارج، لا يبدو هناك ملمح مميز يلفت الأنظار لهذا الفرع لسلسلة «ستاربكس» القائم في مركز تجاري بمنطقة فولز تشترش، على بعد بضعة أميال إلى الغرب من طريق إنترستيت 395. يقع «ستاربكس» بين مطعم «آينشتين بروس بيغيلز» ومتجر «أوفيس ديبوت» في منطقة تعرف باسم سكايلاين، ويواجه ساحة كبيرة للسيارات، يوجد خلفها مركز تجاري آخر يبدو خاليا من الروح وبمثابة واحد من المعالم المميزة للثقافة التجارية الأميركية.

لكن مع اقترابك من «ستاربكس» ينكشف أمامك عالم من مغاربة يتجاذبون أطراف الحديث حول نتائج مباريات كرة القدم، ومصريين يناقشون تطورات الثورة ببلادهم، وصوماليين يتجادلون حول قضايا سياسية، وجميعهم مجتمعون داخل سلسلة مقاهٍ تحولت لنقطة جذب للمهاجرين الساعين لتنسم أجواء أوطانهم الأصلية.

 

بعد أيام عمل طويلة، كسائقي سيارات أجرة أو عمال بناء أو علماء أو أصحاب نشاطات تجارية، يفد المهاجرون إلى المقاعد الخارجية للمقهى كل مساء في محاولة لمحاكاة منظر المقاهي في عالمهم القديم؛ حيث يتبادل الرجال الحديث أثناء تناولهم النارجيلة واحتسائهم القهوة.

عن ذلك، قال الفاضي، 31 عاما، الذي يعمل بمجال البناء ويعيش في الإسكندرية: «إن هذا جزء أصيل من ثقافتنا، ارتياد القهوة وتناول الأحداث الجارية من حولنا. كمسلمين لا نتناول الخمور ولا نرتاد الحانات ولا نتسكع بالشوارع، وإنما هذا هو ما نفعله».

أثناء الحديث دخل المقهى رجل بدين رمادي الشعر ولوح بيديه قائلا: «السلام عليكم».

ورد 7 أو 8 رجال كانوا جالسين على المقاعد المعدنية حول طاولة واحدة: «وعليكم السلام».

ونهض شاب أصغر سنا وعرض على الوافد الجديد الجلوس على مقعده، بينما ظل هو واقفا وانهمك في الحديث مع أصدقائه بمزيج مغربي بين العربية والفرنسية والإسبانية ولغات أخرى. وتناقلوا عبر أجهزة «بلاك بيري» مقطع فيديو لبرنامج تلفزيوني واقعي جديد يجري تصويره في صحارى وشواطئ وجبال أوطانهم.

وقال مو معوض، 29 عاما، مسؤول تسويق من منطقة فيرفاكس: «سيشارك أميركيون بهذا البرنامج». وضحك على لقطة ظهر بها زعيم قبلي يقول إنه لا يرى في أي من المتسابقات الأميركيات الصفات التي يتمناها في زوجته المستقبلية. وقال معوض: «سنشاهد ذلك».

يغلب الرجال على المشهد بوجه عام، وقد حرص الرجال على التجمع هنا منذ عام 1997، بعد عام واحد من افتتاح «ستاربكس».. وبدأت أعداد قليلة من المغاربة والصوماليين والمهاجرين من دول أفريقية وشرق أوسطية أخرى، عاشوا أو عملوا في الحي، في التدفق على المقهى. وأخبروا أصدقاءهم أن يقابلوهم هناك، وأخبر أصدقاؤهم مزيدا من الأصدقاء، الذين بدأوا في ارتياد المقهى بانتظام كل ليلة لتدخين النارجيلة واحتساء القهوة.

وعن المقهى، قال معوض الذي كان يتناول «مكياتو»: «إنه مكان استراتيجي، فهو قريب من منازلنا، وقريب من أعمالنا؛ لذا يحضر الكثيرون هنا. الأمر لا يتعلق بالقهوة، وإنما بالأشخاص».

وهذا كان أول ما جذب أحمد عبد الله، 55 عاما، سائق سيارة أجرة من الصومال، للمقهى في أواخر تسعينات القرن الماضي. وقال: «كان لديَّ صديق صومالي أخبرني أن آتي هنا، ووعدني بتقديمي للمجموعة التي ترتاد المكان».

الآن، يعيش عبد اللطيف على الجهة المقابلة للمقهى، ويأتي إليه أحيانا مرتين وثلاثا يوميا؛ حيث يتناول القهوة مع صوماليين آخرين ويتحدثون عن مشكلات وطنهم، مثل القرصنة والأصولية. وقال مبتسما: «أحيانا نتحدث بصوت مرتفع، فعندما نتحدث عن السياسة يغلب علينا الحماس. وعندما يرى الأميركيون من أبناء البلاد الأصليين أشخاصا يتحدثون بصوت مرتفع بلغة لا يفهمونها، يتملكهم الخوف».

بيد أن أغلب رواد المكان إما يتجاهلون الحديث الدائر بالصومالية أو العربية أو الأمهرية، وإما يبتسمون لمقابلتهم كل هذا التنوع على نحو غير متوقع تماما.

عن ذلك، قالت جون هوانغ، التي تعيش في فيرفاكس وتصطحب ابنتها لمدرسة رقص قريبة يوميا وتتجه لـ«ستاربكس» لاحتساء القهوة: «يخالج الكثيرين الاعتقاد بأن جميع المراكز التجارية متشابهة في مختلف أرجاء العاصمة واشنطن، لكن هذا المقهى مختلف تماما، فهو يضم مجتمعا خاصا به. إنه أمر رائع. أتمنى لو أن الحي الذي أقطنه كان به مكان مثل هذا».

من وقت لآخر، ينضم أشخاص أميركيو المولد للمحادثات، بما في ذلك طلاب يدرسون العربية سمعوا عن المقهى ويرغبون في ممارسة مهاراتهم في المحادثة. وفي صباح بعض الأيام، يدخل المقهى رجل أميركي ويلتقط صورا للمهاجرين باستخدام هاتفه النقال، ولا يدرون السبب. في أغلب الأوقات، لم يواجه المهاجرون مشكلة هنا، وهو أحد الأسباب وراء تنامي أعدادهم.

من ناحيته، قال مصطفى محمدية، مغربي: «اعتدت ارتياد (ستاربكس) في بنتاغون سيتي»، لكن الوضع تبدل في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية عندما بدأ رجل يفد إلى المقهى يوميا ويسب المسلمين «وينتظر منا رد فعل».

مثلما الحال في «ريكس كافيه» في فيلم «كازابلانكا»، يجلس جمهور «سكايلاين ستاربكس» حول طاولات مقسمة حسب الوطن الأم أو اللغة الأصلية. إلا أنهم احتشدوا معا عندما تعرض ملاذهم للخطر؛ حيث أخبرتهم مديرة جديدة للمقهى أنها لا ترغب بوجودهم، واستدعت الشرطة عدة مرات للشكوى من أنهم يتلكأون في الرحيل حتى وقت متأخر. وعلق رشيد الغاتع، سائق شاحنة من أرلنغتون، قادم من المغرب: «لم تعتَد من قبل على رؤية تجمع مثل ما رأته هنا. وكانت ترغب في أن يتناول العملاء القهوة ويرحلون». وعليه، جمع رواد المقهى المنتظمون قرابة 300 توقيع وبعثوا بخطاب للمقر الرئيسي لسلسلة المقاهي والتقى خمسة منهم - اثنان صوماليان و3 مغاربة - مسؤولين من «ستاربكس». والآن، تولى مدير جديد إدارة المكان.

من جهتها، قالت ستيسي كروم، المتحدثة الرسمية باسم «ستاربكس» إنه ليس بإمكانها التعليق حول ما إذا كانت المديرة السابقة قد استُبدلت بسبب الشكاوى، لكنها استطردت أنه «قطعا كان هناك سوء تفاهم وخطأ في التواصل». وقالت: «لقد بنينا مكانا رائعا، فهذا المقهى يمثل الكثير من مقاهينا، وهو مكان يمكن لأبناء المجتمع الواحد الالتقاء فيه».

من وجهة نظر المهاجرين، تعتبر الساعات الطويلة التي يقضونها هناك أمرا جيدا للمكان من الناحية التجارية. عن ذلك قال عبد الله: «عن نفسي، أنفق شخصيا قرابة 400 دولار شهريا هناك. وأتناول هناك ثلاثة أقداح لاتيه كبيرة يوميا. وهناك من يشربون أكثر من ذلك».

أما كروم فلم تكشف عن أرقام، واكتفت بالقول إن الشركة «سعيدة بالتأكيد بأداء هذا المتجر».

أما المديرة الجديدة جيسي فوستر، التي يطلق عليها الفاضي وأصدقاؤه لقب «المباركة»، فأكدت أنها زارت الكثير من مقاهي «ستاربكس» ولم تجد وضعا مشابها لما تراه هنا. وأضافت: «أشعر بأن هذا المكان مميز». هنا، يجلس الإريتريون والإثيوبيون - الذين تورطت دولتاهما في حرب استمرت 30 عاما - معا ليتحدثوا عن العمل وسنوات الدراسة الجامعية.

وقال سليمان ياريد، عالم حاسب آلي إثيوبي يعيش في الإسكندرية: «الحرب انتهت الآن، ولسنا مضطرين للحديث عنها». وتعرف مؤخرا من خلال المقهى على عالم تربة من إريتريا. يوجد المقهى بالقرب من مسجدين، ويوجد لدى الكثيرين من رواد المكان برنامج على هواتفهم النقالة ينبه لأوقات الصلاة. عندما يسمع الفاضي أذان الصلاة يذهب لأحد المسجدين أو يتسلل خلسة لمكان ما من المركز التجاري يكون أكثر نظافة وبعيدا عن الأعين ليصلي به. أحيانا يأتي الرجال للمكان برفقة أطفالهم، لكن لا يدرون ما إذا كان أبناؤهم سيحافظون على هذا التقليد بعدما يتقدم بهم العمر.

وأوضح عبد الله: «نحن أول جيل صومالي. ربما لا يفعل أبناؤنا ذلك، وسيكونون أكثر اندماجا في المجتمع». يفد بعض الرجال على المقهى في الـ5.30 صباحا عندما يفتح أبوابه، ويظل بعضهم جالسا أمامه حتى بعد أن يغلق أبوابه في الـ10 مساء. وإذا لم يحضر أحدهم عدة أيام متتالية، يذهبون للاطمئنان عليه. وإذا فقد أحدهم عمله أو كان وافدا حديثا إلى البلاد، يعرضون عليه النصيحة وما هو أكثر منها. منذ بضع سنوات جمعوا 75 ألف دولار لأرملة صديق كان يعيش على الجانب الآخر من الشارع وتوفي بسبب السرطان.

عن هذا، قال إبي نجدي، 45 عاما، الذي يعتبر بمثابة أحد الآباء المؤسسين وبدأ في القدوم للمقهى عام 1997: «نساعد بعضنا البعض مجانا؛ لأنهم عندما يمنحون الأفراد البطاقة الخضراء لا يعلمونهم كيفية الحصول على عمل أو تراخيص أو الحصول على أوراق الضمان الاجتماعي وأي المدارس أرخص لتعلم الإنجليزية وكيف يمكن شراء سيارة».

الملاحظ أن بعض العاملين بالمقهى من المهاجرين أيضا، ومنهم موسى كمارا، 22 عاما، القادم من فري تاون بسيراليون منذ 8 أعوام. وقال: «معظم مناطق أفريقيا بهذا الشكل، ليس هناك الكثير من العمل؛ لذا يتبادلون أطراف الحديث معا معظم الوقت».

من وجهة نظر محمد عبد الإله، رئيس الجالية المغربية - الأميركية، فإن المشهد يمثل خطوة الأمام نحو الانتقال لنمط الحياة الأميركية. وأضاف: «في نيويورك، منذ سنوات، كان الإيطاليون يجلسون حاملين أقداح القهوة وقطع الكيك ويجلسون مع جيرانهم. أعتقد هذا هو ما يعنيه العيش داخل حي».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

في هذا الجو الكريه من العداء للغريب والأجنبي في فرنسا، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2012، ومع وصول وزير داخلية فرنسي جديد، كلود غيانت، يعتبر وزراء الداخلية السابقون حمائم، مقارنة معه، هذا الوزير الذي اعتبر، بمجرد تقلده منصب الوزارة، وبشكل صريح، وجود ملايين من المسلمين في فرنسا يطرح «مشكلة». وفي هذا الجو الذي غدا فيه الكثير من الفرنسيين (من يمين الحزب الحاكم ومن أطر أحزاب اليسار، الذين يكنون كرها للأجنبي بشكل خاص المسلم) يطلبون ود مارين لوبين، رئيسة حزب الجبهة الوطني، اليميني، معتبرين إياها تختلف عن أبيها (إذ أعادت قراءة خطابات أبيها فيما يخص بالمحرقة، وكرست حقدها، الصريح والمضمر، للعرب المسلمين، كما أنها زارت الكيان الإسرائيلي، مما اعتبر بادرة على إنهاء صراع حزبها ضد اليهود، وهو ما رأى فيه بعض زعماء اليمين اليهودي في فرنسا منطلقا لعلاقات ودية معها). في هذا الجو الكريه أطل على الجمهور الفرنسي فيلم «قتلني عمر» لرشدي زيم وبطولة سامي بوعجيلة. وليس غريبا أن يتصدى هؤلاء لمأساة عمر الرداد.

من هو عمر الرداد، الذي يعرفه الفرنسيون جميعا؟

إنه بستاني مغربي، اتهم بقتل السيدة مارشال التي كانت تشغله عندها بستانيا، وهي أرملة ثرية، بغرض الاستيلاء على أموالها، بسبب ولعه بالقمار في مدينة نيس الفرنسية. وقد ساهم ولعه بالقمار، إضافة إلى أصوله المغربية (من ريف المغرب)، وكذا جهله المدقع باللغة الفرنسية، في منحه صورة «المذنب المثالي». ولكنه أصر على براءته، ولم تنفع مرافعة المحامي الشهير جاك فيرجيس (الذي صدح بمقارنة رهيبة بين البستاني عمر الرداد والضابط ديروفيوس: أدين الأول لأنه يهودي ويدان الثاني لأنه عربي!) في إطلاق سراحه، فقضى 7 سنوات في السجن قبل أن يصدر عفو رئاسي لفائدته.

ولكن عمر الرداد الخارج من الزنزانة لم يكن سعيدا، بشكل كامل، لأنه لا يريد أقل من تبرئته.

والحقيقة أن قضية عمر الرداد شغلت الرأي العام الفرنسي، فقسمته شطرين، من يرى فيه البريء ومن يرى فيه المذنب الحقيقي. وإذا كان القاضي لورونت دافيناس Laurent Davenas، يرى أنه مذنب ويتهم المحامي فيرجيس بأنه صنع من عمر الرداد «بريئا مثاليا»، فإن الكثير من المثقفين الفرنسيين، وعلى رأسهم الأكاديمي جان ماري روارت، يتشبثون ببراءة البستاني المغربي، وقد أصدر كتابا في هذا الصدد، وهو من المدافعين عن فكرة إعادة محاكمته.

ومن هذا المنطلق تصدى الممثل والمخرج رشدي زيم لهذه القضية التي لم تستطع أن تتركه لا مباليا. ولكنه يصر، منذ البدء، على أن ما يهمه في القضية ليس هو استعادة كل ما تفوهت به الميديا الفرنسية حينها، بل تركيز الكاميرا على عمر الرداد (مثل الدور الفنان المقتدر سامي بوعجيلة، الذي عرفناه في فيلم أندجين)، والطريقة التي عاش بها قضيته، وهو بهذا المعنى يريد أن يحمل الفيلم نظرة إنسانية عن هذا «المذنب المثالي»، من دون إبداء أي رأي يبرئ الرجل أو يتهمه، خصوصا أن جورج كيجمان محامي عائلة الأرملة القتيلة، بالمرصاد، بل ونصح المخرج بعدم المضي في إخراج الفيلم.

الملامح الكبرى عن المحاكمة موجودة في الفيلم، وهي معروفة من قبل الجمهور الفرنسي، الذي تتبع أطوارها وتفاصيلها المعلنة، وخصوصا الجملة التي كتبت على الحائط وتقول: «قتلني عمر»، وتحمل خطأ نحويا غير جدير بالأرملة الثرية.

ليس من شك أن الفيلم سيعرف نجاحا كبيرا (معظم المقالات التي خصصت له كانت إيجابية). فعوامل النجاح متوفرة، ابتداء من مشاركة ممثلين ناجحين، عرفا من قبل في فيلم «أندجين»، إضافة إلى لغز المحاكمة وشعور قطاع واسع من الفرنسيين أن ثمة أشياء كانت تستحق أن يتوقف عندها في المحاكمة ولم يفعل، وهو ما كرره المحامي جاك فيرجيس، كما أن عمر الرداد أصبح، الآن، أكثر فصاحة من ذي قبل، بعد أن حل الله عقدة من لسانه.

ومثلما استطاع فيلم «أندجين» أن يحرك مشاعر الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس شيراك، فقرر تسوية الأوضاع المادية لمحاربين عرب وأفارقة قدامى في الجيش الفرنسي كانوا يعيشون فقرا كبيرا، يراهن على أن يتسبب الفيلم في تهيئة الرأي العام الفرنسي لإعادة محاكمة عمر الرداد، مرة أخرى. على الأقل هي رغبة المخرج رشدي زيم ورغبة عمر الرداد نفسه.

هي رغبة عمر الرداد، الذي يريد أن يكتشف ابنه، أخيرا، براءته وأن لا ينادي عليه كما فعل، إثر خروجه من السجن، بعد سنوات سبع، بـ«السيد».

ربما هنا سيكون مكمن أهمية الفيلم ورسالته، وربما هي رغبة رشدي زيم الدفينة، إلى جانب الرواج التجاري، طبعا.

26-06-2011

المصدر/ جريدة الشرق الأوسط

أعلن يوم الجمعة الماضي في كييف أن العاصمة الاوكرانية ستحتضن، من 27 يونيو إلى 3 يوليوز القادم، الأسبوع الثقافي المغربي بدعم من الحكومتين المغربية والأوكرانية .

وأكد بلاغ رسمي لوزارة الثقافة الأوكرانية اليوم أن الأسبوع الثقافي المغربي في كييف، الذي سيفتتحه رسميا وزير الثقافة الأوكراني ميخائيل كولينياك وسفير المغرب لدى أوكرانيا عبد المجيد صبري، يأتي في سياق دعم البلدين الصديقين للعلاقات الثقافية والإنسانية، والتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للمغرب وأوكرانيا، وتعريف الجمهور الأوكراني بالتراث الغني والمتنوع للمغرب والتقاليد العريقة والحرف التقليدية الأصيلة التي تتميز بها المملكة.

وأشار المصدر إلى أن معرض الصناعة التقيلدية المغربية، الذي سيقام على مساحة 1000 متر مربع وسط العاصمة كييف، سيعرف مشاركة العشرات من العارضين المغاربة المختصين في المصنوعات الخزفية والخشب والنحاس والحديد المطوع والفضة والجلود والحلي والديكور المنزلي، وقد صمم مكان العرض على الطراز المعماري المغربي الأصيل لإبراز الخصوصيات الثقافية والهندسية المغربية.

وأكد المصدر أنه سيتم خلال الأسبوع الثقافي المغربي عرض الأزياء التقليدية خاصة القفطان، الذي يعد، حسب المنظمين، جوهرة حقيقية للأزياء المغربية وإلهاما حقيقيا لكثير من المصممين العالميين مثل إيف سان لوران وكريستيان ديور وجان بول غوتييه.

كما يحتوي برنامج الأسبوع الثقافي المغربي على عروض للموسيقى المغربية وفن الخط العربي والطبخ.

25-06-2011

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

قام الكاتب المغربي فؤاد العروي، في إطار لقاء أدبي نظم مساء الخميس 24 يونيو ببروكسيل، بتقديم وتوقيع روايته "سنة لدى الفرنسيين"، التي أصدرتها دار النشر الفرنسية "جوليار".

وقد شكل حفل توقيع الرواية فرصة للكاتب والأكاديمي المغربي لاستعراض مساره المهنية الذي بدأ في المغرب في الثمانينيات من القرن الماضي.

كما شكل اللقاء الذي نشطه الكاتب الفرنسي دينيس لابايلي أمام ثلة من المثقفين الأوروبيين، فرصة سواء بالنسبة للكاتب أو الجمهور لاستحضار المغرب في عمقه التاريخي والمتنوع.

وتطرق المؤلف أيضا للثقافة الجماعية والمتنوعة والتكوينات التربوية والخيارات اللغوية التي أيدت أقواله، بالاستناد إلى تاريخ الشخصيات في رواياته والمستوحاة من واقع بلاده الأصلي.

وبالتأكيد فإن اختيار هذا الكتاب مستوحى من طفولة حقيقية حيث كشف الكاتب، بالرغم من المسافات، بطريقة "ايجابية" أسرار حياة ملؤها الكتمان تدور أحداثها في مدرسة داخلية فرنسية.

ويشتغل فؤاد العروي (53 عاما) الخبير الاقتصادي ومهندس التكوين في القناطر والطرق، حاليا، أستاذا للأدب بجامعة أمستردام (هولندا).

25-06-2011

المصدر/ وكالة المغرب العربي للأنباء

Google+ Google+